جارحة

جارحة

بقلم :: عثمان البوسيفي 
في مرات كثيرة جدا يستلزم الأمر اطلاق العنان للاسئلة من باب البحث عن الجواب الذي نشتهيه بارد مثل نسمات الربيع غير العربي ولا نشتهيه حارق مثل نسمات الصيف لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن هكذا يقولون .
جارحة الأمكنة وجارحة المسافات وجارحة تلك الشخوص التى نعبر إليها حين يشتد بنا الوجع حين تحاصرنا الهموم والمنزلقات ونحن نحلم بغيمة عابرة أو مقيمة تزرع زخاتها في اللحظة المنشودة .
جارحة الوعود التى نقطعها وهي في ختام الامر تقطعنا وتتلذ بتقطيعنا الى قطع صغيرة وجارحة السنين الظالم أهلها .
جارحة الاحلام التى لا تنبث في أرض الديس وتختنق في أرض القعمول وتموت على شفة البحار المالحة في الشمال .
جارحة لحظات غياب الطبيب عن جسد أنهكه الوجع واتعبته الروح الباحثة عن نافذة صغيرة تستظل بها من فوهة البنادق .
جارحة الافواه المحتاجة للطعام وجيوب حاملها خاوية على عروشها في سماء ما عادت تعرف المطر .
جارحة تلك الشوارع المخملية واثر اقدام البسطاء واضحة عليها
جارحة الأماني وهي تموت دون أن تجد من يقبرها في أرض متسعة للغم وتضيق بفرح صغير يخبو في ذاكرة هاجمها الزهايمر
جارحة الطرقات حين تمنعني من رؤية أمي وتمنع الطيبات من وصول حقنة السكر إليهنا
جارحة البلدان التى تعبر المحيطات وتعبث بوطني تحث ظل بيادق اغراهم المال واغرقتهم أسرة الفنادق الوثيرة .
جارحة القوارب المهترئة وهي ترسم بألوان رخيصة جداا خطوط موتها على روحي
جارحة الحروف حينما تغادرني ذات وقت عصيب أنا في حاجة ماسة لها وهي تقول بصوت حزين اغرب عني وأنت في كل النهارات تطاردني .
جارحة الهمزات حين تسقط ولا أستطيع اعادتها الى أمكنتها المسكونة بالخجل من فعلي معها…..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :