عثمان البوسيفي
عام آخر يتسرب منا ويترك ندوبا عميقة أثرها واضح في الروح المسكينة الحالمة بوقت أفضل مما مضى. سنة تعود فيها الأحرف مبتهجة لتهطل في نافذتي لتخبرني أنكِ موجودة معي ترافقين خطواتي ونكساتي عام آخر يذهب ونحن مسكونون بمخيلة تمتلئ بالأحلام التي تنتظر التحقق في بلد تكتسحه الفوضى وتعبث به شخوص تنتمي لنفسها ولا تعرف الانتماء للوطن المسكين.
عام آخر وفسانيا تواصل فتح نوافذ المعرفة في ظل مدارس تشبه السجون وتنتج ذات النتيجة. عام آخر يتسرب منا والحلم لا يموت في رؤية رئيس لبلد يعرف خيرات كثيرة يسرقها البلطجية تحت عباءة الثورة وأنصار المصلحة الشخصية وكلهم سواء. عام آخر يحمل طلتك البهية وصوتك الساحر وضحكت المميزة وطبخك المميز وتفاصيلك العميقة في وطن لا يعرف الابتسامة في ظل بؤس يسكن ثناياه. عام آخر يهرب راكظا وهو يحمل أمانٍ قليلة جدا في ذهن البسطاء وهم يفتحون نوافذهم للأتربة وهي تجتاحهم بعد أن تم تدمير غطاء نباتي صنع بعضه مستعمر ويدمره ابن الوطن في مفارقة عجيبة تجد صعوبة في فهمها.
عام آخر يفر هاربا مني وأنا أجدد التساؤل والسؤال في ظل غياب شبه تام للإجابات التي تظل في خبر كان دون بصيص من أمل لا وجود له إلا في عمق البسطاء. عام آخر يحمل خسائر لا حد لها لبلاط صاحبة الجلالة ولكل الموظفين الحالمين بدخل يمنحهم حياة هي أقرب للحيوانية منها للبشرية والفرد فيها مجرد رقم لا قيمة له. عام آخر وأنتِ تتقاسمين مع حرفي كل المسافات والمساحات وتدفعينني إلى زراعة حرفي وطلتك في أرض جرداء ما عرفت النماء منذ سنوات طويلة وفقدت بشرها وشجرها وحجرها .. عام جديد عنوانه أنت وحرفي ورغيف خبز ترفع الأكف أن لا يزيد سعره حتى لا نقع في مطب ممارسة الاستعطاء على أبواب المجرمين الذين سرقوا الأخضر وأحرقوا اليابس. عام سعيد للحالمين برئيس ودولة في غياهب الجب.