رِثَـاءُ زَمِيلِنَـا الصّحَفِيّ مُوسَى عَبْدُالْـكَـرِيم

رِثَـاءُ زَمِيلِنَـا الصّحَفِيّ مُوسَى عَبْدُالْـكَـرِيم

لوحة الفنان / حمزة أحمد 

غادرنا إلى دار الخلد والبقاء بجوار ربه وعفوه ورحمته، يوم الثلاثاء بتاريخ 31/7/2018 زميلنا الصحفي الشاب المتألق”موسى عبدالكريم” المصور والصحفي بصحيفة فسانيا و ذلك بسبب تعرضة للخطف والتعذيب مما سبب فى وفاته وبهذه المناسبة الأليمة والمصاب الجلل تتقدم أسرة تحرير صحيفة فسانيا بأحر التعازي لعائلة الفقيد وكافة أفراد أسرته وأصدقائه وزملائه، سائلين المولى العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته وأن يصبر أهله وذويه “وإنا لله وإنا إليه راجعون” . فارقنا اليوم إلى دار البقاء صديق حميم من خيرة الأصدقاء وزميل عزيز صحفي ومصور مازالت صورته تزاحم أفكارنا وتجرنا إلى ذكريات انطلقت منذ بدء العمل معنا فى صحيفة فسانيا ويتحدى بصبره كل معوقات مهنة الصعاب يغوص في المتاعب بلا مقابل ولا أتعاب عرفته مثقفا ذواقا يحب كل شيء مفيد ويتيه في الجديد ترك رحمة الله عليه أثرا في قلوبنا وهي تبكي دما وهما وألما وغما فقدنا المنبر الجميل والمصور الصحفي والصديق والأخ والزميل الذي كان كل وقته وقيلولته ويقظته وحلمه وكان يتنفس بكاميرا التصوير التي لاتفارقة ولكن انطفأ هذا الأمل الذي اشتراه بتعب المشاعر وعرق الجبين وهرول وراءه الأيام والليالي طيلة سنين، جر خلالها الفرحة والبسمة محفوفة بالأوجاع والضيق والأنين.وراء كاميرات التصوير وعيناه تراقص المواد التي تعج الحاسوب من صور قام بتصويرها كم من حكايات مُرّة قصها علينا وكم من متاعب تقاسمناها معا في الحديث وتلاؤم أرواحنا وتلاحم أفكارنا قرّبنا من بعضنا فكان يحكي ويصف وكأننا نحن على قلب واحد تجمعنا المحبة الإلهية والأخوة الصادقة ومهنة المتاعب لكن القدر كان أسرع مما توقعنا، فضاع الأمل ورحل عنا زميلنا وأخونا الذي كان يخاف علينا من نسمة الهواء العليل حبه للتصوير وطيبوبته النادرة مع غيرته علينا فارقنا إلى دار البقاء الصديق والرفيق الذي يحب ولا يكره، يتجاهل أكثر مما يعاتب ويتساهل وقت الوقائع والمصائب،عرفناك شهما ياموسى في وقت ضاع فيه معنى الشهامة وفذا في زمن قصرت فيه الكرامة يتحمل ولا يتعب ويدفع ولا يعاتب عند فقدان الصواب،عرفناك سيفا حادا وسدا مانعا ومبارزا جادا وصيتا ذائعا. عرفك الغريب قبل القريب واشتاقك الخصيم قبل الحبيب وكنت أنت المصور والعبقري والصحفي اللبيب ببصرك بقريحتك بأفكارك بكل شيء جميل فيك بكل ما وهبته للصحافة للإعلام بلا حد ولا عدّ. نم مرتاح الضمير عملت بصدق وشفافية وأحببت السبق وإثارة الغرابة والصور الراقية، لم تكن يوما فاشلا أو فاقدا للأمل بقدر ما كنت صلبا قوي الذاكرة رهيف الإحساس عطوفا قريبا من الزملاء والمعجبين وبقية الناس وتحمد الله ليل نهار بقدر ما غدر الزمن. نم مرتاح الضمير هانئ البال فكلنا نشهد أنك كنت ذلك الإنسان القوي بعزيمته العطوف بطبعه وخلقه الراقي بخواطره وتخميناته، البعيد عن البلاء المتقبل لكل ابتلاء والقريب من ربه الشاكر الحامد الراكع الساجد لا شيء كان يحرمه من لقاء ربه في صلاته ودعائه في سكناته وخشوعه في يقظة يومه وأحلام لياليه اللهم اكتبه كما كان يتمنى من الشهداء. رحلت عنا أيها الزميل والصديق والأخ لكن صورك ستبقى شاهدة إلى ما لانهاية على أسلوبك وذوقك على آرائك وجمالية أفكارك ويبقى اسمك الغالي منحوتا على ذاكرة الصحافة ( موسى عبدالكريم ) إنه من هذا المكان مر رجل عظيم وصحفي رزين وهب حياته للصورة للكلمة الطيبة وتنوير القراء والزائرين كان معنا قبل حين، فاختطفته المنايا واستسلم للرحيل وإلى الأبد ولم يترك لنا عدا ذكرى جميلة وأطيب عطر ونسيما وأخلاقا بلون الورد. رحمة الله عليك يا أعز الزملاء يا خير الإخوان، نرجو الله أن يسكنك فسيح الجنان وأن يغفر لك ما خلفته صروف الزمان وأن ينور قبرك وأن يتجاوز عنك وأن يكون رفيق خلوتك القرآن وأن يلهم ذويك وأهلك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. ” كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } » صدق الله العظيم (آية 185 سورة آل عمران) أسرة تحرير صحيفة فسانيا

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :