أخي المسلم: إذا أردت لدعائك أن يصعد حقًا! فتأمل في حالك وقت الدعاء، هل أنت ممن يدعون دعاء الراغب .. الراهب .. المستكين .. الخاضع .. المتذلل ..
الفقير إلي ما عند ربه تبارك وتعالى؟!
أم أنك أخي إذا دعوت دعوت دعاء غافلٍ .. لاه!
أخي: التذلل والخضوع والافتقار إلي الله أثناء الدعاء له مفعول عجيب في إجابة الدعاء!
وقد غفل الكثيرون عن ذلك ، فتجد أحدهم إذا دعا أخرج كلمات جافة لا أثر للخضوع والتذلل فيها ، وقد نسي هذا أنه يخاطب ملك الملوك.. المتفرد بالجلال والكبرياء..
قال بعضهم: ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق!
أخي المسلم: إن أثر التذلل والخضوع على إجابة الدعاء سريع .. مضمون الفائدة! ولا يجد هذا إلا من جربه..
أخي المسلم: لذلك كان أرجى الدعاء بالاستجابة ما تضمن الخضوع والتذلل والاعتراف بالذنب..
وإذا أردت أخي دعاء يجمع هذه الخصال؛ فقد أرشدك النبي r إلى ذلك في قوله r: «دعوة ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له!» [رواه الترمذي].
فادع أخي بلسان الخضوع والتذلل والمسكنة.. دعاء عبد فقير إلي ما عند ربه تعالى.. محتاجًا إلي فضله وإحسانه .. مقرًا بذنوبه.. خاضعًا خضوع المقصرين.. يرى أنه لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، بل أن ربه تبارك وتعالى هو مالك النفع والضر.. وهو تعالى الغني عن خلقه وهم الفقراء إليه سبحانه تبارك وتعالى..
أخي: افهم هذا جيدًا فإنه سر من أسرار الدعاء المستجاب جهله الكثيرون ..
فتنبه ولا تكن من الغافلين!