“حِينَ يـَطْـمَـئِـنُ قَـلْـبُـكَ

“حِينَ يـَطْـمَـئِـنُ قَـلْـبُـكَ

قصة قصيرة :: جود الفويرس

أحاول النّوم لكنّ بعوضة بائسة تحول بيني وبين ذلك؛ لكنّني أعرضت وجهي عنها بغطاء حتّى غاب عنّي الهواء … ظننتُ بأنّني أتحايل على تلك البعوضة حين قُمت بإشعال الضوء لها في الغرفة المجاورة !، عدتُ إلى سريري وكلّي ثقة بأنّها سترحل بعد ثوانٍ قليلة . توقّف صوت رفرفة جناحيها وبهذا علمت بأنّها ما عادت تحوم حولي !، وبناء على ما تحسّسته أذني من زيف، أزلتُ الغطاء عن وجهي بحيث ظهر أنفي تقريبًا، تنفّست ؛ شعرتُ تلك اللحظة بأنّه تنفس الدهر، حرية مُطلقة، راحة .. أخذني النوم بعد أن اطمأن قلبي لحقيقة أنها قد هاجرت للغرفة الأخرى !. كانت بعوضة مميّزة، يجذبها شيء في دمي، يحبّ قومها الضوء والضجيج، لكنّها تبحث عن أي مكان أكون أنا فيه وإن كان ظلام هذه الليلة ، وإن كان سكون غرفتي .. نمت واستيقظتُ صباح اليوم التّالي ببقع حمراء حول وجهي، في يديّ وقدميّ أيضًا ؛ سرقتني غفلتِي، وحالت بيني وبين الحقيقة (كانت البعوضة معي تحت ذات الغطاء) . الآن والبقع تأزّ وتحرق وجهي، الآن وأنا أقوم بحكّها بأصابعي راودني خاطر؛ كيف لشيء صغير، صغير جدًا أن يخدعك ؟، كيف له أن يخلّ بسلام جسدك بالغ القوى والعقل ؟، “كيف للشعور أن يتخذّر وللأذن ألاّ تسمع حين يطمئن قلبك “؟!. جود الفويرس.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :