من الجليٌ أن تحرك المجتمع المدني يشغل هذا الفراغ الذي حدث بانسحاب الدولة من عديد من الأدوار و الوظائف التي كانت تؤديها ..ذلك أن أحد أهم أعمال هذه المؤسسات هو الرقابة والتقييم، والضغط، والمتابعة والتطوير ، والأهم المساهمة الفاعلة في تطوير المجتمع وتنميته من خلال نشر مفاهيم الحياة المدنية.
و إلا تعرض المجتمع عندها للانهيار خاصة عند الفئات التي كانت تستفيد من الدور السابق للدولة و تعتمد عليها لتغطية احتياجاتها و هناك حالات أخرى مثل: حدوث غزو و احتلال أجنبي أو حرب أهلية أو تفشٌي أمراض قاتلة ومعدية .. الاهتمام بصحة الإنسان الليبي لهو الخطوة الأولي لتحقيق التقدم الاقتصادي والصناعي معاً ، ووضع أقدام ليبيا على طريق التحضر للأمام المفتوح، ولا يخفي على أحد أن المستوي المتدني الذي وصلت إليه المؤسسات التعليمية والعلاجية في بلدنا ، نتيجة الإهمال والفساد المتراكم على مدي السنوات الماضية، وأن التزام الدولة بتوفير نظام صحي عادل يؤكد مبادئ الإنصاف الاجتماعي ويوفر أيضاً خدمات ذات جودة لجميع المواطنين دون تمييز، وتخصص له نسبة كافية من موازنتها العامة، ويحظر فيه الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل انسان في حالات الطوارئ والاصابات الخطرة, وأن تخضع جميع المنشآت الصحية لإشراف الدولة ورقابتها و” ستصبح صحة المواطن على قائمة أولوياتنا في الدستور الجديد “. وهنا تأكيد على الحاجة للمشاركة الفاعلة للمواطنين وللمنفعة المتبادلة بين الطبيب والمجتمع , فمشاركة المجتمع تعني فرصة لتغيير المفاهيم أو نظام لتخفيف العبء المادي أو فرصة للتعامل مع الوضع الاجتماعي , وعلى الرغم من الحاجة لمشاركة الأفراد والأسر كضرورة لتطبيق الرعاية الصحية الأولية فلا يمكن مساواتها بمشاركة المجتمع فالأخيرة تعني عملاً جماعياً مميزاً للأكثرية لذلك يجب أن نعمل بتحقيق عملية تطوير المجتمع والتي يمثل التطوير الصحي جزءاً منها هي باشتراك المجتمع وتحقيق اكتفائه الذاتي من خلال مبادراته وطاقاته الذاتية وبأقل مساعدة خارجية يوجد علاقة ايجابية ومشاركة في الأنشطة بين إدارة المستشفيات والمؤسسات المدنية بوجه عام ، لكنها لم ترتقي إلى الاستفادة الملحوظة من تطوير العنصر البشري ، وظهر دور المنظمات متواضعا في هذا المجال خاصة ان النظام الصحي الان غير متماشٍ مع النظم الصحية، لذا توجب ضرورة جمع الخبرات العلمية – لإعادة الخدمات وتأهيلها من أجل الاستجابة لمتطلبات المواطنين، وإيجاد قاعدة بيانات ومعرفة وتحليل لكي يتم بموجبها بناء نظام صحي جديد.
لابد من مسح شامل لجميع المؤسسات الصحية، وتقييم ورصد الباحثين وجمع المعطيات عن كل المؤسسات الصحية، والتنسيق بين الخبراء الليبيين والخبراء العالميين – لتقييم النظام الصحي، حتى يصل إلى مستوى صحي وفق معطيات أساسية، حتى تستطيع ليبيا أن تضع الخطط المستقبلية باعتبار أن التغييرات تحتاج إلى وقت .
ودور المؤسسة المدنية في القطاع الصحي – الاكثر تضرراً جراء الحروب واستهداف المليشيات لها – لا يتعدى تقديم الحلول التدريبية التطبيقية وتطوير الطاقة البشرية في بيئة العمل الصحي في ليبيا عامة وذلك بالاستثمار في تطوير الحلول والبرامج التي تعتمد مناهج التعليم التفاعلي والتدريب التطبيقي في مجال العمل الصحي .
سيدي القارئ ان المشاركة تعني غرس الثقة بالنفس من خلال المسؤوليات العملية المحددة للمجتمع وتشجيع المراكز الصحية للأفراد بتقبل مسؤولياتهم تجاه صحتهم ورفاهيتهم على أن يقوم المجتمع والمؤسسات الصحية بتبادل الأدوار وتلك المؤسسات الاهلية بالدرجة الاولي دور المراكز يكمن في تحديد المشاكل الصحية المحلية و اقتراح الحلول لهذه المشاكل .
والقيام بالعمل الضروري المتخصص لتطبيق مرئيات المجتمع وتقييم النتائج والرجوع للمجتمع بالتقرير عنها . أما المؤسسات المدنية عليها بمساندة مادية أومعنوية .و التخطيط والادارة والتقييم . و المشاركة ايضاً في الخدمات الصحية المقدمة واستغلالها ولنا في حوادث عبرة كالنقص في المواد المخدرة او جرعات الدم . ان القطاع الصحي لهو القاعدة الاولي لتأسيس أي دولة مدنية كما هو الأول في انهيارها .
القطاع الخيري ومؤسسات المجتمع المدني لها دور مهم في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، التوعية والتثقيف الصحي، والتأمين الصحي وتخصيص الخدمات الصحية * مستوى التعاون بين المؤسسات المدنية “الأهلية” والمستشفيات عالية جدا حيث بلغ نسبة 60% تقريبياً، * تحرص المؤسسات المدنية على دعوة المستشفيات والمرافق الصحية لأنشطتها بشكل كبير، وهذا يعكس نشاط إدارة المستشفيات في التفاعل والمشاركة وليس العكس. *
تقدم مشاريع ممولة لتنمية وتطوير الكادر الإداري والكادر الطبي بنسبة متوسطة، لم تتجاوز النسبة 69% وهذا بدوره يعكس القصور الواضح قياسا بأهمية القطاع الصحي والعاملين فيه *تحرص بنسبة متوسطة على تقديم برامج ممولة لتطوير مشاركة أعضاء الجمعيات وعقد لقاءات متخصصة *وجود ضعف شديد في مساهمة منظمات المجتمع المدني في دعم العاملين نفسيا ومعنويا في فترات الحرب التي يتعرض لها البلد ووجود نسبة متوسطة في مساهمة المؤسسات المدنية في تبادل الخبرات مع المؤسسات الصحية *ووجد أيضا اهتمام متواضع من قبل القطاع الصحي كليا في تعزيز العلاقة مع المؤسسة المدنية الأهلية وفق رؤية إستراتيجية *ضرورة عدم التراجع عن المشاركة في نشاطات بوجه عام، وعلى الأنشطة ذات العلاقة بالقطاع الصحي بوجه خاص لما له أثر في تطوير العنصر البشري * ضرورة اعتبار تطوير العنصر في المؤسسات الصحية على رأس أولويات الجهاز الإداري والاستشاري الذي يقود تلك المؤسسة، لما له أثر كبير في تحقيق رسالتها التي وجدت من اجلها.
وقد أوصى الباحثان بضرورة استثمار هذه العلاقة الايجابية إلى برامج حقيقية تهدف إلى تطوير العنصر البشري في المستشفيات وإنشاء عدد من المشروعات التي تضمن إعادة هيكلة المستشفيات والمراكز الصحية والعمل على استثمار الموارد وتنمية الموارد البشرية.
وأيضاً الرقابة على الغذاء المستورد، وإنشاء المختبرات ، التأمين الصحي وضرورة النظر إلى العمل الخيري في القطاع الصحي لان الكثير من المرضى لا يستطيعون الحصول على الأدوية بسبب ضعف وقلة لإمكانية العلاج الطبي في زماننا لا يحتمل أثمانه المرتقبة إلا الأثرياء، وغالب الناس من ذوي الدخول المحدودة من الموظفين والحرفيين أو ما نسميهم المتسببين هؤلاء حينما يصابون بالمرض يصيبهم الرعب، فإذا توجه الواحد منهم إلى مستشفيات وزارة الصحة، يجدها وحدها تعاني نقصًا حادًا في الأدوات الطبية والتقنيات الحديثة وكذلك الكوادر البشرية مثل الأطباء وطواقم التمريض والفنيين.
إن غياب الموظفين والعاملين بأقسام التمريض والدكاترة بالمستشفى الرئيسي ومجمع العيادات الي جانب الانهاكات التي طالت المواطن جسدياً كان بإصابات أو أمراضاً كالقلب والسكري والضغط وغسيل الكلي أو نفسياً لهو يشكل أزمة قد تكون الاكبر من نوعها للمواطن المنهك سياسياً ومواردياً إضافة إلى أن قائمة النواقص العامة للأدوية الضرورية تضم أدوية الحكة وحساسية الأطفال، التي لا يكاد يوجد منها صنف واحد في الأسواق مثل ريكتوبلكسيل شراب، فاركولين، وغيرها، إضافة إلى مجموعات كبيرة من المضادات الحيوية وبدائلها تتضمن يوناسين شراب ويوناسين أقراص وسيفوتاكس وجميع الفوارات الخاصة بحموضة المعدة، ومنها فوار الفاكهة وزينوس فوار، وجميع الأصناف التي تحتوى على مادة الباراسيتامول، وأصناف لا بدائل لها وناقصة مثل بيتالوك أقراص خافض للضغط، ونوفالجين أمبول خافض للحرارة، بالإضافة إلى أدوية علميات جراحية والتخدير الموضعي .
تقول نظرية فريد ريك (( حيث يؤكد ان للوصول لأفضل خدمة واقل تكلفة لابد من توجيه العاملين الى ترشيد الاداء من خلال الحركة والزمن فنستطيع تقديم خدمة جيدة في وقت قصير حيث انه معروف ان الوقت هام جدا في المستشفيات وفى نفس الوقت لا نهدر أي من الوقت ولا المجهود فنقدم خدمات اكثر بكفاءة كبيرة فيعظم الربح والنتائج في ان واحد)) ولدي المؤسسات المدنية نقاط يجب التنويه لها تدريب الطلاب والعاملين بالمؤسسة المدنية على كيفية التعامل مع الحرائق وإخماد الحرائق وطريقة إخلاء المبنى وإسعاف المصابين في وقت سريع وبطريقة منظمة، وبعض من الألزامات والنقاط *المفاهيم الأساسية للرعاية الصحية ،والإدارة الصحية. *
فهم وتحليل العملية الإدارية والنموذج الإداري في المستشفيات. *تحليل ودراسة محيط المنظمة الصحية. *تنمية المهارات الإدارية بكفاءة وفاعلية لا تنسي أيها المواطن دورك البناء في هذا البلد الهش الرقيع ..على مراء ومسمع منك وللمؤسسات الفاعلة المدنية ..وكم من مريض يموت وهو ينتظر أن يفرغ له سرير يعالج عليه، ولا أحد يحفل بهذا أبدًا، والأدوية هي الاخرى فيها النقص دومًا، والمباني جلها متهالكة وبناء مستشفى جديد يستمر سنوات ناهيك عن الأخطاء الطبية وعن أعدادها وهي في ارتفاع مستمر.. وانت استثناء من ذلك.
ابوبكر عبدوا