صلاح إبراهيم
إدارات الأندية بالمنطقة الجنوبية تسعى جاهدة للرفع من مستوى الرياضيين و تعليمهم أبجديات الاحتراف وذلك من خلال التعاقد مع طواقم فنية ولاعبين أجانب بالرغم من قلة الموارد المالية وضعف البنية التحتية. على مايبدو أن الأمر أصبح يسير بشكل معاكس ومن كنا نعول عليهم في عملية تأهيل وتعليم الرياضيين كيفية التركيز في اللعبة وضبط النفس و زرع الروح الرياضية اتضح بأنهم هم من بحاجة إلى ذلك وأكثر. المدرب في كرة القدم أشبه بقائد الطائرة ذلك الشخص الذي يجلس في مقصورة القيادة بكل هدوء و بمخزون كبير من الحكمة وصفاء الذهن يضع أمامه هدفا واحدا فقط وهو الوصول إلى مبتغاه بسلامة و أمان.
المدرب في الفريق هو المعلم والمربي وهو من له الكلمة العليا فلا يسمح للاعبين بالتعدي اللفظي على طاقم التحكيم أو المنافسين ، هكذا تعلمنا في أبجديات كرة القدم ولكن ماشاهدته بملعب سبها البلدي ضرب كل هذه المفاهيم بعرض الحائط منذ انطلاق المباراة والمدرب غارق في الشتائم والصراخ لم أسمعه يوجه فريقه أو يحاول دعمهم بل كان تركيزه المباشر في كيفية التفنن في رمي الشتائم وصياغتها وكأنه جاء ليعلم الفريق طريقة فقدان التركيز و تجريح كل من هم في أرضية الملعب. انطلقت صافرة نهاية المباراة وهي ذاتها كانت صافرة البداية لانطلاق سيل آخر من الألفاظ غير الأخلاقية بين ذات المدرب والطاقم التحكيمي ولم يكتفِ بذلك و اتجه صوب المنافس ليمطرهم هم الآخرون بكمية لابأس بها. هنا انعكست الصورة وأصبح المعلم طفلا طائشا ومن اعتقدنا بأنهم بحاجة للتعلم صاروا هم المعلمين للمعلم !بل هم من لعب دور الحكيم والسيطرة على الأجواء المتوترة. هذه الخلافات ولله الحمد انتهت ولكن لايجب أن تمر علينا مرور الكرام ومن المهم أن نستفيد من هذا الدرس ونتفادى وقوع مثل هذه الأحداث فيما هو قادم.