تأملات مشاغبة

تأملات مشاغبة

سالم أبوخزام

محطة 1

  لعلنا استمعنا كثيرا إلى كلمة ( تهميش فزان) بل إنها ذات الكلمة استخدمت على نطاق واسع وفي مناطق أخرى ، كالزنتان مثلا مدينة مهمشة ، والجبل الغربي ومنطقة جادو ، وكذلك مرزق ، أو غات وأحيانا نطلق نفس العبارة على الكفرة ، وبعض المدن الساحلية ، أو بالمناطق الشرقية ، إلا أن عبارة التهميش بفزان قد كبرت وتعاظمت وشكلت وضعا مأساويا بالغ الإحراج أمام المهتمين والحكومات بشكل خاص وبدقة حكومة الوحدة الوطنية!

فزان (مهمشة) وتجاوزها الزمن خاصة بعد فشل السكان في اختيار عناصر فعالة وحقيقية تخدم مناطقهم ، حيث من تم اختيارهم وأغلبهم من ضعاف النفوس قليلي الخبرة والمعرفة واهتموا فقط بمكاسبهم الشخصية وحاجياتهم وما ينقصهم ليتحولوا إلى أثرياء بين عشية وضحاها!

مجموعة العمل التطوعي التي يقودها امحمد قرين ، أحرجت الحكومة وأثبتت أنها في الموعد وأعدت أفضل البرامج لصيانة وإصلاح الطريق العام ، بالكفرة ، والجفرة ، وصولا إلى الشاطئ وسبها بالجنوب ، لهم التحية وكامل التقدير والاحترام .

حفر الآبار وعمل أحواض للمياه على الطريق العام والبداية بحملة للتشجير وتحويل مناطق (زلاف الخير) إلى مناطق خضراء وتثبيت الرمال ، التي أودت بحياة الكثيرين جراء حوادث السير ، أمر يدعو إلى الفخر بتلك المجموعة الطيبة التي زاد لديها مؤشر حب الوطن وتقديم كل شيء في سبيله ، أسجل لهم التقدير والإعجاب ، ومن دواعي غبطتنا تحرك القوات المسلحة ومساهمتها بشكل فعال في تلك الأعمال الجليلة ، حيث وفرت القوات المسلحة العربية الليبية المضخات والخزانات وأنواع متعددة من الأشجار الخاصة بتلك البيئة.ووضعت أقدامها بهذا العمل الناجح والمفيد.

محطة رقم 2.

 يقابل ما أسلفت بالتمام والكمال ويناقضه بشكل سافر إقدام حكومة الوحدة الوطنية وشخصية وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بدعم الحكومة التركية على خلفية الزلازل المدمرة التي اجتاحتها مؤخرا وبعنف بالغ على حساب أعلى الدرجات من مقياس ريختر .

الوزيرة نجلاء المنقوش لم تنس أن تركيا دولة مسلمة والواجب يقضي برد الجميل والمساعدة لسببين على الأقل :

الأول – حفظ جميل ومعروف طيارات برقدار المسيرة التي دكت أبناءنا في القوات المسلحة وشردتهم وقتلتهم بلا شفقة أو رحمة.

الثاني – استحضار تركيا لدفعات كبيرة من المرتزقة السوريين وتسليحهم واستخدامهم في قتل أبناء الوطن ، للمساعدة في فرض سلطة التشكيلات المسلحة في الغرب الليبي وفي العاصمة طرابلس.

السببان أعلاه جعل السيدة المنقوش ترسل وعلى الحساب خمسين مليون دولار تجاوزا والبقية تأتي !!

وفي إطار المجاملة وحفظ ماء الوجه قررت الحكومة مجتمعة إرسال طيارات مساعدة للشقيقة سوريا ، بشحنات ضخمة من (المكرونة الليبية الأصيلة !!) من منطلق أن سوريا شقيقة عربية!

بينما كان بإمكان السيدة وزيرة الخارجية تخصيص حفنة من الدولارات الموجهة إلى تركيا ، لتوجهها إلى أهلنا في تاورغاء الذين هدمت بيوتهم فوق رؤوسهم وشردوا في أرجاء ليبيا ، ولازالوا يقطنون (براكات) الألومنيوم على مرأى ومسمع كل الأشقاء في هذا الوطن .

نداء يوجه للوزيرة المخضرمة من أقاصي الجنوب الذي زارته يوما ، وتحديدا من عاصمة القوافل التجارية وسوقها مرزق وأهلها الأقحاح ، نداء من جنبات القلعة الصامدة والبيوت المهدمة والأنفس الجائعة وكفى!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :