تجليات

تجليات

التواصل

الإنترنت هو نافذتنا الوحيدة في بلد سيئ الخدمات ويتذيل قوائم الفشل والفساد والموت وفقدانه هو فقدان آخر اشعاع يمنحنا بعضا من إمكانية التواصل مع العالم ومتابعة الاخبار والاتصال بالأصدقاء الذين تقطعت بهم السبل في بلدان العالم ويسعدنا تواصلنا معهم ومعرفة اخبارهم واقتسام أخبار الوطن الموجعة معهم . انطلقت في الصباح أبحث عن حل لجهازي الذي اشتريته بثمن مبالغ فيه عكس ما هو متواجد في العالم وحينها لم يكن لي أو لغيري خيار فالشركة الوحيدة التى تقدم هذه الخدمة هي شركة حكومية تحتكر كل شئ ولا أحد غيرها ينافسها في السوق . بعد السؤال عرفت ان المركز الوحيد للصيانة هو بريد شارع الزاوية وشددت الرحال إليه وفي النفس امنية وحيدة هو اصلاح هذا الجهاز الصغير وإعادة ارتباطي بعالم جميل تتمني النفس الوصول إليه . وصلت وكان المكان مزدحم ولا أثر للنظام في المكان كما هو حال كل البلد الغارق حتى أذنيه في الفوضى . ثمة وجوه بلطجية هكذا توحي مناظرهم وهو من يستحوذ على براح المكان والطريق الى أيجاد المبتغى لايبدو على مايرام . سألت أحد العاملين في المكان الذين تركون نوافذهم ووقفو يسجلون من يريد خدمة في ورقة عند أحدهم وكأننا نعود الى عصر قديم أنتهي في كل العالم حتى في البلدان الفقيرة . للأسف قائمة طويلة والموظف قال قد لا اخد الكل فقط عدد محدد والبقية لا وحينها تسألت في نفسي أي خدمة تقدمها هذه الشركة البائسة والتى تحصد الملايين سنويا وآخر اهتماماتها المواطن الحالم بخدمة تليق به توجهت للمركز الرئيسي للبحث عن من ينقذني مما انا فيه وأذا بهم قالو أن المركز الوحيد في طرابلس للصيانة هو شارع الزاوية وهنا ينطلق السؤال بكل ألم مدينة بحجم طرابلس مركز صيانة واحد فكيف حال مدن الجبل والجنوب وبقية مدن ليبيا . كلما مرت الايام زاد أيماني أن البقاء هنا هو عبارة عن عبث وأن الحياة في مجملها خدمات فان ماتت الخدمات مات المكان وتحول ساكنه الى جثة هامدة الافضل ومن باب اكرام الميت دفنه …..

عثمان البوسيفي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :