يكتبها عبدالمنعم الجهيمي
سبها/حي الجديد/السبت/9/يوليو/2022اجري اجري تعالي م الجيهة التانية…كانت هذه الجملة الوحيدة التي تسمعها ساشا من رفيقتها اشويدة، وهي نعجة من بلدة تمسان بوادي الشاطئ، وكانت هي رفيقة ساشا التي جاءت من بلدة الخرايق من وادي الحياة(وادي الآجال)، كانت الزريبة في هرج ومرج وكل الحيوانات فيها تهرب من الرجل الذي جاء لذبح بعضها في اول ايام العيد، كانت ساشا تجري مع الحيوانات هي ورفيقتها رغم علمهما ان مالك الزريبة لن يذبحهما، فكلاهما تحمل في احشاءها خروفا.بعد دقائق هدأت الحركة واستطاع البشري أن يمسك بأحد كباش الزريبة، تفاجات ساشا وصديقتها بصياح النعاج وحزنهن، كانت احداهن تتبع الكبش وهي تناديه بصوت حزين، وكان الكبش يقاوم البشري ويحاول أن يفلت من زمامه، حين رأته ساشا ادركت سبب حزن نعاج الزريبة، فقد كان كبشا شديد الوسامة، بصوفه الأبيض الكثيف، وقرونه الملتوية، والطقعات السود على فمه وحول عينيه، وقوائمه الدقيقة وعينيه الواسعتين.كان اسمه اشويري، كانت ساشا تنظر إليه بحسرة وهو يسحب خارج الزريبة، وازداد اعجابها به وهو ينتفض بين يدي البشري فتهتز كل اجزاء جسمه ويلتوي رأسه في تناغم جميل أثار اعجاب كل النعاج، واشدهن كانت تلك النعجة التي تلحق به، اسمها احويرة وهي نعجة سبهاوية وعاشت لفترات بين زرائب المدينة قبل أن تصل لهذا المكان، وعلمت ساشا أنها كانت تقترن ليلة البارحة بالكبش اشويري ولعل هذا سبب جزعها الشديد، فقد كان اشويري أول كبش تعرفه في حياتها.وصل اشويري الى مذبحه، كان الموقف غريب لساشا، لانها ولأول مرة تشاهد عملية ذبح، قبل ذلك كانت تعتقد ان البشريين لا يفضلون أن ترى الحيوانات بعضها وهي تذبح، لكن يبدو أن الوضع مختلف في سبها، كانت احويرة تقف وراء الشبردق وتنظر بحزن لكبشها وهو مقيد لاحيلة له ولاتفلته انتفاضته، وقفت ساشا بالقرب منها وكأنها تريد مواساتها والتخفيف من أحزانها.كانت احويرة ترتعش ولكن عيناها لاتتحولان عن الكبش المقيد، كانت تنظر لعينيه وكأنها تريده أن ينظر إليها، ولم تمضي دقائق حتى وقعت عينه عليها وخرجت منها مااااااء متحشرجة، قطعت اشويدة المشهد وقالت لاحويرة بالله فكينا منها الدراما اللي دايرتها، توا يفطس وغدوة يزهى في عينك كبش تاني وتالت ورابع، فكينا م الجو وادعي يكون فيك شي منه بيش ماتنذبحي في هالايام، رانك صغيرة ولحمتك تن، والله منظرك ع الشواية مغري، انا كاني بنادمة والله مانفوتك الا مانحطك ع الشواية.كلمات اشويدة رغم قساوتها إلا أنها احدثت موجة من الضحك بين نعاج الزريبة، حتى احويرة قعدت تضحك لين دمعت، ووحدة من النعجات قاتلهن ماله نسيتن ان الزريبة فيها مزال زوز كباش شباب وف اول عمرهم، عيدري وحرنكش، واشارت بقوائمها لكبش كان في اخر الزريبة يأكل من خشاش الأرض ويغني.بعد دقائق يسمعن جلبة في جهة المذبح، كان اشويري يفرفش، وتلقطوا عليه اربعة من البشر واحد شاد كرعيه ورابطهن بتل وواحد يخنق فيه وواحد ماسكله الموص وواحد فاتح الموبايل ويصور فيه.يتبع………..