ستعتادين الحربَ

ستعتادين الحربَ

  • شعر :: مفتاح العلواني

ستعتادين الحربَ يا عزِيزتي
كمَا فعلتُ أنا..
ليسَ هذا فقط..
ستُحبينها.. وستشعُرين بالضجَر كلّما
توقّفتْ.. أو تنفّستْ قليلاً..
سيُعجبك أيضاً نهرُ الموتِ المتدفّق
وسطَ مدينتنا..
والذي يصبّ في المقبرةِ الجنوبيّة منذُ سنوات..
غرِق الكثيرُ من الأحبّة فيه
سبَحوا بقوّة لينجوا..
لكنه جرفهُم يا عزيزتي كعيدانِ
خشب..
سأحبّك كثيراً وسطَ هذه الدماء..
وسنَضحك..
كلّما سقطتْ بالقُرب قذيفٌة ولم تنفَجر..
سنضحكُ لأننا
لم نمُت بعد!! ثمّ سنزرعُها في حقلِنا الصغيرِ
ردّاً للجميل..
سنركضُ عبرَ الخراب
ستقُولين ما بينَ جثّة وجثّة: قبّلني هنا
وسأمسحُ غبارَ وجهكِ بأصابعي المبتُورة !!
وأهدِيك عقداً من رصاصاتٍ فارِغة..
سـ نعشقُ الحربَ صدّقيني
ليسَ الأمرُ صعبهاً..
نحتاجُ فقط أن نستعدّ
للموتِ كي يفقِد نشوةَ مفاجأتِنا..
وربما أيضاً سنموتُ متعانِقين نكايةً به..
الحربُ خدعةٌ كما تعرفِين
لن تتوقّف لـ بكاءنا..
سنحبّها كثيراً كلّما قتلتْ كثيراً
ستملّ أو نملُّ نحن..
لن نخسرَ شيئاً
لأنّنا ميّتون منذ زمن..
نحنُ فقطَ نُتناولُ جرعاتٍ زائدةً من الحب
كي لا نموتَ ونحنُ نلعنُ هذه البلاد.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :