بوح

بوح

أبى

كان يوم عيد ميلاده الجميع حوله كما أراد وقالب الحلوى كما أشتهى..عيد ميلاد حضره الجميع عداي..وفجأة تسرب الضيق إلى صدره امتلئت أوعية رئتيه الرقيقة التي ملئها دخان الحياة بالتعب ..امتلئت بالشوق حد الاختناق .. أخبروني  أن غيابي حوله إلى ورقة خريفية سقطت ذلك السقوط الأبدي تلك الليلة وأن ذلك الشوق لي ظل ينمو وتعلو قامته حتى  وصلت  حدود السماوات آخذة معها روحه الطاهرة ..‏

أيام قليلة فارقة كانت بين غيابي ولحظة وصولي لحضور المولد النبوي الشريف في بنغازي التي لم ينافسك في حبي إلا حبها ..ساعات قليلة في عمر الحياة التي كان بإمكانها إيصالي لأحضانك لكن مواقيت الموت كانت أسرع وأقسى ..

أطالع رسالتك الأخيرة (أنتظرك على أحر من الجمر)

أتذكر أنني يومها اتصلت بأختي وأخبرتها أن بابا يحاول لعب دور الحبيب في حياتي لان العمل والغربة يسرقانني من الحياة وضحكنا كثيرا بغباء .. كان يودعني و كنت احسبه يغازلني .

دامعة العين دامية القلب ودعتك يا أبي وأنت ترحل صوب التراب .. ولازالت انهار الدموع وبرك الدم تطوق الحياة من حولي والزمان يمضي تاركا خلفه تواريخاً.. وأزمنة.. وأمكنة .. وقصائد من حنين تسأل الحياة كيف رحلت .. ولم يأت بعد موسم النهايات ..؟

نيفين الهوني

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :