حوار :: زهرة موسى
تعد شبكة الجنوب للمصالحة والوفاق الوطني من المؤسسات النشطة في المدنية فقد حاولت نشر ثقافة جديدة وهي التشبيك و التعاون بين عدة منظمات لتقديم خدمات أفضل للمجتمع وبالرغم من أنها حديثة الإنشاء إلا أنها وضعت بصمتها في ساحة العمل المدني ، فقد شاركت في عدة أنشطة وقدمت مقترحات لحل بعض الأزمات والمختنقات بالمدينة وقامت بعدة مبادرات من بينها التنظيم للملتقى الأول لمؤسسات المجتمع المدني الذي تم بمشاركة عديد المؤسسات المدنية. مفهوم التشبيك في العمل المدني حول شبكة الجنوب للوفاق والمصالحة وعملها في مجال التشبيك التقينا السائح علي أبو دربالة رئيس مجلس إدارة شبكة الجنوب للمصالحة و الوفاق و تنمية المجتمع الذي قال “اسم الشبكة مكون من جملة من المعاني : بداية بالشبكة فالتشبيك وفق اللائحة التنفيذية الصادرة من مؤسسات المجتمع المدني هناك تدرج مثلثي من الأسفل يبدأ ب ” منتدى ، جمعية ، منظمة ، ائتلاف ، تجمع ، شبكة ” وهي تمثل رأس المثلث ،و الجنوب نقصد بكامل ترابه الحبيب وبموروثه الاجتماعي و التاريخي و الحضاري وأما المصالحة فهي قمة المبادئ الإنسانية في التعايش و الألفة والمحبة و التراحم ، الوفاق وهو توأم المصالحة في التوافق السياسي بما يخدم البلاد ، وتنمية المجتمع بالتوزيع العادل للثروات والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية و البشرية و الوقت في تطوير البلاد وصولا إلى مصافي الدول المتقدمة .
نهدف لتشبيك مع كافة منظمات الجنوب وحول مميزات التشبيك أوضح ” التشبيك يعني التعاون بين عدد من منظمات المجتمع المدني لتوحيد جهودها لتحقيق أهداف معينة ، ومن مميزاته أنه لا يكبل عمل المنظمات ، فالمنظمات التي تكون أعضاء في شبكة الجنوب لا نملك عليهم أي سلطة ، بل تسمح لها أن تمارس عملها ، والتعاون مع الشبكة فقط في تحقيق و إنجاز الأهداف التي أنشئت من أجلها وهي تصب في صالح الوطن وحاولنا التشبيك مع عدة منظمات داخل المدينة ، وسنعمل في الفترة القادمة على توسيع العمل لتغطية المنطقة الجنوبية بالكامل .
وأضاف : الحقيقة نهدف إلى كسب ثقة المجتمع الليبي وتعزيز مكانة الشبكة كمظلة لكل الأطياف الفكرية و الاجتماعية ، و الاستفادة من التجارب الدولية وتطويعها بما يتناسب مع العادات والتقاليد الليبية ، الالتزام بتطبيق المبادئ الأساسية للعمل المدني ومؤسساته ، المحافظة على الحضور المميز و المستمر للشبكة لتحقيق رؤيتها وغاياتها السامية . المواطن بات ينظر للمؤسسات على أنها ارتزاقية تسعى للنهب وفيما يخص العمل المدني بسبها
قال : لست راضياً عن عمل مؤسسات المجتمع المدني سبها ومن هنا جاءت فكرة تكوين شبكة الجنوب نظرا لكثرة مؤسسات المجتمع المدني بالمدينة حيث تصل إلى ما يقارب “500” منظمة ومؤسسة في حين لا وجود للعمل الحقيقي على أرض الواقع ، ولذلك كان يجب وضع آلية لتنظيم عمل تلك المنظمات ،فبالعشوائية التي تعمل بها بعض المنظمات فقدت ثقة المواطن الذي بات المواطن ينظر لها كمؤسسات ارتزاقية تسعى للنهب ويطلق عليها البعض ” منظمات الشنطة ” ، وذلك لتحقيق التنمية والارتقاء و الرفع من مستوى الوعي بالمدينة .
المؤسسات المدنية ضحية الانقسام السياسي
أشار ” الانقسام السياسي أثر على المجتمع المدني في حين أن عمل المؤسسات يجب أن يكون بعيداً كل البعد عن السياسة ، لأن عملها هو الضغط على الحكومات لتقديم خدمات أفضل ، وتسليط الضوء على قضايا المجتمع ، ولكن اتجهت العديد من المؤسسات إلى تتبع تيار سياسي معين وذلك لتحقيق غاية في نفسها . الشبكة تضم ستة عشرة مؤسسة من مختلف مناطق ومدن الجنوب أوضح ” التشبيك هو علم مطروح في العالم قديما ، ولكن وصل إلينا حديثا في ليبيا ، و شبكة الجنوب مقسمة إلى إدارة للوفاق والمصالحة ، و إدارة للتنمية ، ووصل عدد المؤسسات المشاركة كأعضاء لشبكة الجنوب 16 منظمة ، حيث كانت في البداية 10 منظمات ، مختلفة الاختصاص ، ونلتقي معها في تحقيق أهداف معينة مثل جلب بيوت خبرة للمدينة لنقل هذه الخبرات ، وإنشاء أعمال المصالحة ، والوفاق ، وتنظيم ورش عمل لتنمية القدرات .
فروع و إدارات الشبكة .
وأضاف ” هذه المنظمات الستة عشر من مختلف مناطق الجنوب ” وادي الشاطئ ، أوباري ، مرزق ، و تراغن ، ” وكذلك لها إدارات ستفتح في القريب إن شاء الله تعالى ” فرع بأوباري وسيكون مديره السيد محمد فرج ، وفرع بتراغن ويديره السيد بشير الباكوري ، وفرع بوادي الشاطئ أيضا ” ، وتعتبر شبكة الجنوب هي الأولى على مستوى الجنوب ، وكذلك على مستوى الدولة الليبية ليست هناك شبكات كثيرة وهي أمر نادر ، ولهذا كتشبيك فعلي على أرض الواقع تعتبر شبكة الجنوب هي الأولى على مستوى الدولة الليبية .
ووضح أبو دربالة : أنجزنا أعمالاً مميزة بالرغم من أنها ليست كثيرة ، إلا أننا فخورون بما قدمنا ، فالعملية لا تقاس بالكم ، ففي مجال المصالحة قمنا في أكتوبر 2016 ، بتنظيم ورشة عمل للمصالحة واستمرت لمدة أسبوع ، وكانت بعنوان “دور المرأة في نشر السلم الاجتماعي ” بمشاركة 34 سيدة ، و كان الهدف منها توعية المرأة بدورها في نشر ثقافة السلم الاجتماعي من موقعها ، في منزلها أو أسرتها ، أو عملها ، خاصة أننا نعيش في مجتمع قبلي ، للمرأة دور مهم فيه نشر السلم أو الحرب في هذه المجتمعات فلهذا استهدفناها في هذه الورشة .
المُـلْـتَـقَى الأوّل لمُؤسّسَاتِ المُجْتَمَعِ المَـدَنِـيّ
وقال : كذلك قمنا بالتنظيم و التجهيز للملتقى الأول لمؤسسات المجتمع المدني ، كانت فكرة الملتقى مبادرة من شبكة الجنوب وشاركت فيه مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني على مستوى الجنوب وكذلك ناشطون مدنيون ، وجاء الملتقى للوفاق بين تلك المؤسسات فمن الملاحظ وجود انشقاق وانقسام بين المنظمات ، ومن المشكلات التي واجهتنا هو اعتراضهم على من يمثل من ، ومن يتحدث باسم من .
وأوضح : ” كان الملتقى بعنوان ” لنرتقِ و نتقدم ” ، وأخذ منا التجهيز وقتاً طويلاً ل قرابة ستة أشهر من الاجتماعات المتواصلة ، وتكوين لجان ، و صياغة أهداف الملتقى المتمثلة في ” العمل على تطوير العمل المدني ، تحديث القوانين و اللوائح المعمول بها بالمجتمع المدني بليبيا ، تشجيع المشاركة في العمل التطوعي ،
وكان للملتقى ثلاثة محاور ” المحور الأول : فاعلية مؤسسات المجتمع المدني ، وتنقسم إلى بندين وهما ( القوانين واللوائح التي تنظمه و تنقسم إلى بندين وهما ( القوانين واللوائح التي تنظم عمل المؤسسات المجتمع المدني ، ماهية مؤسسات المجتمع المدني ) ، المحور الثاني: انعكاس دور مؤسسات المجتمع المدني على المواطن و تطرقنا فيه إلى أربعة بنود ( العمل التطوعي وكسب ثقة المجتمع ، دور المرأة في تحقيق الاستقرار ، مناصرة قضايا المجتمع ، مسودة السلم الاجتماعي ) و المحور الثالث: التحديات التي تواجه المجتمع المدني ، ” التشبيك والتجارب السابقة ميثاق شرف عمل مؤسسات المجتمع المدني بسبها ” ، وتم انعقاد الملتقى في الثامن من أبريل 2017 ، واستمر لمدة ثلاثة أيام . وأكد : أبو دربالة في نهاية الملتقى انبثقت عدة توصيات و توصلت لجنة التوصيات ، مع رئيس مفوضية المجتمع المدني بسبها في ذلك الوقت السيد خالد عيفة وتناقش معه لنقل التوصيات إلى الإدارة العليا للمفوضية ، فمجرد إقامة هذا الملتقى يعتبر إنجازاً بحد ذاته ، في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن يكون الملتقى السابع للمنظمات ، نحن قمنا بالخطوة الأولى بعد سبع سنوات من انطلاقة العمل المدني بسبها بجمع تلك المؤسسات مع بعضها ونجحنا في إقامة الملتقى الأول ، وبالنسبة للدعم فقد جهزنا ملفا و قدمت لنا عروض كبيرة من منظمات أجنبية ، ولكننا كنا نرغب بأن تقوم جهة محلية بتقديم الدعم لنا وذلك لإبعاد كل الشبهات ، وقمنا بعرض المقترح على المجلس البلدي ، وكل الشكر له فقد قدم لنا الدعم وكذلك تم تكليف إحدى المطابع بالمدينة لطباعة المنشورات والملصقات الخاصة بالملتقى و بطاقات الدعوة ، وكذلك شركة ليبيانا قدمت لنا الدعم بمبلغ تقريبا 1500 د.ل وذلك لتوفير البوفيه و الإعاشة.
أين أنتم من الأزمات الحاصلة بالمدينة ؟
استرسل ” شاركنا في عدة اجتماعات ، وقدمنا مقترحات لحل عدة أزمات ، و لأن عمل مؤسسات المجتمع المدني يقتصر على تقديم مقترحات للمؤسسات العامة وليس إلزام تلك المؤسسات على تطبيق تلك المقترحات ، قدمت شخصيا مقترحاً لحل أزمة الوقود ، تتلخص في خمس بنود ” تفعيل جهاز حرس المنشآت النفطية ، وإشراك باقي القوة المساندة لهذا الجهاز ، إيقاف تزويد الشركات الوسيطة التي تقوم بتوزيعها للمحطات ، لأنه بات هناك انقسام داخل الشركة إلى عدة شركات صغيرة أخرى ، وتعدد هذه الشركات و تزايد المحطات هي السبب في الأزمة ولهذا ، اقترحنا أن يتم التوزيع مباشرة من مستودع سبها النفطي إلى المحطات ، و الاقتصار على 10 أو 12 محطة معينة لتوزيع الوقود عليها مؤقتا حتى يتم حل الأزمة ، تكوين لجنة من مديريات الأمن ، وبالرغم من هذا لم يتم العمل بالمقترح الذي قدمناه .
وأشار إلى ” كذلك قدمنا مقترحاً لمفوضية المجتمع المدني ، بتنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني بالمدينة وكانت تحتوي على بنود حقيقية وواقعية إذا تم تطبيقها سيتم تنظيم العمل المدني بالمدينة ، بداية بإنهاء الانقسام بالجسم المدني ، وأيضا قمنا بدعم الشباب بوقفاتهم الاحتجاجية ، بالإضافة إلى مبادرة ” شبكة سبها للأمومة و الطفولة ” و هي لرعاية الأمومة والطفولة ، وقمنا بتقديمه خلال اجتماع لجائزة البلدية الصديقة للطفل المقترح من منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة وذلك بحضور عميد البلدية ، ومستشار منظمة الأمومة والطفولة للأمم المتحدة الدكتور “الطيب الخيالي ” ، وحضور عدد كبير من منظمات المجتمع المدني ، وكان هذا الاقتراح سابقة على مستوى الدولة الليبية ، وكان السبب في قبول ملف بلدية سبها كبلدية صديقة للطفل من بين 12 بلدية مقدمة في المسابقة في الاجتماع الذي أقيم بتونس هو وجود هذا المقترح .
أكد ” الشبكة ساهمت في توحيد بعض الأفكار ، وكان لها يد في المصالحة فيما يسمى ” بمعركة القرد ” وتم تشكيل وفد من الشبكة لمتابعة وتذليل الصعاب ، و قمنا بالاتصال بعدة لجان كمجالس الشورى ، وحضرنا كافة الاجتماعات . نوه ” أطلب من جميع مؤسسات المجتمع المدني سبها بتكاثف الجهود ، وعدم إلقائهم لفكرة الملتقى الأول لمؤسسات المجتمع المدني وما اتفقنا عليه ، وبالرغم من الخلافات يجب أن لا نفترق ولا ننقسم ، وعلينا بالاتجاه للتشبيك والتعاون .