نَـظْـرَتِـي

نَـظْـرَتِـي

 كتب ::أ / سالم ابوخزام 

إن استبعاد نظرية المؤامرة من تفكير وعقل بعض النخبويين في ليبيا أمر يثير الاستغراب ، وكأن فكرة استبعادها دليل لدى الجميع لانتهاج واعتناق ” الموضة ” الجديدة في التفكير ، لأجل الوقوع في فخّ استبعادها من التفكير وذاك هو المراد والقصد بالفعل لأجل أن تتربى في أعشاشها بمنأى عن العثور عليها أو اصطيادها حتى تطير بأجنحة قوية صوب أهدافها !! .. المؤامرة لن تنتهي فالمؤامرات بين الدول والشعوب والكيانات ستظل باقية وحاضرة مادامت الحياة مستمرة . يمكن إحداث التعاون وتبادل المنفعة والمصالح فللدول مصالح تسعى إليها وليست لها عواطف ، وإذا اقتضت المصالح السير في طريق المؤامرة فليس هناك من مانع مطلقا فالمؤامرة في أساسها ترجمة لصراع طويل يقرّ أحد أطرافه ضرورة اللجوء للتآمر لإنهاء خصمه أو منافسه حين تأتي اللحظة الحاسمة وتتهيأ كل الظروف المناسبة لها . إننا نقع في أروع بقع الأرض من جوانب عدة تٌسيل اللّعاب وتثير مايشبه غريزة الطمع ولذا سوف لن يتوقف التآمر على منطقتنا. ..كأننا لم نقرأ الفوضى الخلّاقة والشرق الأوسط الجديد ونصرِ بلا حرب ، ودم إبراهام وتدبيجة جدول الأعمال ، أو “المحدال!” بل وإصدارات كثيرة تتناول أهمية السيطرة على منطقتنا وعالمنا العربي فنحن جزء هام جدا لاعتبارات لاحصر لها . الأمة الإسلامية مستهدفة بأسرها والصراع لن يتوقف !! علينا أن نفهم ثلاثة خيارات تمثل محطات أساسية ستظل باقية عناوينها : ( السلام .الصراع . التحالف ) ..إن مايجرى بليبيا هو صراع دولي بامتياز له أذرع متعددة محلية وإقليمية ودولية ولا زال مستمرا وأنا أظن أن إخراجَـنا من استخدام كوابحنا المحلية قد تحقق فأصبح اللاعب الدولي هو سيد الموقف ولم يتبقَ لنا في الداخل إلا تفاصيل وجزئيات غير قادرة على تبديل المشهد الذي أنجز بطريقة فائقة يصعب تجاوزها اليوم . ..من السهل الدخول في دواليب التدويل إلا أن الخروج منه لن يكون بأيدينا وسيأخذ أوقاتــًا طويلة للأسف ولعل الجميع يرى أن المشهد الليبي يدار من خارج الوطن بكل وضوح ؛ والمطلوب إذا عاد الوعي تكاثف جهودنا للنجاة بليبيا وتقليل المخاطر عنها والعودة بها إلى مكانتها الملائمة. ..وبكل أسف لدينا اعتقاد راسخ استند على تحليلات ودراسة متخصصة ودقيقة بأن مشروع الدستور قد ساعد في تأزم الحالة الليبية في شرق الوطن وجنوبه وغربه أيضا . ..هذا الصراع بات واضحا جليـّا في كل معاقل دولتنا الجديدة وعلى كل المستويات الشعبية ، الجماهيرية والنخبوية أيضا ولامس كل بني الشعب الليبي وأصبح عددٌ كبيرٌ من الليبيين يظن أن الدستور سيحلّ مشاكل الدولة والبلاد بينما غيرهم يرى وبهذه الحالة والعرض ، أنه قَـاربٌ نَـالـتْـه ثقوب كثيرة ستقود نحو الإغراق في عرض البحر حيث لانجاة بعد ذلك أمام تلاطم الأمواج وغياب سفينة نوح !! ..لذا سيستمر السجال والنقاشات إلى مالا نهاية في كل حرف وكلمة وأنا أظن أن المشروع الذي وضع جزء من نقاشاته فوق طاولة الأليزيه ثم بالأمم المتحدة هو انعاكس لما جرى من شروخ بأسبابه في داخل الوطن ، وبتنا جميعا في حاجة إلى الطبيب الدولي بالمشرط لمعالجة أوضاع انهيار الثقة بالكامل . ولعلّ كل الأطراف الليبية المتنازعة ، في حقيقة الأمر غير راغبة في التنازل من أجل الوطن أو الانحناء إليه ، مما يساعد في تجاوبنا الطوعي أمام الأجنبي لتولي تفصيل البدلة المناسبة للوطن وحينئذ تكون المؤامرة قد نجحت واكتملت كل فصولها وأسدل الستار على نهاياتها !! هل ياترى سينتفض شعبنا مع استجابة للقدر بحثا عن الحياة وتكسيرا لهذا القيد إذ ينجلي الليل والظلام فتسقط حبكة المؤامرة بعد أن تيقن شعبنا منها ولامس كلّ فصولها وتفحصها ؟! حينئذ ستأتي ليبيا جديدة فردوسٌ لكل أبنائها. أ.سالم أبوخزام .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :