كتبت :: نيفين الهوني
شاعرة روائية وإعلامية سورية سجلت حضورا قويا في الوسط الثقافي والساحة الأدبية وهي معدة البرامج عبر الفضائية السورية والإذاعة السورية عضو اتحاد الكتاب العرب وعضو مؤسس لجمعية الشعراء العالميين. هذه المؤسسة التي انطلقت من سوريا عام 2010 ولديها ست مجموعات شعرية حملت عناوين ديوان «لو جئتك قبل الكلام» وديوان «دروب إليك وجمر عليّ» وديوان « ناي لأوجاع القصب» وديوان «أبشرك بي»، وأيضا ديوان «فاتك انتظاري» وديوان «ما وأدت الشك» بالإضافة إلى رواية «البرق وقمصان النوم» وتعد هذه الرواية ذات طابع سياسي اجتماعي صدرت طبعتها الأولى عام 2006 وصدرت طبعتها الثانية عام 2009 وضاع منها 4 مخطوطات لروايات بعد أن قصف منزلها بسوريا. وقد ترجمت أعمالها إلى عديد اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والروسية والتركية والبنغالية وكذا الفارسية، تصنف اليوم ضمن أهم 25 شاعرا ينتمون إلى 80 دولة. هي الشاعرة انتصار سليمان التي قالت عن الشعر في إحدى حواراتها (إن الشعر صرخة وجدان حي تنطلق من ينابيع عذبة وصافية ونقية لتصل إلى الآخر المتلقي الشريك لنا بأحاسيسنا ومشاعرنا بالمطلق فعندما تصل تلك الصرخة أو الدمعة أو الفرحة نقول هذا هو الشعر الذي لا يحتمل التسويف ولا الإطالة ولا السرد) وفي حديث آخر لـ سانا الثقافية عرفت أديبتنا الشعر (بأنه تلك المساحة المتاحة لنا بالدخول إلى ذواتنا لاستخراج المسكوت عنه بكل ما يحمله من حب وغضب وأمل ويقين وهو تلك الأسئلة التي تجترحها الروح فينطق بها القلم إلى أقصى مساحة الحلم) كتبت عنها الناقدة أ. د. بشرى البستاني (إن الألم الجسدي والروحي الذي تعانيه المرأة بشكل عام والمبدعة بشكل خاص هو ألم متأتٍ أكثر الأحيان من القطيعة القائمة بين ماهو مطلوب بالضرورة وما هو متاح على وجه الواقع، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، فهي ما تزال تفتقد الجو الإنساني الذي يوفر لها الشعور الآمن بإنسانيتها وبحقيقة الإقرار بعطاءاتها الجمّة التي ظلت حتى اليوم غير معترف بها إلا على المستويات الإجرائية أو الرمزية والتزيينية أكثر الأحيان وحتى على المستوى الأكثر خصوصية وفي الجانب الذي يبني كيانها الداخلي ويمنحها الامتلاء والتوازن لا تكاد تجد عند الرجل ما تحتاجه في هذا الجانب وأعني الحنان الذي تمنحه هي بلا حدود، فقليلٍ من الرجال الواعين من يدركون أن المرأة تحتاج مشاعر الحنان أكثر و تظل الجدران قدَر المرأة في العالم كله و ليس العالم الثالث حسب بالرغم من كل التقدم الذي أحرزته في ميادين شتى في طليعتها العلم و العمل و المشاركة إلا أن سلطة منظومات القيم التقليدية المتخلفة ما زالت تشكل عوائق قسرية تحول بين النساء و بين الاندفاع بكل طاقاتهن نحو بناء الذات و الحياة معا : كبلهاء لا يليق بها / إلا قضم أظافر عمرها / انقّب في أعماقي عن حصى ذي إشعاع / أخضب به بركة سكوني /و الجدران صامتة /و اسئلتي تكرج حول الروح كثمر يتساقط من غصنه / في قمة النضوج .(153) هكذا حين تتعب المرأة المبدعة من مقاومة عوامل السلب في حياتها و في مجتمعها تتسلل إليها الوحشة و يطلع بأس من حولها يكرس جدران القطيعة بينها و بين حركية الحياة ، لكنها لا تستسلم بل تلجأ إلى الداخل باحثة عن بؤر الضياء في أعماقها ، عن حصى الحلم تحرك به سكونية أيامها ،وقوة الحصى هي أمنية الشعر. إن الإبداع الأصيل لا يخضع أبدا لعوامل الانفصال و لا يرفع راية الإفقار لأن الكلمة – الحرية ستظل رمزا للحياة و رديفا للأمل كونها صانعة الإبداع والمعرفة وكانزة شعاع الحضارة ، إنها الكلمة الجسد كونها تختزل وظائفه في التغيير والفاعلية وهي الكلمة الروح لأنها تختزن إرادتها ، ولذلك ينهض الحب منجَز الحرية الأبهى ومؤازر الكلمة التي يبوح بها ليكون علامة الخلاص بوجه الهزيمة و التردي.