أكتب يا ولدي!

أكتب يا ولدي!

بقلم :: عبد الرحمن جماعة 
إلى الذين لا يهمهم أمرنا.. ولا يعنيهم شأننا!
إلى كل المسؤولين الذين لا نقدر أن نسألهم!
إلى كل المسؤولين عن جهلنا، وتخلفنا، وتأخرنا، وخراب بيوتنا!
..
أما قبلُ..
فقد كنا قبل أن تكونوا..
..
أما بعدُ..
فقد كنتم بعد أن وثقنا فيكم.. وصرتم بعد أن أمنَّاكم على رقابنا.. وتمكنتم بعد أن مكنَّاكم.
..
أكتب يا ولدي..
إلى كل المتنازعين على قوتنا.. إلى المقتاتين على دمائنا.. إلى الذين يتراشقون في صراعهم بأجسادنا.. ويُشعلون نيرانهم بأرواحنا..
إلى الذين نهبوا وذهبوا..
إلى الذين دمروا وفروا..
..
أكتب يا ولدي..
إلى الذين لم يذهبوا ولم يفروا.. لأنهم مصرِّون على البقاء حتى آخر فلسٍ في جيوبنا.. وحتى آخر لقمة في أفواه صغارنا، وآخر صرخة في ليل أطفالنا الجياع.. وآخر حجر في ديارنا، وآخر بئر في صحرائنا، وآخر شبر في أرضنا، وآخر قطرة زيتٍ في مصابيحنا!.
..
أكتب يا ولدي..
إلى كل المذكورين أعلاه.. رغم سفالتكم، ودناءتكم.
هل تعلمون ما هو أسوأ من الخراب، وأشد من الدمار، وأنكى من الجراح، وأدهى من كل المصائب، وأمرُّ من الغربة في الوطن؟!
إنه رؤية وجوهكم!!
..
هل تعلمون ما هو ألعن من الكفر، وأكفر من الجوع، وأذل من الاحتياج، وأقل من الدناءة، وأوطأ من الخسة، وأخس من العهر، وأعهر من الزنا في جوف الكعبة في نهار رمضان؟!
إنه سماع أصواتكم!!
..
هل تعلمون ما هو أدنى من الدناءة، وأسفل من السفالة، وأتفه من التفاهة، وأوسخ من الوساخة، وأقذر من القذارة، وأحقر من الحقارة، وأنذل من النذالة، وأسوأ من السوء، وأضرُّ من الضُرِّ، وأفسد من الفساد..
وأحقر، وأنذل، وأوسخ، وأتفه، وأسفل، وأقذر، وأسوأ، من رجلٍ باع ابنته الصغيرة لرجل ليزنى بها؟!
إنه ادعاؤكم الانتماء لهذا الوطن!!
..
هل تعلمون ما هو الجنون، والحُمق، والسذاجة، والبلاهة، والعَتَه، والسَفَه، والخبل، والغباء، والدروشة، وقلة الحيلة، و(رقادة الريح)؟!
إنه انتخابكم، وترشيحكم، الوثوق بكم.. والائتمان لجانبكم، والسير خلفكم، والائتمار بأمركم، والاسترشاد برأيكم، والعمل بتعليماتكم، واتباع كلامكم!!
..
هل تعلمون؟؟!!
..
أكتب ياولدي..
…………….. عليكم اللعنة!

…………………………….. التوقيع: ليبي!.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :