سنوات صعبة عليهم وشاقة علينا

سنوات صعبة عليهم وشاقة علينا

سالم أبوظهير 

نعم هي سنوات أكثر من صعبة مرت ولاتزال تمرعليهم بأيامها (السوداء)  ، وكل يوم عندهم بسنة. أولادنا وبناتنا ممن هم في مراحل الطفولة المتاخرة ، والمراهقة ، وبداية الشباب.

هذه السنوات شاقة علينا أيضا كأباء وأمهات، يتمنون لبناتهم وأولادهم العيش بأبسط متطلبات الحياة الأنسانية ،وهي صعبة ايضا على المدارس والمعاهد والمساجد والجامعات، ممن يسعون كمن يحارب الطواحين من أجل تأدية رسالتهم التربوية تحث ظروف غير مواتية ، تتحدى جهودهم وتذهب بها سدى.

هذه السنوات الشديدة الصعوبة ، تمر على هذه الشريحة من الليبيين الأكثرعدداً (تقريبا) ، والأكثر قدرة على تخليص البلاد من الوحل الغارقة فيه، هي شريحة لاتلق أهتماماً ولارعاية ولاتخطيطاً لمساعدتهم ، من طرف حكومة أودولة أومؤسسات عاجزة فاشلة لاتهتم بدراسة أحوالهم ، ولا بمحاولة أصلاح هذه الاحوال ، فتتجاهل البنات تماماُ ، فيما تهتم بصرف المليارات لتجنيد الاولاد كمليشيات توفر لهم السيارات السوداء ، وخراطيش الدخيرة والمهلوسات ، ليحرسونهم للبقاء اطول مدة ممكنة جالسين على كراسي الحكم ، لايقدمون نفع للبلاد ولا للعباد ، شغلهم الشاغل حكم وسلب ونهب اموال البلاد بالباطل.

وفي ظل ظروف بلاد ينخرها ويزداد فيها الفساد يوما بعد يوم ، يبدو توجيه ورعاية اولادنا وبناتنا في هذه المرحلة الحرجة من العمرعملية شاقة جداً وعسيرة  ، وحمل ثقيل يصعب تنفيذه ، وفي وقت لا تنفذ فيه الحكومة اي مشاريع تنموية او تعليمية او ترفيهية لبناتنا في هذه الاعمار، نجد الالاف من الاولاد إما (متخريطين) ومنخرطين في الانضمام للمليشيات ، وإما (متخريطين) مأواهم الشوارع نهاراً، والاستراحات ومواخير الخمر ليلاً.

يحدث كل هذا أو بعضاً منه  ، وفي أجواء انفلات امني واخلاقي،  يسيطر فيه بعض ممن سبق ذكرهم بشكل فعلي على مقاليد البلاد ، بلاد يعجز فيها رب الاسرة أو رئيس البلدية أورئيس الشرطة ، أو رئيس المحكمة وحتى رئيس الحكومة أن (يحل ويربط)، ليبادر بتأديبهم أو اصلاحهم أوتوجيههم، ناهيك عن معاقبتهم عن افعالهم.

والحل ..

ماهو الحل ؟ الحل يبدا من البيت ومن الاسرة ، فياعزيزي الاب وياعزيزتي الام التكاثر والقدرة على انجاب الاطفال شيء، وتكوين اسرة مثالية وتربية الاطفال شيء اخر مختلف تماماً.  فلا يصح الأجتهاد في أنجاب الأطفال، ثم تتركهم بعد سنوات  للشارع والحكومة ليتكفلا بتربيتهما واستغلالهما بما يناسبهما.

 وفي وقت الحروب والاضطرابات وعدم الاستقرار، يبقى الملاذ المضمون لهؤلاء الاكباد التي تمشى على الارض، هو تربية صالحة لهم من أسرة نموذجية  متمثلة في أمومة واعية وأبوة حقيقية متكاملة ، واخوة واقارب متعاونين متكافلين يدعم بعضهم بعضا ،حتى نعبر بهذه المخلوقات الجميلة لبر الامان ، لعلهم من سيعيد بناء وطن أوشك على الضياع أو أنه بالفعل ضاع ..!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :