سبها بين كورونا والانقسام

سبها بين كورونا والانقسام

  • عمر علي ابوسعدة / ناشط ومهتم بالشأن الجنوبي

قبل يوم واحد من تفشي جائحة كورونا بسبها ، وفي محادثة هاتفية لي بحكم مسئوليتي المهنية ، مع أحد رموز الرعيل الأول لخبراء الزراعة بفزان لدعوته لاجتماع يناقش تجويد العلاقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة المختصة في الزراعة ، فاجئني برده بنبرة مغلظة !! وسألني لأي جهة تتبع أنت الشرق أم الغرب وأضاف هذا ليس وقت هذا النوع من الحديث وإن هناك أولويات ! فكظمت غيظي وغضبي رغم طبيعتي المصادمة فالرجل في سن والدي وبأدب جم ، أثرت أن أنهي الحديث ، وقتها أدركت مدى عمق الانقسام بين أهل فزان وكيف وصلنا لهذا الحد من السقوط .
نتفهم هشاشة الدولة في هذه المرحلة التي تسودها الحروب والنعرة القبلية العشائرية والجهوية والمناطقية البائنة ، فهل نحن ندرك أن العالم في حرب كونية بعلمائه وأطبائه وسياسييه متحداً ضد هذه الجائحة الفتاكة التي اجتاحت العالم ، قطعاً نحن ليست استثناء ، فمدينة سبها عاصمة الجنوب الحبيب في مواجهة مع الفايروس القاتل الذي لا يميز بين أحد أو مكان ، فهل حق علينا ووجب أن نأتي جميعاً إلى كلمة سواء ونتحد أولاً لحماية نظامنا الصحي مهما بلغ ضعفه حتى لا ينهار ، وذلك بالالتزام بجميع ارشاداته وتوجيهاته وأن لا نستنط إلى احاديث السابلة من غير المختصين والأخبار المضللة التي تثير الذعر في النفوس ، وأن نعول على الجهات الأمنية في تطبيق إجراءات الحظر بحزم ودون تهاون أو تردد وأن نطالب المجلس البلدي برفع صوته وتعلية خطابه لجلب مزيد من الدعم من أي جهة كانت محلية أو عالمية ، ونثني ونشجع الفرق الطبية القادمة من خارج فزان لمساندة المنظومة الصحية ، كما نثمن دور الجمعيات الخيرية والشركات والمبادرات الفردية التي تعمل على ازكاء روح التكافل والتضامن بين الناس ، فأهل فزان في الفزعة تجمعهم المشاق والمصاعب أكثر ما تفرقهم ، ونحمل المسئولية القانونية والتاريخية الاخلاقية لصانعي القرار السياسي والاقتصادي بهذا البلد لما يحدث بفزان من أقصاء وتهميش متعمد لكل أوجه الحياة ، فحياة الانسان أكبر قيمة على هذه الارض وصحته وسلامته ليست سلعة للبيع والتلميع السياسي .
خلاصة قولي : أعتقد أن كثير من المفاهيم حول السياسة والمجتمع والاقتصاد ستتغير فالعالم بعد جائحة كورونا لن يكون كسابقه ، لهذا حتى يستقيم لنا الطريق هناك درب عبور واحد ، هو نبذ الفرقة والشتات والتضامن والاتحاد مع بعضنا البعض لدرء هذا الوباء القاتل الفتاك عن بلادنا الحبيبة .
حفظ الله ليبيا
30 مايو 2020م

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :