(فسانيا/ مصطفى المغربي/تصوير/ فاروق الكموني) ..
أعرب المكلف بتسيير المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان “أ. عبد المولى أبوتيشة” عن الاستياء الشديد من الضمور غير المسبوق للمعايير وتميّع للقيم وضعف لسيادة القانون وخفوت لصوت الضمير الإنساني، متسائلاً عمّا إذا كانت الإنسانيّة جمعاء ما تزال جديرة بهذه الصّفة ؟؟ وهي تشاهد نقلاً مرئياً مباشراً على مدار السّاعة للإبادة الجماعيّة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة منذ أكثر من شهرين!، حيث يتم قتل ألاف الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال، جميعهم من المدنيّين العزّل، إضافة لحرمانهم من الماء والكهرباء والغذاء والدّواء والمواد الطبّية والصّيدليّة، وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم، بل قصفت المستشفيات واقتحمت وأخليت من طواقمها الطبّية ومن نزلائها المرضى بمن فيهم أصحاب الأمراض الثقيلة وذوو الوضعيّات الصحّية الحرجة مثل الخاضعين للعناية الطبّية المركزة ومرضى العجز الكلوي وغيرهم كثير .
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح احتفالية المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان، بالذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذكرى 12 لتأسيس المجلس، والتي أقيمت تحت شعار (حقوق الإنسان قاعدة التحول الديمقراطي والمصالحة الوطنية) أمس الاثنين بطرابلس .
حيث أوضح “أبونتيشة” خلال كلمته : أن ذكرى اليوم العالمي لحقوق الانسان تمـــــــر علينا هذه السّنة ونحن في سياق وضع إقليميّ ودوليّ يتّسم بالاحتقان الشديد بسب ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية .
مذكراً ” أبونتيشة” بالمجازر التي ارتكبها هذا الكيان المحتلّ على مدى تاريخه الدّموي في دير ياسين وتل الزعتر وقانا وصبرا وشاتيلا وجنين وغزّة وآخرها في المستشفى المعمداني، ومدرسة الفاخورة، هي جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة لأنّها تستهدف المدنيّين قصديّا في محاولة لإبادتهم جماعيّا بعد العجز عن تهجيرهم قسريّا، وأضاف في هذا الصدد قائلاً : إنّهــــــا لمفارقة غريبة أن نتحدّث بشكل متواقت عن اتساع دائرة حقوق الإنسان نظريّا لتشمل حقوقا مستحدثة على غرار الحق في الأمل، وذلك في غمرة احتفالنا بالذكرى الخامسة والسّبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعن اغتصاب وطن بأكمله وتشريد أهله، ومحاولة إبادتهم من قبل كيان غاصب يحاول عبثاً فرض أمر واقع عبر الاحتلال والاستيطان والتمدّد منذ أن زرع في فلسطين قبل خمسة وسبعين عاماً، وكم هو غريب وعبثيّ هذا التماثل في السنّ بين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهذا الكيان المنتهك لكل حقوق الإنسان وعلى رأسها الحق في الحياة.
هذا وقد حضر الاحتفالية رئيس مجلس التخطيط الوطني” أ. أحمد ابريدان” ، وعن مجلس النواب النائب “أ. عبد المنعم باكور”، وعن المجلس الأعلى للدولة “أ. فوزية كروان”، وعضو مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات “أ. رباب حلب”، وعضو مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني المستشارة ” أ. كلثوم حاجي”، ورئيس فرع مفوضية المجتمع المدني بمنطقة طرابلس الكبرى “د.انتصار القليب”، وعبر التواصل المرئي مندوب بعثة ليبيا في جنيف “د. ناصر”، ومندوب عن مكتب المدعي العام العسكري، وممثلين عن المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي، ووزارتي الداخلية والدفاع، ومدراء الادارات والمكاتب بديوان المجلس، ومدراء إدارات: المنطقة الشرقية والجنوبية، والغربية، ورؤساء الفروع، ومدراء المكاتب بالبلديات من مختلف المناطق بالمجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان، وعدد من رؤساء مجالس إدارات وأعضاء مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الغير حكومية، ورؤساء النقابات، وأحزاب سياسية، وممثلين عن بعض المنظمات الدولية، وحشد كبير من المهتمين بقضايا حقوق الإنسان بمختلف الفئات والمجالات .
وألقيت الكلمات التي أكدت في مجملها على أهمية احياء اليوم العالمي لحقوق الانسان وخاصة في ظل الظروف التي يعيشها العالم اليوم، وما تمر به بلادنا الحبيبة ليبيا، واستذكار الماضي للمحافظة على القيم والمبادئ الإنسانية، لحماية الحريات العامة وحقوق الإنسان في ليبيا، بالتعاون بين مؤسسات الدولة المختلفة.
وشهدت الاحتفالية عرض مرئي بين أهمية إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وسلط الضوء على برامج ومناشط وانجازات المجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الإنسان في ليبيا.
وعقب افتتاح الاحتفالية انتظم البرنامج العلمي للاحتفالية، حيث كانت أولى المداخلات العلمية، التعريف بالمجلس الوطني للحريات العامة وحقوق الانسان، من قبل “أ. سالم الطيب”، أعقبتها مداخلة عن علاقة المجلس بالسلطة التشريعية، وعلاقة المجلس بالمواطن قدمها كل من “د. أشرف”، و”د. رضا”، ثم مداخلة عن علاقة المجلس بالسلطة القضائية، من قبل “خالد فلاح ” ، وفي العرض العلمي الرابع االذي قدمه “حسام الحاج ” كان حول علاقة المجلس بالسلطة التنفيذية، واختتم البرنامج العملي بمداخلة “د. زهرة تيبار” التي أوضحت فيها علاقة المجلس بمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الغير حكومية ، تخلله نقاش جاد وعلمي حول ما تم طرحه من مداخلات علمية من قبل الحضور والمشاركين في الاحتفالية .
هذا وتجدر الإشارة أن يوم حقوق الإنسان، هو مناسبة يحتفل بها العالم سنويًّا في 10 ديسمبر من كل عام، حيث تقرر اختيار هذا اليوم للاحتفال من قِبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في العاشر من ديسمبر عام 1948، عندما تبنت الجمعية الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، وهو الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان وواحد من الانجازات الكبرى للأمم المتحدة. والذي تأسس يوم حقوق الإنسان رسميًّا في الاجتماع رقم 317 للجمعية العامة في الرابع من ديسمبر 1950، عندما أعلنت الجمعية العامة عن القرار القاضي بدعوة جميع أعضاء الدول والمنظَّمات الأخرى ذات الصلة للاحتفال به .
واحتل اليوم مكانته في نظر المؤتمرات السياسيّة والاجتماعات والأحداث الثقافيّة والمحافل التي تتعامل مع قضايا حقوق الإنسان، كما أن يوم العاشر من ديسمبر هو اليوم التقليديّ لإعلان جائزة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، وكذلك جائزة نوبل في السلام، ويحتفل باليوم عدد من الحكومات وعدد من المنظَّمات غير الحكوميّة المهتمة بالشأن الحقوقيّ، وينظِّمون المحافل لإحياء ذكرى اليوم، كما تفعل العديد من المنظمات الأهليّة والاجتماعيّة.