ليلٌ بِمنتصف القصيدَة

ليلٌ بِمنتصف القصيدَة

  • علي المؤلف

هذه أرض اليأس والشعر ولا أحد يغني

الطَّيب صالح

عُد مسرعًا إنَّ القصيدةَ تنتصِف

حانَ التجلِّي فلتشفَّ وتستشف..

الأبجديَّةُ غلَّقت أبوابها وتكشَّفتْ

من يائِها حتَّى الألِف

وتعرَّقت نشوى لتهرِقَها فأهِرقْ..

وارتشفها

في غيابَةِ مرتشِف

بالأزرقِ الممتدِّ في عَينيكَ راوِدها

فأحرُفها عصافيرٌ تَرِفّ

بتناقض الأَشياءِ

رغِّبها إلى

أنْ تألفَ الصِّفةُ اختلافَ المتَّصِف

بالماورائيَّاتِ علَّقها

سيَبطُؤُ ما هناكَ وما هُنا مهما أزِف

بالبُحتريَّةِ قُلْ لها:

“كَلِفٌ بحبِّكِ مولَعٌ ويسرُّني أنِّي كَلِف”

يا ناذرَ الشَّجرِ المُباركِ

كلَّما دانَت قطوفُك

خَفْ بألاَّ تقتطِف

هيَ فرصةُ اللُّغةِ الأخيرةِ

رُبَّما لنْ يصطفيكَ لغيرها

الوقتُ الخرِف

ولرُّبما ليستْ هنالكَ رعشةٌ أخرى

تكابدُها لعلَّك ترتجِف

أنتَ المفرَّقُ في القصائِدِ

لمْ يعدْ شكلٌ إليكَ

ولم تعدْ بكَ تأتَلِف

لا تنتظرْ وحيًا ولا تستجدِهِ

وبِأيِّ وحيٍ يستخفُّ بِكَ استخِفّ

فيمَ ادَّخر ذلاً قليلاً

خوفَ أنْ يطغى تعجرُفُكَ الكثير وتنجرِف

يا مبتلىً بكَ كَم تخطُّط للهروبِ

كأيِّ مخطوفٍ بعهدَةِ مختطِف

حاولتَ أنْ تشفيكَ منكَ

برغمَ أنَّكَ ما تزالُ بما تحاولُهُ دَنِف ..!

قلقٌ برأسَكَ شاعرٌ

لكنَّما ما زلتَ تنشدُهُ

طروبًا لا أَسِف

وبمَ ارتكبتَ منَ الجنونِ

بِمَ اقترفتَ

لَكَ اللَّيالي الأبجديَّةُ تزدلِف

ما عادَ تغريكَ الظُّنونُ المستقيمةُ

حيثُ أغواك اليقينُ المُنْعَطِف

للاَّ نهايةِ خذْ بنفسكَ

كلَّما نادوكَ قِفْ أو صفقوا لكَ..

لا تَقِف

إنَّ الحقيقةَ تشبهُ المرآةَ

قُمْ وانظرْ بوجهكَ جيدًا ولتعترِف:

من فكرَةِ التغييرِ يولدُ شاعرٌ

ومن المحاولَةِ الوجودُ المختلِف ..!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :