دائماً ما يتفاخرون بذلك

دائماً ما يتفاخرون بذلك

بقلم :: ابوبكر عبد الرحمن يونس 

“التعساء مثلهم مثل من لا ينامون جيدا، دائماً ما يتفاخرون بذلك” , إنهم المجنانين أولئك الذين لايريدون لإنتصار، الجيش الموحد والقوات الشرعية للدولة، مجالاً فسيحاً  لصدورهم ’ عندما تم تكوين اللواء 12 الثاني عشر مجحفل، التابع للجيش الوطني تحت قيادة العميد احميد العطايبي الذي أعلن تضامنه منذ بدايات الحراك في الشرق وعلي الرغم من أنني لاأحبذ تسمية “الجيش الوطني” إلابهذا الإسم نفسه، ولاسواه , هكذا أخترنا منذ البداية أن نحدد مواقفنا من بين الجهات الكثيرة، والتي كانت في يوم ما مشرعنة هي أيضاً،  علي الرغم  من المسعي الذي  قامت به في يوم ما، كالقوة الثالثة في الجنوب -سبها علي وجه الخصوص منذ قدومها ومساهماتها في أدوار كان من أبرزها فض النزاع القائم في يناير عام 2014 بين مكونات الجنوب، وأخري من غير الجنوب استغلت تلك الفرصة أنذاك، سواء أكانت محسوبة علي أحد الأطراف أو كانت قد عملت لصالحها، وتم فيه شيطنة اللواء السادس وعزله وتقويض المهام و الأدوار التي كان يقوم بتأديتها وتنفيذها  وتفريغ المنطقة  من كل قوة عسكرية رسمية أو جناح شرعي تابع للدولة، ليبقي البراح مرتعاً للمليشيات والمهربين والعصابات وأناس أخرين لهم أجندات ومنفذين وقوات مسلحة لاينتهي نفوذها وبسط سيطرتها  إلا في ماوراء النيجر وتشاد، عندما كانوا في فترة ما يقومون بحملات مافيوزية علي المعسكرات لكسب الأسلحة والذخائر والأليات التي يغنمونها كما حدث في الكفرة لأحد المعسكرات لحرس الحدود والمنشأت النفطية وتم عليها الإعتداء في ذلك الوقت وكانت القوة الثالثة قد تورطت في فترة ما، عندما كانت متوجهة لسبها بحشد من المسلحين علي أعتاب الشاطئ ريث قدومهم ، كان أولئك المسلحين يرفرفون الأعلام الخضر غايتهم أستفزاز ومشاكسة القوة الثالثة، وقد حدثت إشتباكات أودت بحياة عدد منهما، وأسر شخصيات وضباط، ثم أن حدثت مناوشات أخري في تلك الفترة علي أعتاب الشويرف والتي أسر فيها أنذاك شخص “بن نايل”  وتم نقله و سجنه في مدينة مصراتة، ككل وقت فرحنا..حينما سمعنا بأن “بن نايل” قد اطلق سراحه وأستقبل برحب من مكونات الجنوب التي كان أكثرها حاضراً يومها، وحينما سمعنا بأنه أعلن وقواته الإنضواء للواء 12مجحفل وللجيش الوطني، كانت بشائر وفتوحات حينما سمعنا بأن قوات تابعة للواء 12 مجحفل يقودها بن نايل تنتشل المخلفات من المدينة وقت الحرب التي اندلعت في الأسابيع المنصرمة السابقة، وأنها تأمن منافذ المدينة  وتنظم سيرالطرق والمصارف، وحينما سمعنا، أيضاً، عن التنسيق بين القوة الثالثة وقوات اللواء12 مجحفل، وبين قوات بن نايل في الشاطئ، والهدوء السائد في المنطقة بينهما رغم الإحتقان و ككل وقت أيضاً خابت آمالنا.. الأمر الذي خيب أملي وأسحتني، حينما قام بن نايل بالهجوم علي بوابة تابعة للقوة الثالثة، والسطو علي آلياتها غصباً وبدون أية تقديم أو مرجعية يستند إليها لا للواء المكلف الذي يتبعه ولا للجيش الوطني ،الذي من المفترض أن تكون منظومته الأخلاقية وولائه لاتنساق بالمسائل الشخصية وتصفية الحسابات و”رد الكيل بمكيالين، خاصة أن الجميع يعلم ضعف وهشاشة القوة الثالثة في المنطقة، ولكنني لم أجد تفسيراً وحداً عقلانياً ومقنعاً يبرر موقف بن نايل الذي تبناه مؤخراً وهو المحسوب علي الجيش الوطني والمعلقة عليه نوارات الكثيرين من في الجنوب، سوا إحتقانه من القوة الثالثة الذي أضمره  -في اعتقادي – يوم أعتقاله، لتتحول  إلي مسألة  شخصية صرفة، يشفي غليل إنتقامه منها ’ المنطقة لم تعد تحتمل،  النزاعات وتحالف هذا أو ذاك وصراعات علي المؤسسات العسكرية والمدنية بل والأحياء و الشوارع ، والأمن لن يحل بعد تحول المنطقة إلي ساحة للتناطح  ومساحة لإضهار الفحولة، بل جحيم لايطاق. إلا بتوافق الأطراف كلية وتقبٌل الأخر كما هو وإحترام المسار الذي أختاره، أو نكون مثل أولئك التعساء، لن نجد فرصة حتي في عيش  ماتبقي لنا من عمرنا التعيس. ولن نلحق حتي لأن نفتخر بذلك.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :