سرطان التدي وأكتوبر الوردي

سرطان التدي وأكتوبر الوردي

  • أخصائية الصحة العامة :زينب عياد إبراهيم القطعاني

سرطان الثدي عبارة عن سرطان يتشكل في خلايا الثديين. ويأتي سرطان الثدي بعد سرطان الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة. قد يصيب سرطان الثدي كلًّا من الرجال والنساء، إلا إنه أكثر شيوعًا بين النساء. وقد ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدُّم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه. وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي، كما قلَّ عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بشكل منتظم، ويرجع ذلكَ بشكلٍ كبيرِ إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، واستخدام طريقة علاج جديدة تراعي الحالة الفردية، والفهم الأفضل لطبيعة هذا المرض. ومن أهمّ الاستراتيجيات السكانية لمكافحة سرطان الثدي إذكاء الوعي العام بالمشكلة التي يطرحها هذا المرض وبآليات مكافحته والدعوة إلى وضع السياسات والبرامج المناسبة في هذا المجال. وتواجه كثير من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حالياً، العبء المزدوج المتمثّل في سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، اللّذان يأتيان في مقدمة أنواع السرطان التي تفتك بالنساء اللائي تجاوزن سنّ الثلاثين سنة. ولا بدّ لتلك البلدان من تنفيذ استراتيجيات توليفية تمكّن من التصدي لكلتا المشكلتين الصحيتين العموميتين بفعالية وكفاءة. الوِقَايَة: مكافحة بعض عوامل الاختطار المحدّدة القابلة للتغيير من ضمن عوامل الاختطار المتصلة بسرطان الثدي وانتهاج استراتيجية فعالة في مجال الوقاية المتكاملة من الأمراض غير السارية تسعى إلى تعزيز النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والتحكّم في الكمية المستهلكة من الكحول وفي فرط الوزن والسمنة من الأمور التي يمكنها الإسهام في الحدّ من معدلات وقوع سرطان الثدي على المدى البعيد. هناك أسلوبان للكشف المبكّر عن المرض هما: • التشخيص المبكّر أو التفطّن المبكّر إلى العلامات والأعراض لدى الفئات التي تظهر عليها أعراض المرض من أجل تيسير التشخيص والعلاج في المراحل المبكّرة. • الفحص المتمثّل في تطبيق اختبار منهجي على فئة يُفترض أنّها عديمة الأعراض. والغرض من هذا الفحص هو تحديد الأشخاص الحاملين لشذوذ يوحي بإصابتهم بالسرطان ومن العوامل الأساسية لنجاح الاستراتيجية السكانية للكشف المبكّر عن الحالات، أيّا كان الأسلوب المنتهج، وضع خطط دقيقة وتنفيذ برنامج مستدام ومحكم التنظيم يستهدف الفئة السكانية المناسبة ويضمن تنسيق الإجراءات واستدامتها وجودتها على جميع مستويات الرعاية. ذلك أنّ استهداف الفئة العمرية غير المناسبة، مثل الفتيات غير المعرّضات بشدّة لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض عدد حالات سرطان الثدي التي تُكتشف لدى النساء اللائي يخضعن للفحص وتؤدي، بالتالي، إلى خفض مردودية ذلك الفحص. ومن المحتمل أيضاً أن يؤدي استهداف الفئة غير المناسبة إلى تقييم المزيد من الأورام الحميدة، ممّا يتسبّب في إجهاد مرافق الرعاية الصحية بدون داع نظراً لاستخدام موارد التشخيص الإضافية تَصْوِيرُ الثّدْيِ الشّعَاعِيّ. يمثّل تصوير الثدي الشعاعي أسلوب الفحص الوحيد الذي أثبت فعاليته. فهو كفيل بخفض معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بنحو 20% إلى 30% لدى النساء اللائي تجاوزن سنّ الخمسين سنة في البلدان المرتفعة الدخل عندما تفوق نسبة التغطية بخدمات ذلك الفحص 70% (الوكالة الدولية لبحوث السرطان، 2008). والجدير بالذكر أنّ تصوير الثدي الشعاعي من العمليات المعقدة للغاية التي تستهلك الكثير من الموارد والتي لم تخضع فعاليتها لأيّة بحوث. الفَحْصُ الذّاتِيّ لِلثّدْيِ لاتوجد أيّة بيّنات على أثر الفحص الذاتي للثدي. غير أنّ هناك من يرى أنّ هذه الممارسة تسهم في تمكين المرأة وتمنحها مسؤولية الاعتناء بصحتها. وعليه يوصَى بانتهاج هذه الممارسة لإذكاء وعي النساء بهذا المرض بدلاً من انتهاجها كأحد أساليب الفحص.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :