تجديدُ الخطاب الديني…هل أصبح ضرورة؟!

تجديدُ الخطاب الديني…هل أصبح ضرورة؟!

خليفة الأسود

كنّا نؤمّن منذ عقود خلت خلف أئمتنا حفظهم الله، ورحم الله من جاور ربه منهم، على دعائهم (اللهم أنصر دولة الموحدين).

فلماذا التشبّث والتقليد، والبقاء محنطين في حالة من الجمود التاريخي…!!

ثم أليس من الواجب طرح الاسئلة الصعبة…!

-لماذا سقطت الخلافة الاسلامية؟!
-ولماذا يكثر الفقراء في الدول الاسلامية برغم عدالة الدين ونظامه التكافلي؟!

-ولماذا اكثر من 80% من لاجئي العالم مسلمين؟!

-ولماذا برز من صلب التراث الاسلامي جماعات متطرفة؟!
-وهل القيم الاسلامية عاجزة عن مواكبة العصر ومكتشفاته؟

-وما السرّ في نفوذ القوى المعطّلة لتحديث الخطاب الديني؟!

لا يختلف إثنان بأن ثوابت الدين واركان الاسلام والفرائض الخمسة أمورٌ غير قابلة للتغيير او التحديث، ولكن الحديث فيما عدا ذلك.

بقاء الوضع كما هو معناه الاستمرار في خطب التبسيط وتسطيح الامور، ربما خشيةٌ من الوقوع في مصيدة الحداثة او في شباك التحضّر وتعقيداته…والإبقاء على خطابٍ فقد تأثيره على أجيال القرن الحادي والعشرين.…! وفي الحديث الصحيح:

عن أبو هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ (يُجَدِّدُ) لَهَا دِينَهَا). فإين هم المُجدّدون…؟!

وهذه ليست دعوة لكل من هبّ ودبّ لأن يُدلي بدلوه بلا علم ولا كتاب منير، بل المطلوب مراكز اعتبارية متخصصة، بها الفقيه وعالم اللغة العربية وعالم الفيزياء والمستشار الطبي واستاذ علم الاجنة والوراثة والفيلسوف، وغيرهم…يتدارسون الاسئلة الملحة وقضايا العصر، ويخرجون لنا بنتائج معتمدة ومحكّمة يمكن الاستناد عليها في وضع مناهج دراسية، وتجديد الوعي، وتوجيه أئمّة المساجد، والجماعات الدعوية.

نَحْنُ أحوج ما نكون، لخطاب ديني متجدّدٌ ورصين، يواكب التغيرات والاكتشافات العلمية والاجتماعية والاعلامية والثقافية والقيمية، التي غزت مجتمعاتنا وبتسارع رهيب. كما أنّ انعزالنا عن العالم لن يزيد الدين قوة، ولن يُضعف من وتيرة التقدّم العلمي.

وللتنويه، فإنّ دولة الموحدين كما علمت لاحقاً، قد طواها الزمن منذ تسعة قرون، وتحديدًا في عام 1269م.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :