خيارات الاصطفاف

خيارات الاصطفاف

سالم ابوخزام

كل المؤشرات في الحرب على اوكرانيا تدل دونما ادنى شك بانتصار ساحق لروسيا ، وهذا يبدو طبيعيا نتيجة للتفوق الروسي في جميع الميادين خاصة العسكرية منها .

رافقت الحرب ضجة اعلامية مناهضة لروسيا كمحاولة للتغطية على الانتصار الروسي او التقليل منه ، وبكل أسف سار في هذا الاتجاه عدد من المحطات الفضائية العربية !!

كل التقارير الدولية والمصادر الموثوقة كانت تشير صراحة الي انتصار روسيا كقوة عظمي في حربها المشروعة على اوكرانيا وهذا مابدى جليا واضحا اليوم بعدما ضمت اهم المدن الأوكرانية ” خاركيف، كراماتورسك ، لوغانسك ، ماريوبول”وسيطر على جميع المنافذ البحرية بأستثناء مدينة أوديسا الملغمة ، وبذلك أصبحت اوكرانيا دولة مغلقة تماما ومخنوقة ، بدون صادرات او واردات بالاضافة الي مراقبتها بالاقمار الاصطناعية لتدمير اي مدد غربي أمريكي من السلاح المتطور !!

فوق ذلك كله رفعت اعلام روسيا فوق اقليم (دومباس) وقد تم اصدار اوراق جديدة لسكان الاقليم على انهم تابعين للاتحاد الروسي ، والبقية تأتي !! ..

الرئيس الروسي (فلاديمير _بوتن) اصبح يمثل قوة جديدة قادرة على اجبار كل العالم الانصياع لها ، خاصة بعد اظهار واستعراضه لبعض الاسلحة النووية الجديدة المتطورة ، الدالة على يقظة روسيا ناهيك ، الضربات الاقتصادية الهائلة في اتجاه الدولار وتصاعد العملة الروسية الروبل واعلان انها قوية واقعيا بفرض نفسها . يذكر التعاون الصيني العملاق الاقتصادي المتمم لانتصار روسيا على كل الصعد الاقتصادية والعسكرية ، دونما شك كوريا الشمالية وايران ، الهند ، ويمكن اضافة مجموعة (البركس) . .. أنحسر دور الولايات المتحدة الأمريكية وكل اوروبا مع تنظيم حلف شمال الاطلسي (ناتو) واصبحت اوروبا هي الخاسر الأكبر من الناحية الاقتصادية اعني . الانتصار الروسي لقد اعطى المنطقة العربية وحقق جملة من النقاط الايجابية بدون ثمن يمكن ايجازها فيمايلي

  1. عودة العالم بأسره الي نظام قطبين او اكثر ، مما يتيح لعدد من الدول سهولة الحركة والمناورة في الاختيار او دعم الطرف المريح أكثر ، خاصة نحن بمنطقتنا العربية .
  2. 2-  . انتقال الصراع والمواجهة الدولية بين اكثر من قطبين الان ، يبعث برسائل طمئنة ولو كانت مرحلية بمنطقة الشرق الأوسط.
  3. تصدع القرار الدولي بمجلس الأمن والامم المتحدة يخدم قضايانا ، ويؤرق الدول الدائمة العضوية بالمجلس ويكبح جماحها عن الشعوب الصغيرة في عالم متأزم.
  4. 4-   بداية ضعف المنظومة المالية الدولية الدولار وانهاء سطوته او في أقل تقدير تحييده حيث ستظهر عملات جديدة أهمها الروبل ، وسيلجأ العالم للقياس بالوحدة المالية الثابتة (الذهب) ، مايخدم مصالحنا الاقتصادية في وقت قريب.
  5. 5-   ارتفاع أسعار بيع النفط والغاز في العالم قاطبة ، وسيكون لهذا دور بارز على مستويات التنمية لمن يفهم المرحلة ويتجاوب معها بسرعة

6-. اضعاف اسرائيل وربما بداية لتقويض ادوارها الجهنمية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط برمتها ..

  • 7 لأول مرة منذ عدة عقود يتنحى الصراع واعمال الفتك والدمار عن منطقتنا لنتنفس الصعداء جراء الحروب المتتالية ..
  • –       8 منطقيا وعاطفيا ومصلحتنا في المقدمة نحن نؤيد الموقف الروسي لصد اعمال الناتو المعززة بأمريكيا واوروبا المعادية لنا وايضا لأن اوكرانيا ثبت دعمها ومساندتها لسياسات اسرائيل ، وان روسيا تقف الي جانب القضايا العربية ولو بشكل محدود
  • –        . 9. تحوز اوكرانيا على المعامل والمختبرات الدولية التي أطلقت الكورونا والسارز وغيرها من الامراض المصنعة ، التي تفتك بسكان العالم ، لأغراض اقتصادية صرفة تتعلق بعلاج الانسان لاحقا
  • –        . 10. روسيا دمرت كل الفضائح العالمية وكشفت بكل صدق وصراحة زيف الديموقراطية وحقوق الانسان ، وكذب وتزييف الولايات المتحدة الأمريكية لأسلحة الدمار الشامل المزعومة بالعراق وتدميرها وتخريبها لعدد من البلاد العربية وفي المقدمة ليبيا . .. حري بنا ازاء ذلك ان نعرف مصلحتنا ونصطف خلفها . ان التصريحات الليبية الأخيرة المناهضة لروسيا ، قد افتقدت الي المعرفة السياسية ولم تجنب بلادنا ان تدفع المزيد من الاثمان قبالة ذلك ، عوض الحياد في اقل تقدير وعلينا ان نعرف قيمتنا وقدرنا المتهالك ولانسير خلف من يصنع القرار ويجبرنا على الوقوف خلفه بغباء واضح ، عالم جديد سيظهر وخلال السنوات القليلة سيتبلور فعلينا ان نفهم خيارات الأصطفاف

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :