- عائشة الاصفر
” سميرة موسى” 1917ـ 1952م.
أول عالمة ذرة عربية مصرية، وأول معيدة بكلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة). ولدت بقرية “سنبو” محافظة الغربية.
ولكأنها تعلم بأن ليس أمامها من الوقت سوى خمسة وثلاثون عاما فقط، بالكاد تكفي فك المعادلة الصعبة التي أمامها. عمر قصير كان لوالدها المتنور فيه الأثر الأول لتنجز الكثير، ليكون لدكتورها “علي مشرفة” عميد كلية العلوم الأثر المباشر في تعيينها ” معيدة”، والاستفادة من بعثاث الإيفاد إلى بريطانيا، والدراسة بأمريكا.
حصلت على التراتيب الأولى في كل في كل مراحلها التعليمية.
أعادت صياغة كتاب “الجبر” في الأول الثانوي. وأنشأت في بيتهم معملا لتحميض الصور.
ماجستير في موضوع ” التواصل الحراري للغازات”، ببريطانيا.
درست أثناء بعثة إلى بريطانيا الإشعاع “النووي”، وتحصلت منها على الدكتوراة في الأشعة السينية.
توصلتْ إلى معادلة يمكن بها تفتيت المعادن الرخيصة كالنحاس لتكون القنبلة النووية في متناول الجميع.
أسستْ هيئة الطاقة الذرية في 1948م، ونظمتْ مؤتمر الذرة من أجل السلام، وسعتْ لأن تخدم الذرة أغراضا سلمية، وخبأتْ أمنيتها في كلمتها ” أمنيتي أن يكون العلاج بالذرة مثل الأسبرين”.
فاعلة في الأنشطة الاجتماعية والخيرية، فشاركتْ في المظاهرة الطلابية نوفمبر 1932، وفي مشروع القرش. ومحو الأمية.
كتبتْ المقالات المختلفة عن الذرة وعن الانشطار النووي، وعن “أنشتاين”، و”تولستوي”، “ورسو”، وألفت كتاب “مدام كوري”.
آخر دراسة لها كانت 1952م، بجامعة “أوكردج”، بولاية “تنسي” الأمريكية، و وآخر ما قالته منها في رسالة إلى والدها: ” لقد استطعتُ أنْ أزورَ المعامل الذرية في أمريكا، وعندما أعود سأقدم خدمات جليلة لبلدي في هذا المجال، وسأنشيء معملا بالهرم في “الجيزة” “.
في 15/ أغسطس/ 1952، وبطريق جبلي بضواحي كاليفورنيا، تلبّي دعوة لزيارة مفاعل نووية، صدمتها شاحنة لتسقط في وادٍ سحيق، بينما قفز مرافقها الباكستاني واختفى، ونَفَتْ إدارة المفاعل ارسال أحدٍ لاصطحابها، ليبقى حادث وفاتها المروري، مثار شكوك العرب والمصريين.
عادتْ أحلامها إلى “مصر” في صندوق بلاتيني، لتدفن معها في مقبرة العائلة بالبساتين.
آخر ما كتبته في مذكرة صغيرة تحملها، جُملة (وغرُبَت الشّمس).