محمود السوكني
كما كان متوقعا ، رفض ( النتن) مشروع الاتفاق المزمع لوقف إطلاق النار و بدأ في حربه المستعرة ضد سكان مدينة رفح رغم التحذير الأمريكي و الاستجداء الأوروبي .
فشلت كل المحاولات لثنيه عن الدخول في مغامرة جديدة ، أُسقِط في أيدي الوسطاء الذين استطاعوا اقناع حماس على قبول العرض المصري/الأمريكي بعد أن استخدموا معها كافة وسائل الترغيب و الترهيب بما في ذلك التلويح بقفل مكاتب الحركة في الدوحة .
من جهتها ، أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها التوقف عن إمداد الكيان المحتل بالاسلحة و قامت بالفعل بتعليق إرسال شحنة الأسلحة الاخيرة مما قد يدفع بحكومة الاحتلال إلى البحث عن مصادر أخرى للتزود بالسلاح وقد كان هذا الإجراء الغير مسبوق فرصة سانحة للمنافس الجمهوري “ترامب” لأن يندد بقرار الرئيس الأمريكي الذي إتهمه بمحاباة حماس على حساب (إسرائيل ) !
كل هذا لم يفت في عضد هذه الحكومة البائسة بل زادها إمعاناً في التعنت و تمادت في غيها و على الأخص من وزيريها المخبولين( الأمن و المالية) اللذين شرعا في شن حملة شعواء ضد الرئيس الأمريكي تتهمانه فيها بإنحيازه ( للعدو) على حساب مصلحة ( اسرائيل ) حتى ان وزير الأمن نشر في صفحته في منظومة التواصل الاجتماعي متهكما ان ( حماس تحب بايدن) ! لن يتوقف الاجرام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ، و لن يمنع أحداً هذا ( النتن ) عن مواصلة تهوره ضد سكان الجنوب اللبناني ، ولا عبثه بأمن سوريا و لا اي بلد يجاوره بزعم انه يهدد أمن و إستقرار (بلاده) .
يعتقد حاكم تل آبيب أن إنتصاره على المقاومة الفلسطينية و تصفية فصائلها و إغتيال قادتها وحده السبيل لإنقاذه من ساحات القضاء التي تنتظر مثوله للفصل في عديد القضايا المتهم فيها و التي ستنهي على الأرجح تاريخه السياسي و تلقي به في غياهب السجون لعقود إن لم يكن لأخر العمر .