خضري : إدارة الخدمات الصحية في سبها تواجة تحديات تعيق خدماتها.
ضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة لتأمين حقوق الموظفين وتحسين الوضع الصحي في المدينة.
حاورته : بية فتحي
تواجه قطاع الخدمات الصحية في سبها، تحديات هامة تهدد استقراره وقدرته على تلبية احتياجات المجتمع المحلي فعلى الرغم من أهمية هذا القطاع في تأمين الرعاية الصحية للمواطنين، إلا أنه يعاني من مجموعة صعوبات تعيق تقديم الخدمات بشكل مستدام
حيث تتعلق التحديات بالميزانية المحدودة والعقود العالقة للعاملين، إضافة إلى عدم الاستقرار في اللجان المسؤولة عن الإفراجات، وعدم وجود ملاك وظيفي لتسكين الموظفين من الكوادر الطبية والإدارية وفقًا للإجراءات المعتمدة، وغياب الدعم اللوجستي في توفير احتياجات المنطقة.
وفقًا لتصريحات مدير الخدمات الصحية في سبها، عبدالجليل خضري لفسانيا ، فإن القطاع يعاني من نقص حاد في الميزانية على مدار السنوات السابقة. ومنذ عام 2014، لم يتم صرف أي ميزانية تلبي احتياجات القطاع ، موضحا أنه يتم التعاون مع المنظمات الدولية وجهاز الإمداد الطبي لتوفير بعض الإمكانيات وتغطية الاحتياجات الأساسية في المرافق الصحية ، بعد إرسال طلبات من قبل الإدارة لتلبية النواقص.
وأفاد أن وزارة الصحة منحت جهاز الإمداد الطبي صلاحيات لدعم الخدمات الصحية، ومع ذلك نواجه عجزا في تشغيل المرافق الصحية بسبب توفير كميات محدودة ونقص بعض الأصناف الضرورية للاستخدام اليومي ، الأمر الذي أدى إلى شراء هذه الأصناف عن طريق هيئة التأمين الطبي، ومخاطبة منظمة الصحة العالمية لسد العجز الذي يعود لتسليم الاحتياجات وفقًا لإحصاءات التعداد السكاني من السجل المدني في سبها، والتي لا تغطي احتياجات ربع البلدية، وخاصة أن المدينة تضم نصف سكانها من المقيمين القادمين من خارجها، متسائلا لماذا لم تتم معاملتها بصفتها عاصمة الجنوب رغم المخاطبات المتكررة للجهات المعنية؟.
مشيرا إلى أن هذه التعاونات تساعد في تعزيز القدرة على تقديم الخدمات الصحية الملائمة في ظل ضيق الميزانية المتاحة.
وأضاف عبد الجليل أن الخدمات الصحية تواجه عقبة كبيرة تتمثل في مشكلة العقود السابقة للعاملين في المرافق الصحية، حيث توجد عقود تم توقيعها منذ عام 2014 وحتى الآن لم يتقاضَ العاملون بها أي مرتب ، وقد تم التواصل مع لجنة الإفراجات في فترة سابقة، وتم إحالة جميع الإجراءات لهذه اللجنة، ولكن المشكلة تكمن في تغيير اللجنة كل عام وطلب نفس الإجراءات، مما يؤدي إلى عدم وجود حل لهذه الفئة حتى الآن.
وتابع في عام 2023، شكلت وزارة الصحة لجنة إفراجات تابعة لها وعينت رئيسًا للجنة، وقامت بمخاطبة جميع الإدارات الخدمية في الصحة على مستوى الدولة الليبية وطلبت بعض المستندات. وتم إحالة بعض الإجراءات من قبل إدارة سبها إلى اللجنة المكلفة، وتم مطابقة الإجراءات مع الأحوال المدنية، وتبين أن الأعداد غير المطابقة كانت قليلة.
وتابع ، تم إرسال الوثائق المطابقة إلى لجنة الإفراجات، وتم استيفاء الإجراءات المطلوبة من خلال شهادات الميلاد والرقم الوطني و إعادة الوثائق إلى اللجنة.
وأشار إلى أنه تفاجأ بأن الخدمة المالية قامت بإعادة الإجراءات إلى وزارة الصحة، نظرًا لعدم وجود ملاك وظيفي معتمد لإدارة الخدمات الصحية ، الذي من المفترض أن يتم تعيينه عن طريق وزارة الصحة مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة تنظيمية جديدة من قبل المهندس رمضان أبوجناح، وتم إعداد المقترح وإحالته إلى رئاسة الوزراء لاعتماده وتوجيهه إلى الوزارة لتعميمه على الجهات المختصة وتسكين الموظفين وفقًا للوظائف المعتمدة ، ومع ذلك لم تعتمد رئاسة الوزراء حتى الآن الهيكل التنظيمي الجديد لتوسعة الملاكات في الإدارة الصحية، مما أدى إلى خلق ربكة في سير العمل ووجود انتقادات من قبل الموظفين لإدارة سبها بسبب عدم إرسال البيانات الوظيفية.
وأكد خضري،أن الإدارة تولي اهتماماً كبيراً للخدمات الصحية في جميع المناطق ، منوها إلى أن هناك 1140 موظفاً إداريا وأكثر من 400 عنصر طبي يقومون بواجباتهم على أرض الواقع، لم يتقاضوا رواتبهم منذ العشر سنوات .
مبيناً أن تم فيما سبق الإفراج عن رواتب أكثر من 700 عنصر طبي وطبي مساعد من قبل ديوان المحاسبة ولجنة الإفراجات، ولكن لا يزال هناك عدد كبير من الموظفين الذين لم يتمكنوا من استلام رواتبهم.
وطالب الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الصحة ورئاسة الوزراء، بالتدخل العاجل لحل هذه المشكلة وإيجاد حلول فعالة لضمان توفير الموارد المالية اللازمة لصرف رواتب الموظفين بانتظام وفقًا للقوانين واللوائح المعمول بها.
وناشد الحكومة الليبية العمل على تحسين البنية التحتية للخدمات الصحية في البلاد ، والعمل على صيانة المرافق الصحية المتهالكة في مدينة سبها، وتعزيز القدرات الإدارية والمالية للجهات المعنية ، وجعل الرعاية الصحية أولوية قصوى ليتمع كافة المواطنين بالخدمات المطلوبة ، إضافة إلى توفير الدعم اللازم للمرافق الصحية من حيث الاحتياجات والمستلزمات والمعدات الطبية، والتركيز على المرافق الصحية في بلديات الجنوب، وتوفير كادر طبي يلبي احتياجات جميع المرافق والعمل على استقطاب كادر طبي من الدول المجاورة. منبها أن الكادر الوطني لا يغطي احتياجات جميع المرافق ، وإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة.
الجدير بالذكر ، يتوفر في مدينة سبها 18 مرفقًا صحيًا تتبع الخدمات الصحية، تشمل هذه المرافق (وحدة الرعاية الصحية السلام المعروفة بالصحة المدرسية، ومستوصف الثانوية، والمركز الصحي المنشية والقرضة والجديد، ومحلة حجارة الجديدة، ومشروع سبها، والناصرية، وغدوة، ووحدة الرعاية حجارة القديمة، ووحدة الرعاية الصحية في حي التضامن، وحي الحساونة، ووحدة الرعاية الصحية بالنزيلة، وحي التحرير) تقدم هذه المرافق خدمات طبية في مختلف المجالات الطبية وتطعيمات التحصين لجميع الفئات العمرية، تحت إشراف ومتابعة الخدمات الصحية وبالتعاون مع المركز الوطني وحملاته التحصينية على مستوى الدولة وغيرها من الخدمات الطبية المتاحة في المراكز