حكايا الساحة

حكايا الساحة

شعر :: محمد مسعود
كثل من الاسمنت عابسة
حمام زاجل ، يترجل
وامواج الحيارى يدرعون الارض ،
لا شيء يجمعهم سوى هدر المساء
وتناول (البوشار ) عند الباعة المتجولين .


هي ساحة الاسفلت صاخبة النهار بلا كلل
جال المسن مفتشا، عن بقعة فيها يقيم تنفلا .
سحب الخطي متراجعا متعرجا كان المسار
وعلى تخوم مساؤها ، افترش الخضار توجسا
بعض القوارض ، كائنات الارض .
حتى اذا ما نال بعض من رضى
وجد المكان مشبعا بما لايُرى
فادار نحو تخومها متسائلا
يا انتِ : ألم تحن الصلاة ؟


في ساحة الاسفلت (فارعةٌ) تقارع طولها
ترتبُ بعض مشيتها ،
وتحبس من جدائل شعرُها الغجري ،
حتى لايبين .
فيما تطاير ما تيسر منه ملوحاً للعابرين
ومضت لتسلمَ كل أسفلِها لبعض الريح .
و للهواة – على أختلاف خطوبهم –
تركت عديد ألاخيلهْ .


جمعٌ لصبية دبروا خطفاً لزاجلة أضلتْ ركبها
فكممها الصبي مباغتاً ، بقميصهِ الوردي
الزمها السكون ،
ومضي يشقُ طريقهُ فرحاً بما أقترفت يداه
وما يكون .
سرعان ما فقدتْ تمردها رضوخاً
في إنتظار مصيرها الموعود ،
إما عرضة للذبح أو قفص عتيد .


في ساحة ألاسفلت
لاتهتمّ للاسماء والالوان والاشياء
فالبعض يلمحها ملونة الغطاء
خضراء ناصعة النماء
والاخرون يرونها شهباء لالونٍ لها
وقد يراها البعض سافرةٍ بلون الغدر
فيما يغيب القوس عن قزحية التاريخ ، عنوة وتمردا
فلْتسْمِهَا ما شئت أنت .
فهنا تقام الحرب ،
ما لو همزة متطرفة عدَلتْ يساراً عكس وجهتها .


في ساحة الاسفلت ،
سيدة برسم الحسن واقفة
حتى اذا اربكتها بتفحصي
جفلت تدس خيالها عني ،
وخلف الساتر البشري ..
مدت الى قصاصة صفراء من جنس الورق
فلحقتها ومددت التقط الفرح
وهرعت اسرق خلوة خلف الجموع
بالركن عند المفترق
فاذا الدسيسة حين افتحها تشيء بلفظتين
مفادها : ( انا لست لك) .


في ساحة الاسفلت
بعض للمباح وللعجب
والبحر كان يرش بعض من رذاذ ،
فيما تلوح لي بحمرتها السرايا من علِ ، بأن إقتربْ
حتى كاني خلتها غمزت بعينها ، وتوميء لي .
فسخرتُ مما خلتهُ
واشحت وجهي خشية الحراس
ما لو يلمحون تواطيء ،
فتَبسّمَتْ .
ودنت على سور ، حنت من جذعها
لتصيح بي (يا للعجب) !!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :