دَاعِشُ تُهَاجِمُ الخَارِجِيّة وَالدّاخِليّة تُعْلِنُ الإفْلَاسَ

دَاعِشُ تُهَاجِمُ الخَارِجِيّة وَالدّاخِليّة تُعْلِنُ الإفْلَاسَ

تقرير :: عثمان البوسيفي

الحادث الثالث من نوعه تنفذه داعش في طرابلس ويستهدف مؤسسة تابعة لحكومة الوفاق التي دأبت على القول إن طرابلس آمنة ففي شهر مايو الماضي تم استهداف مفوضية الانتخابات في طرابلس وأسفر الحادث عن مقتل 14 شخصا وإصابة 20 ممن يعملون في المفوضية والحادث الثاني في سبتمبر الماضي استهدف المؤسسة الوطنية للنفط والثالث كان بالأمس 25\12\2018 واستهدف وزارة الخارجية في طرابلس وأدى إلى سقوط ثلاثة قتلى و 18 جريحا

صَبَاحُ التّفْجِير

خرجت من البيت وتوجهت إلى القناة الوطنية لإيصال صحيفة فسانيا إلى مقر القناة وخرجت من القناة في حدود الثامنة والنصف صباحا ومررت في طريقي على وزارة الخارجية وكان هناك سيارة وحيدة تحمل شعار الحرس الرئاسي وبها بعض الأفراد في وضع لا يوحي أن هناك اهتماما منهم بحراسة المقر فقط يتبادلون الحديث ولا يعتقدون أن داعش في الطريق إليهم .

لا أدري إلى متى تبقى مؤسساتنا هكذا في ظل ملايين الدينارات التي صرفت للداخلية والدفاع وكلها تقريبا ذهبت إلى جيوب المجموعات المسلحة التي لم تستطع حماية أي مؤسسة من هجوم داعش الغادر في المرات الثلاث ؟ وهنا يأتي السؤال لمن يقول إن طرابلس آمنة لأقول له طرابلس ليست آمنة يا سيدي وقوى الظلام تعبث بها ؟

نِيرَانٌ مُتَصَاعِدَة وَدُخَانٌ يُغَطّي السّمَاء

في حدود العاشرة كنت في طريقي إلى تاجوراء لتغطية نشاط مدرسي يقيمه مكتب النشاط في تاجوراء لألمح الدخان الكثيف يتصاعد من مبنى الخارجية وقد نزلت من سيارة الأجرة التي أستقلها للوقوف على ما يحدث وفي نفسي يدور السؤال هل هناك ضحايا أبرياء . وصلت والحشود الكبيرة من كافة المجموعات المسلحة والتي كلها تحمل تبعية (ورقية ) للداخلية الليبية وهي منها براء فالنيران شاهدتها تتصاعد من الدور الثالث وهو بالمناسبة الدور الذي يقع فيه مكتب وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني . سَيّارَاتُ الإطْفَاءِ وَالإسْعَافِ سيارات الإطفاء والإسعاف بذلت جهدا في الوصول لعين المكان في ظل ازدحام كبير جدا تشهده العاصمة بعد أيام من العطلة بمناسبة استقلال ليبيا سيارات الإطفاء حاولت إخماد الحرائق في الدور الثالث لكنها ظلت وقتا طويلا تحاول ذلك بمساعدة سيارات إطفاء جاءت من الميناء الحربي القريب من مبنى الخارجية .

خِلاَفٌ وَاضِحٌ بَيْنَ المَجْمُوعَات المُسَلّحَة

حدث خلاف بين المجموعات التي هرعت لمبنى الخارجية ويبدو أنها حسب ما رأيت أنها تتصارع على فرض سيطرتها على المبنى والنيران تتصاعد منه والسؤال أين كانوا قبل أن تعبث داعش بمؤسسة سيادية ؟ مُغَادَرَتِي لِلْمَكَانِ غادرت المكان في حدود الساعة الحادية عشر والنصف والنيران لا زالت مشتعلة في المبنى وجموع المجموعات المسلحة متواجدة في المكان وبعضها كان فظّا مع الصحفيين الذين أتوا للمكان ولم يسمح لنا بالدخول فقط مسموح بدخول المجموعات المسلحة.

سُؤَالٌ عَابِرٌ

هذا هو الحادث الثالث الذي تنفذه داعش هل هو الحادث الأخير أم هو سلسلة من الحوادث لن تتوقف طالما البلاد دون أمن حقيقي يردع تلك الجماعات الإرهابية ويوقفها عن العبث بحياة الناس في مقار عملهم .

مُؤْتَمَرٌ صَحَفِيّ لِوَزِيرَيْ الخَارِجِيّة وَالدّاخِليّة فِي حُكُومَة الوِفَاق

ذهبت مسرعا من أجل اللحاق بالمؤتمر الصحفي الذي قيل لنا إنه سوف يعقد في رئاسة الوزراء وفي ذهني ما الجديد في هذا المؤتمر. وزير الخارجية في بداية الحديث صدمني بالقول إنه أمر يحدث في كل عواصم العالم أنا أقول له يا سيدي الوزير الحادث كان في المبنى الذي يضم مكتبك !!!

وفي سياق حديثه طلب رفع الحظر عن السلاح وأنا أقول له لمن سوف يسلّم السلاح يا سيادة وزير الخارجية لا تقل لي سوف يسلم للمجموعات المسلحة التي تحمل شعار الداخلية ؟ من ناحيته اعترف وزير الداخلية بشيء نعرفه جميعا أنهم لا يملكون أي إمكانيات في وزارة الداخلية وأنهم تقدموا بالحصول على ميزانية تسمح لهم بتوفير احتياجاتهم الضرورية وأنا أقول له أين ذهب المليارات التي خصصت عبر سنوات إلى الداخلية ؟ وأكد في حديثه أنه لا توجد ترتيبات أمنية وأن الموجود هو فوضى أمنية وأنهم في وزارة الداخلية قادرون على ذلك في حالة وجود دعم ..

دَاعِش تَتَبنّى الهُجُوم

كعادتها تبنت داعش الهجوم وذكر التنظيم في بيانه ( فرزة أمنية مكونة من 3 انغماسيين مزودين بأحزمة ناسفة وأسلحة رشاشة تمكنت من اقتحام مقر وزارة الخارجية الليبية وسط طرابلس وقد أدى الهجوم إلى قتل وجرح 31 مرتدا من القوات الأمنية وموظفي الوزارة) وتوعد التنظيم بالثأر من كل من ساهم في الحرب ممن وصفهم بالمجاهدين .

كَلِمَةٌ أخِيرَةٌ

هل نتعلم مما حصل ونوحّد صفوفنا ضد قوى الإرهاب التي لا تفرق بيننا أم نظل في كل مرة نتحسر على واقعنا المرير ؟

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :