فسانيا :: زهرة موسى

رغم الحرب التي قتلت ملامح الحياة و تركت بعض الأمل و رغم الذبول الذي سكن ملامح المدينة ، يحاول شباب مدينة سبها البحث عن فسحة أمل لإعادة ملامح الحياة لمدينتهم المنكوبة فأطلق شباب حي القرضة حملة لتنظيف و تزيين و طلاء الشوارع و المساجد بالحي ، علهم يعيدون بعض الحياة لشوارعها .

رصدت فسانيا خلال هذه المتابعة تفاصيل هذه الحملة : قال ” بلقاسم رحيل” رئيس الحملة ” من الجميل أن أرى منظر مدينتي يتسم بالنظافة و الجمال أتمنى حقا أن يصبح هذا الشيء ثقافة لأبناء المنطقة ، فهناك من يحب الوطن و يحب أن يرى مدينته جميلة و نظيفة كباقي المدن . أوضح ” بدأنا هذه الحملة منذ 26 مايو الماضي أي قبل عدة أسابيع ، كانت فكرتي تنظيف الشوارع و المساجد بحي القرضة، و تنظيف المكبات العشوائية القريبة من المنازل ، و الحمد لله أن هذه الفكرة لاقت دعم و استحسان عدد كبير من الشباب ، وكون فريق من الشباب المتطوع بالقرضة لأن الحملة ستستهدف حيهم فقط.

هُـنَـاك مَـنْ يُـحِـبّ الْـوَطَن ويُـحِـبّ أنْ يَـرَى مَـدِيـنَـتـه جَـمِـيلَـة وَنظـِيـفَــة كَـبَـاقِي الْـمُـدُن.

أضاف ” انطلقنا و بدأنا بعملية التنظيف ، حتى الآن نظفنا ما يقارب 5 مساجد كلها بمحور حي القرضة ” في منطقة العمارات ، الشعبيات ، و العقلة ، الميدان” كان الفريق يتكون من 27 عضوا جلهم متطوعون وهم ” بدر كمال ، ناجي احفاف ، محمد بكاري ، سنوسي بلقاسم ، كمال كميلي ، أحمد محمد ، عامر بن عامر ، عماد عبد السلام ، الشيخ محمد إبراهيم ، البوغشي ، عبد السلام امحمد ، احميد ، احميد امحمد ، محمد أحمد ، عبد المالك بشير ، احميد ، سراج خالد ، أنس محمد ، محمد عبدالهادي ، سعدي التباوي ، لحواسي ، حبيب العروسي ، منذر محمد ، أحمد عطيه ، محمد عطيه ، أكرم ميلاد ، اصيل علي عبيدات ، أحمد البشير ، أحمد خلف الله ، علاء الشريف ، مصطفى حامد شو ، اسلام علي الشعاب ، حمادة علي اشعاب ، ضوء صالح ، حبيب أبو صلاح ، عمران ، مسعود الكشكري ، عبد الحكيم حميدا ، مسعود ، المهدي عبد القادر ، المدني ، منتصر الشبعاني ، طاهر العروسي ، كيلاني علي محرز ، علي موسى ، محمد الوادي ، عيسى مي ، مهدي منصور ، فايز موسى ، مراد اسبوعه ، محمود السوداني ، منير محمد الجملي ، نصر مؤمن ، أحمد عزاقة “، بالإضافة إلى بعض الشباب الآخرين الذين بدؤوا بتنظيف الجانب الآخر من الحي بعد انطلاق حملتنا ،كنوع من المساعدة .

أَتَـمَـنّى مِنْ أَصْـحَـاب الْـمَحَـلاّت أنْ يُـحَـافٍـظُـوا عَـلَـى نَـظَـافَـة الْـمَـكَـان خَـاصّة بَـعْـدَ تَـكَـبّد عَـنَـاءِ تَـنْـظِـيـفِـه.

أفاد” هذه المرة الأولى التي نقوم فيها بتنظيم حملة كهذه ، فكانت كل أنشطتنا في السابق حملة تطوعية بسيطة ، كتوزيع مساعدات وغيرها ، هذه المرة كان عملنا أكبر . أشار إلى ” بالنسبة للجهات الداعمة ، فأغلب المجهودات ذاتية ، ولكن هناك جهود تذكر فتشكر ، مثل ” الريس المدني ” هو يستحق كل الشكر و التقدير فقد قدم لنا أدوات مثل ” ثلاث عربات ” برويطة ” لرفع القمامة ، وثلاث بالات ، ثلاث مكانس ” وبعد ذلك طلبنا منه أن يزيد الكمية ، و بالفعل قدم لنا المزيد من الأدوات من شركة النظافة ، و طلبنا من شركة النظافة توفير حاويات للقمامة ، ولم يوفر لنا إلا حاوية واحدة وتم وضعها في الميدان،كان هناك كثير الدعم من أصحاب المحلات شارع المدارس بالكامل في البداية عند انطلاق الحملة ، و أما باقي المعدات كانت مثل ” الطلاء ، مواد التنظيف و غيرها” وفرناها بمجهودنا الذاتي .

الْـفِـكْـرَة لَاقَتْ دَعْمَ وَاسْـتِحْسَان عَـدَدٍ كَـبِـيـرٍ مِنَ الشّـبَـاب.

ذكر ” قمنا بتقسيم مهام الحملة ، بحيث قمنا بأعمال التنظيف و التزيين لشارع المدارس بالقرضة ، و الدائري ، و العمارات ، و بالنسبة لشارع الميدان ، و شارع المحلات، فقد تركنا العمل فيها لشباب الميدان ،ونقوم بمعاونتهم من وقت لآخر فقط ، و كذلك طريق الزراعي هناك مجموعة شباب آخرين يقومون بتنظيفه، هم تبع الحملة ، ولكن كل منهم يقوم بتنظيف جهتهم و حيهم . أعرب ” تضمنت الحملة أيضا تشجير الشوارع ، فقد زودنا بها ” عيسي ” من شركة النظافة ، هو متطوع في الحملة ، بحيث بلغ عددها 30 شجرة ،تم توزيعها على دائري القرضة بعد أن قمنا بتنظيف القمامة الموجودة هناك ، زرعنا بمكانها الأشجار ، و قمنا بتوصيل شبكات مياه ، و كذلك شارع المدارس من الخلف ، و إلى هذه اللحظة تم زرع ما يقارب 17 شجرة . أضاف ” سنستمر بعد العيد في الحملة ، بحيث سنقوم بالرسم على الجدران ، وذلك بالتعاون مع الرسام ” عمر الأنصاري ” .

طَـلَـبْـنَـا مـِنْ شَرِكَة النّـظَـافَة تَـوْفِـيـرَ حَـاوِيَـاتٍ لِـلْـقُـمَـامَة، ولَـمْ يُـوَفّـرُوا إِلّا حَـاوِيـَة وَاحِـدَة

نوه ” أتمنى من أصحاب المحلات أن يعملوا على الحفاظ على نظافة المكان خاصة بعد تكبد عناء تنظيفه ، فمن غير المعقول أن نقوم بتنظيف الشوارع ، ليعيدوا تكويم النفايات فيها من جديد ، فهدفنا أن يبقى المكان نظيفا ، بالرغم من تنبيهنا لهم بشكل دائم ، إلا أننا أحيانا نجدهم يرمون القمامة بالأماكن التي تم تنظيفها ، فنتحدث إليهم و نطلب منهم عدم الرمي في هذه الأماكن لأنها لم تعد مكبا للقمامة و لكن للأسف البعض لا يستجيب لما نقول ، في نهاية الأمر هذه البيئة إن لم تحافظ عليها حتما ستضرك، فإذا عادت المكبات من جديد سيضطرون إلى حرقها كالسابق و هذا يسبب التلوث وهناك أطفال و مرضى ” حساسية الصدر ” لا يتحملون مثل هذه الأشياء و لهذا أتمنى حقا أن يصبح لدى المواطنين وعي للحفاظ على نظافة مدينتهم . أظهر ” ضوء صالح عضو بالحملة ” شاركت في الحملة منذ انطلاقها فنحن قمنا بتنظيف و طلاء وزرع الشوارع ، وذلك لعكس منظر جميل و نظيف للمدينة ، فعندما تذهب إلى أي مدينة أخرى سترتاح نفسيا لمناظر الشوارع النظيفة و المرتبة ، و لم لا نرى هذا الشيء في مدينتنا ، كل ما نسعى إليه من خلال هذه الحملة هو زرع ثقافة المحافظة على البيئة نظيفة من حولنا . قال ” كما ذكر الأستاذ بلقاسم سابقا قمنا بتقسيم المهام ، لإنجاز العمل بشكل أفضل ، فهناك مجموعة تقوم بالتنظيف ، و أخرى الطلاء ، و البعض يزرع ، و أنا شخصيا شاركت في معظم الأعمال . نوه ” أتمنى من الشباب مشاركتنا ودعمنا لتنظيم مثل هذه الحملات ،و لكن للأسف البعض يرى أننا نقوم بالتنظيف و نعمل على تجميل الشارع فيلقي القمامة قصدا في الأماكن التي قمنا بتنظيفها ، أتمنى حقا أن تنتهي هذه السلبية . أضاف ” عمر الأنصاري عضو بالحملة ” شاركت في هذه الحملة كمتعاون و مشجع لهم ، لا زالت أعمال التنظيف و تزيين الشوارع

، اليوم يقوم الشباب ، بزرع الأشجار حول دائري القرضة ، و أمام مدرسة القدس و المدارس المجاورة لها وكذلك أمام العمارات ، أتمنى لهم التوفيق .