رصيف عالم صوفي ( 1 )

رصيف عالم صوفي ( 1 )

بقلم ::عابد الفيتوري 

رصيف رائعة جوستاين غاردر .. عبارات .. نصوص .. قطف بستان يانع .. ينثرها الفيلسوف الذي اختصر تاريح الفلسفة ثنايا الرواية .. عالم صوفي .. نقلت الى 52 لغة .. قيل : هو هدية غاردر لتبسيط التواصل الفكري .
– عن الحرب والسلام :
مزقت الحروب اوروبا ، وكانت امرها حرب الثلاثين سنة التي استمرت من 1618 حتى 1648 م .. دمرت المانيا .
صراعات تأججت .. لماذا كانت هذه الحرب ؟
– ظاهرها حرب بين طرفين من اهل الملة .. برتستانت .. كاثوليك .. ولكن لا شك في ان لها خلفية سياسية
لا شك انك سمعت عن النبلاء وقصورهم .. لكني غير واتق من انك تعرفين الكثير عن الفقر المدقع الذي كان يعيش فيه الشعب ، واذ نتحدث عن انتشار الروعة ، نتحدث عن انتشار السلطة .. يكفي ان نتذكر الفن والمعمار .. فالمعالم تبدو جائرة بين جميع اشكال الزوايا والاستدارات ، كما هي صورة المشهد السياسي حيث تسود وتتشابك الاغتيالات والحيل ، والانقلابات والدسائس .
الحياة مسرح .. قصة مليئة بالضجيج والغضب .. يرويها ابله .. اكون او لا اكون .. تلك هي المسألة .. علينا ان نتحرر من مشاعرنا وانفعالاتنا ، كي نجد السلام والسعادة .. لماذا نعقد الامور عندما يكون بالامكان تبسيطها .. مولود جديد يبكي ، واذا لم نعطه الحليب ، مص اصبعه ، فهل لهذا الطفل ارادة حرة .
تخيلي شجرتين مثمرتين زرعتا في الوقت ذاته ، في حديقة كبيرة .. واحدة نمت في الشمس ، واستفادت من تربة خصبة وغنية ، والاخرى نمت في الظل وفي تربة فقيرة .. فأيهما تكون الاكبر ، والاكثر ثمارا .
– طبعا تلك التي نعمت بالظروف المثلى للنمو .
– برأي سبينوزا ان هذه الشجرة حرة .. ذاك انها تملك حرية تنمية كل الامكانات التي تجملها في ذاتها .
كذلك هو الامر بالنسبة لنا نحن البشر .. فيمكن لنا ان نواجه عوائق سياسية مثلا ، تعيق نمونا الذاتي .. لا نعيش كبشر احرار إلا عندما يتاح لنا ان ننمي بحرية كل امكاناتنا الكامنة .
اهواء النفس الجامحة كالرغبة والادعاء ، هي التي تمنعنا من بلوغ السعادة او التناغم .
كان لوك يعتقد .. بحرية الفكر والتسامج .. ويعتقد ان وضع المرآة التابع بالنسبة للرجل ليس من معطيات الطبيعة ، وانما من صنع البشر ، مما يعني انه بامكاننا تغيير هذا الوضع .
” عالم صوفي ” .. كتاب يفرض على المرء قراءته .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :