خبر قصير .. يقول الكثير !

خبر قصير .. يقول الكثير !

  • فريد الحجاجي

عندما جاء هذا الشاب الوسيم الى مدينته طرابلس لقضاء شهر رمضان وعيد الفطر في صيف عام 1944،كان وقتها لا يزال طالباً يدرس في السنة قبل النهائية بدار العلوم بجامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة) والتي كان قد التحق بها بعد ان انهى دراسته بالازهر الشريف ..في خامس يوم العيد توجّه هذا الشاب الى (النادي الادبي) لإلقاء محاضرة حول مشاهداته في طرابلس عرض فيها مقارنة بين ما كانت عليه المدينة اثناء الاحتلال الايطالي وما اصبحت عليه تحت الادارة البريطانية التي جاءت بعد ذلك ..

هذا الخبر القصير الذي أوردته صحيفة (طرابلس الغرب) الصادرة في ذلك الوقت يسوق لنا في طياته الكثير من الدلالات، فهو يعطينا فكرة على الحياة في مدينة طرابلس في ذلك الزمن وكيف كان هناك اهتمام واضح بالجانب الثقافي على الرغم من سيطرة الاجنبي على مقاليد الامور، ويشير الى وجود النوادي التي يرتادها الناس طلباً للتزود بالمعارف، بل والى مشاركة الشباب الفعّالة في اثراء الحياة الثقافية، خصوصاً اولئك الذين تلقوا تعليمهم بالازهر الشريف والجامعات المصرية في الفترة التي كانت تشهد فيها مصر ازدهار الحياة الثقافية وانتعاش جميع اجناس الفنون من مسرح وموسيقى وأدب وسينما وغيره ..

فأثروا بدورهم الحياة الثقافية في وطنهم ليبيا ،،وتقول المعلومات القليلة التي تحصّلتُ عليها ان (النادي الادبي) الذي تمّت فيه المحاضرة، كان أول مشروع ليبي اجتماعي ثقافي مدني، وقد تأسس في طرابلس سنة 1920 على يد الاخوين أحمد الفقيه حسن وشقيقه علي الفقيه حسن، وانبثقت عنه مدرسة ليلية وايضاً مكتبة كانت تقوم بجلب الصحف والمحلات العربية الهادفة، ولكن سرعان ما قامت السلطات الايطالية بإغلاق هذا النادي، ثم أُعيد نشاطه الثقافي مجدداً خلال فترة الادارة البريطانية سنة 1943. بقى أن أقول لكم ان الشاب الذي ألقى المحاضرة المذكورة والموجود في الصورة هو والدي الشيخ المهدي الحجاجي (رحمه الله) .. وهنا اتقدم بالشكر الجزيل الى الاستاذ القدير علي دقدق الذي من صفحته الموقرة #منتقيات_من_التاريخ تحصّلتُ على صورة المحاضرة . \

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :