- أحمد التواتي
عندما كان العديد من الناس في نهاية عام2019 ينتظرون استقبال العام الجديد بكثير من الأمل للمستقبل، بدأت في لحظات صفارات الإنذار تجوب العالم محذرة من فيروس مجهول لدى الكثير ومعروف لدى البعض، انفجر “فيروس كورونا” في جميع أنحاء العالم وأصاب الناس الهلع و الخوف من ذلك المجهول، البشرية أجمع تضررت من جائحة كورونا. لنركز على التعليم ، وما خلفته الكورونا من أزمات وما أصاب المدارس من ضرر ، فمع انتشار الفيروس في العديد من البلدان تسبب في إغلاق المدارس على المستوى العالمي، والواقع أن الكثير في البداية شعروا بالقلق على “الأطفال و الشباب” و اتضح فيما بعد بأنهم أقل عرضة للإصابة بالفيروس بل وتُعد معدلات الوفيات بينهم أقل بكثير من الفئة الأخرى (المسنين)و بالرغم من ذلك فقد يكونون حاملين للمرض، مما يعرض أفراد أسرهم الأكبر سنًا للخطر. والأهم من ذلك ثأتيرة من الجانب النفسي، وكما شهدنا في الآونة الأخيرة من تسارع في الأيام وعدم الإحساس بها وانتقال المرض بسرعة الضوء وربما يكون هذا الوصف مبالغا فيه بعض الشيء ، ولكن مانلاحظه من وفيات و عدد الإصابات كبير جداً على مستوى العالم، الجميع يرى تلك الأعداد التي يعلنها المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا ، ربما نسينا أبناءنا الطلاب وما يعانونه من تدمير النفسية جراء الحروب التي تتوالى يوما بعد يوم والكثير من الأمور لا أستطيع أن أوجزها في بعض الأسطر ، و يلحق بعدها إغلاق المدارس و المؤسسات التعليمية بالكامل وكان الإغلاق من إجراءات السلامة و الوقاية من جائحة كورونا، وبينما يبدو أن إغلاق المدارس يمثل حلاً منطقياً لفرض التباعد الاجتماعي داخل المجتمعات المحلية ، فإن إغلاقها لمدة طويلة سيكون له تأثير سلبي على الطلاب لأنهم الأكثر تضرراً. كنا نتمنى أن تجد وزارة التعليم حلاً لهذه المعضلة ووقع الخيار البديل وهو التعليم عن بعد و أغلب بلدان العالم لجأت لهذا الحل بعد دراسات موسعة مثل ( الدول المتقدمة )، والغريب أنه حتى الدولة التي تعاني من الانهيار في الخدمات العامة وليبيا كانت إحدى الدول التي أصدرت هذا القرار و لديها العديد من المشاكل، وكان هناك استغراب كبير من المجتمع من إصدار قرار مماثل ، بالرغم من أن الجميع على دراية بانهيار شبكة الإنترنت و الكهرباء في ليبيا و بالتحديد مناطق الجنوب التي كانت ولا زالت منسية من الحكومات الليبية المقصود ( الشرق، الغرب)، في هذه الحالة من المفترض أن يكون هناك دور للدعم النفسي الاجتماعي في ليبيا وأن يلعب دورا كبيرا و يكثف العمل على جميع الأصعدة ، ولكن لم نر أن هناك عملا مشتركا بين المؤسسات بصفة عامة، كنا نتوقع من الدعم النفسي الاجتماعي أو المرشد النفسي الاجتماعي أو الأخصائي النفسي الاجتماعي في ليبيا أن يبرز في هذا الوقت ويعمل على الحالات المصابة بالفيروس، رغم التجهيزات و التنسيقات والدور البسيط ولكن لم نشاهد ذلك بصورة كبيرة. كما أن تعزيز مستوى التأهب بعد قرار عودة المدارس يشمل فرض إجراءات وقائية في المدارس و الحد من الاتصال الجسدي عن طريق تقليل الأنشطة الاجتماعية والأنشطة خارج المناهج الدراسية ودعمها، ويجب على وزارة التعليم و بعض مؤسسات المجتمع المدني وضع خطوط عريضة للعمل مع بعضها ويكمن النجاح في الاتحاد بالمعنى الحرفي أنك يمكنك أن تنجح أفضل وأسرع من خلال مساعدة الآخرين على النجاح.