دورة تدريبية لتمكين سفيرات التوعية الانتخابية في جنوب ليبيا

دورة تدريبية لتمكين سفيرات التوعية الانتخابية في جنوب ليبيا

فسانيا : منى توكا

احتضنت مدينة سبها دورة تدريبية موسّعة لسفيرات التوعية الانتخابية في المنطقة الجنوبية، بإشراف وحدة دعم المرأة بمكتب الإدارة الانتخابية، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتهدف هذه الدورة إلى تأهيل مجموعة من السفيرات المنتميات للجيلين الثاني والثالث، القادرات على قيادة حملات توعية فعّالة داخل مجتمعاتهن المحلية.

استهدفت الدورة سفيرات من مدن ومناطق مختلفة، بينها سبها، أوباري، وادي الشاطئ، والقطرون، وذلك في إطار رفع كفاءتهن في التواصل الانتخابي، وتطوير قدراتهن في إيصال الرسائل التوعوية، وتحفيز المشاركة السياسية، خصوصًا بين النساء والفئات المهمشة.

وشمل البرنامج التدريبي محاور أساسية تتعلق بمفاهيم المواطنة، والديمقراطية، وشجرة الانتخابات، إلى جانب شرح مفصل للإطار القانوني المنظم للعملية الانتخابية في ليبيا، بالإضافة إلى تدريبات تطبيقية حول تصميم الحملات التوعوية وبناء الخطاب المؤثر، وكيفية التعامل مع تحديات الواقع المجتمعي.

* زهرة أبوبكر، سفيرة من الجيل الثاني بمكتب الإدارة الانتخابية سبها، عبّرت عن تقديرها العميق لهذا النوع من التدريب، قائلة:

“كنت أظن أنني أفهم دوري كسفيرة توعية بشكل جيد، لكن هذه الدورة أعادت تشكيل رؤيتي بالكامل. تعرفت خلالها على أدوات جديدة لتوصيل المفاهيم الانتخابية بطرق بسيطة وعملية. شجرة المواطنة والديمقراطية كانت أكثر من رسم توضيحي، كانت خريطة لحقوق المواطن ومسؤولياته، وفهمت من خلالها كيف يمكننا بناء خطاب يوصل هذه القيم للناس في الشارع أو السوق أو داخل البيت. ما تعلمناه لا ينحصر فقط في الجوانب النظرية، بل أيضًا في كيفية إدارة النقاش مع من يرفض المشاركة، وفي بناء حوار يتجنب المواجهة ويزرع الثقة. خرجت من كل جلسة بشعور أنني أقرب إلى جمهوري، وأكثر قدرة على تغيير القناعات السلبية تجاه الانتخابات”.

* أما صالحة الدماري، سفيرة من وادي الشاطئ، فقد قدّمت وصفًا تفصيليًا للتحديات اليومية التي تواجهها السفيرات في المجتمعات الريفية، موضحة: “هناك فجوة كبيرة بين المواطن العادي والعملية الانتخابية، خصوصًا في المناطق النائية مثل وادي الشاطئ. النساء هناك يرين الانتخابات شيئًا بعيدًا عن واقعهن، ولا يربطن بين صوتهن وصنع القرار. من خلال هذا التدريب، تعلمت كيف أبني جسورًا من الثقة، وكيف أقدّم المشاركة السياسية كأداة لحماية حقوقهن وليس مجرد إجراء موسمي. تدربنا على بناء خطط بديلة لإقناع الناس، بدءًا من حملات طرق الأبواب، إلى صياغة المطويات بلغة محلية تُقرب المفهوم ولا تفرّق. والأهم من ذلك، تعلمنا كيف نصمد أمام الرفض المجتمعي دون أن نخسر احترام الناس أو رسالتنا”.

* من مدينة القطرون، جاءت منى أبوبكر، وهي إحدى السفيرات المتدربات، بتجربة وصفتها بـ”النقلة الشخصية والمهنية”، وقالت: “كنت أشعر أحيانًا أن دورنا كسفيرات شكلي، لكن هذه الدورة جعلتني أدرك أن تأثيرنا قد يبدأ من فكرة صغيرة ويوصلنا إلى تغيير فعلي في وعي الناس. كان هذا التدريب بمثابة مساحة حرة سمحت لنا بالتعبير عن تحدياتنا دون خجل، وفتحت أمامنا أبوابًا لفهم أعمق للانتخابات كممارسة يومية مرتبطة بالحياة، لا كحدث موسمي فقط. تعلمت من زميلاتي ومن المدربات، كما تعلمت من نفسي. اكتشفت أنني قادرة على الوقوف أمام جمهور وشرح قانون انتخابي بلغة بسيطة، وأنني أستطيع تقديم محتوى يلامس حياة النساء في الأحياء الشعبية، حتى إن لم يسبق لهن المشاركة في أي استحقاق سياسي. أشعر أنني أكثر استعدادًا الآن لحمل هذه الرسالة بقوة وثقة”.

* وفي اليوم الثاني من التدريب، قادت فدوى البركي، مدربة من قسم التدريب بمكتب الإدارة الانتخابية، جلسة عملية متقدمة حول مراحل العملية الانتخابية، من الاستعدادات الأولية إلى يوم الاقتراع وما بعده. وقد عبّرت عن أهمية هذا التدريب بقولها: “الهدف من هذه الدورة ليس فقط تقديم المعلومات، بل تمكين السفيرات من قيادة التغيير داخل بيئاتهن. في هذه الورشة ركزنا على تخطيط العملية الانتخابية بطريقة شاملة، تأخذ في الاعتبار المساواة، وسهولة الوصول، والاختلافات الجغرافية والثقافية. ناقشنا كيف يمكن تصميم الحملات لتصل لكل فئات الناخبين، بما في ذلك من لا يملكون وثائق، أو يواجهون عوائق في التنقل أو اللغة. اعتمدنا على التفاعل، واستطلعنا آراء المشاركات ووجهات نظرهن في بناء المحتوى. ومن خلال التمارين العملية، لاحظت نموًا حقيقيًا في طريقة تفكير السفيرات، وجرأتهن على طرح حلول واقعية ومبتكرة”.

واختتمت الدورة بتفاعل بين المشاركات والمدربين ، وفي هذا السياق، أكدت زينب مصباح، مسؤولة وحدة دعم المرأة بمكتب الإدارة الانتخابية سبها، أن البرنامج التدريبي جاء نتيجة جهود مكثفة لإعداد نساء قادرات على التأثير المجتمعي، قائلة:

“الدورات مثل هذه ليست مجرد محطة تدريب، بل خطوة لبناء شبكات نسائية وقيادات محلية تمتلك الأدوات والمعرفة. نحن نعمل على أن تكون السفيرات قادرات على التنسيق مع المجتمع المدني، وشرح مبادئ الانتخابات، وطرح قضايا الكوتا النسائية داخل البلديات، ورفع وعي المواطنين بقيمة أصواتهم. لاحظنا استعدادًا حقيقيًا لدى المشاركات، وعلينا الآن أن نواصل هذا الزخم ليتحوّل إلى عمل ميداني واسع يثمر عن مشاركة أكبر وتمثيل أعدل للنساء في مختلف مراحل العملية السياسية”.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :