شعر :: يوسف سليمان
عُذْرًا
أهَالِينا بأَرضِ الصَّابِرِين
بِالجَنوبِ الصَّامِدِ
المَطْعُونِ والمَغْدورِ
بِالوجَعِ الدَّفينْ
عُذْرًا إنَّنَا مُتَخَاذِلُون
نسْتفيقُ الصَّبحَ
نأكلُ مِنْ مَوائِدِكم
شَهِيَّا نِصْفَهُ
منْ طِينِ تُربَتِكُم
أَتَانَا والمسَاء
نَحْتَسِي كُوبًا
من الشَّايِ المُعَتَّقِ
بَالْحَنِين وَأنْتُم ،،
أنْتُم مَيِّتُون
دُونَ مَاءٍ أو هَوَاءْ
لا ولا حَتَّى سَمَاء
دُونَ ظِلٍّ دُونَ بَعْضٍ
مِن طَعَام دُونَمَا
حَتَّى بياضٍ تُقْبَرُون
يَسْتغِيثُ الطِّفُلُ
أُمَّا يَستغيثُ الليلُ
صُبْحًا يستغيثُ
الحَرُّ ظِلاَّ غَيْرَ أَنَّا
غيرَ أَنَّا فِي ضَلاَلَةِ
غَيِّــــنَا مُتَفَرِّدُون
يّشْتَكِي التَّالِيسُ
فِي إِدْرِي
مِنَ الْعَطَشِ المُمَنهجِ
والحفاةِ العَابِرِين
تَشْتَكِي الْوَاحَاتُ
فِي سَمْنُو
مِنَ الْخَطْفِ المُكَرَّرِ
مِنْ قَوَافِلِهَا المَنُون
تَشْتَكِي سَبْهَا
طُغَاةً بَاتَ دَيْدَنُهُم
:حَرَابَةُ واقْتِتَالٌ وجُنُون
والْجَنُوبُ غَارِقٌ فِي الليْلِ
يَبكِي دُونَمَا دَمْعٌ
ولا حَتَّى عُيُونْ صَامِتًا
يَبْكِي وقَد جَفَّتْ
مَغَارسُ النَّخْلِ فِي الزَّلافِ
في ادْهَانِ أُوبَارِي
فِي آقارِ عُتْبَتِنَا
وفِي آقارِ شَاطِينَا الْحَزِين
فِي واحَاتِنا السَّمْرَاءِ
تَبْكِيها الجُفُون والكِبارُ الحَائِرُون
مَنْ نسَمِّيهِم بِدولةِ اللاشَيءِ
جِدًا تَائِهُون يَسْرِقُونَ ويَقتُلُونَ ويَعْبثُونَ
ويَمْرَحُون وتَنَاسَوْا
كَمْ مِنَ الْوَجَعِ الدَّفِين
وتَنَاسَوْا كَمْ عَلَى شُبَّاكِ غُرفَتِهَا
تَنَادَى الطَّامِعُون
وعَلَى أَبْوَابِ قَلْعَتِهَا
تَمَنْطَقَ بَعضُ أَفْرَادِ الْقَبِيلَةِ
يَحْلِمُون وتَنَاسَوْا كَمْ
عَلَى أَسْوَارِهَا
مِنْ أَيَّامِ شِيشَنْقَ إِلَى التَّحْنُو
،،،إِلَى الِّليبُو والجِرْمَنتَ
والمِشْوَاشَ وَرُبَّمَا قَبْلَ الوِلادةِ
واقِفُون تَحْمِلُ اليُمْنَى سِيُوفَا
والمَعَاوِلَ بِالشَّمَائِلِ يَحْمِلُون
يَكْتُبُونَ المَجْدَ جِيلاً بَعدَ جِيلٍ يُسْمِعُونَ
الأَرضَ فَي صُبْحٍ ولَيل أَنَّنَا
رُغْمَ المَرَارةِ ،،والْمَذَلَّةِ والإِهَانةَ
رُغْمَ كَيدِ الكَائِدِين سَوفَ
نَبقَى بِالجنوبِ كَمَا النَّخِيلِ فِي تِجِرْهِي
،،فِي تَهَالَة في قِلاعِ النَّصْرِفِي سَبْهَا
وفِي مُرْزِق سَوفَ نَبقَى سَامِقِين
فَاعْذُرُونَا أيُّهَا الذِينَ نَهَارُهُم لَيلٌ
وَلَيْلَهُمُ مُنُون فَاعْذُرُونَا أيُّهَا الأَحْياءُ إنَّا مَيِّتُون
