قراءة في كتاب حفرة الدم

قراءة في كتاب حفرة الدم

ذات مساء دفع لي أحد المعارف بنسخة من كتاب حفرة الدم للسيد مصطفى الزائدي أحد الاعضاء المؤسسين لحركة اللجان الثورية لقراءته .

ومن باب الالمام والاطلاع على الاراء التي قد نختلف معها أو نتفق وايضا من باب الاستماع لوجهة نظر الجناح المتشدد في حركة اللجان الثورية والموالي للنظام بكل ما فيه وعليه كما استمعنا للتيار الذي تخلى عن القذافي لإنقاذ نفسه تحت ذريعة الانحياز للشعب قبل أن تغرق المركب بقليل.

وقد استهل الكاتب في مقدمة كتابه بآية قرآنية من سورة النحل( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله)

وكأنه يريد إيصال فكرة أن ليبيا وتحديدا طرابلس كانت آمنه ويأتيها رزقها رغدا غير أنها بخروجها على القذافي كفرت بأنعم الله .

لا أريد التعرض لتفاصيل الكتاب المطولة والتي كانت فيها دلالات على متابعته الدقيقة للأحداث منذ انخراطه في حركة اللجان الثورية وإن كان الكاتب قد دافع كثيرا على مبررات النظام في كل الأحداث والأزمات المفصلية من حرب تشاد والسابع من أبريل حتى أنه نفى وجود تصفيات ولوكربي ودعم حركات التحرر والعداء للدول الغربية والعربية بما فيها دول الجوار .وأخطاء سيف الاسلام في الدعوة للمصالحة مع التيارات والقيادات المعارضة للنظام .

وكان من الطبيعي أن يدافع الكاتب عن النظام باستماته كونه جزء من هذا النظام وجزء من حركة ثورية متشددة والتي لم يتعرض في كتابه لمهية هذا الجسم النشاز في النظام الجماهيري البديع كما يراه طالما أن السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب ولمبررات وجوده اصلا خصوصا وأن هذه الحركة كان لها دور سيء في أحداث ابريل 76.والتدخل القمعي في جلسات المؤتمرات الشعبية لتنفيذ توجيهات القائد .

الاسباب الحقيقية لسقوط طرابلس دون الدخول في التفاصيل كانت كل ماذكرته في كتابك .

العداء لكل الدول العربية والغربية ودعم حركات التحرر والتدخل في شؤون الدولية بدفع الاموال بينما ليبيا تعاني من تجليات القائد في النظام الجماهيري والنظرية العالمية الثالثة وسلطة الشعب وحرق الالات الموسيقية وكتب اللغة الانجليزية وحملات التطهير وفرض النظام الاشتراكي وقفل التجارة ووقف برامج التنمية وتصفية المعارضين بالداخل والخارج .في الوقت الذي كنا فيه بحاجة إلى مجموعة من المطارات الدولية كغيرنا من دول العالم.

ولكي أثبت لك بأن نظامكم كان مهتري وغير مدرك لتبعات تصرفاته وأنه كان يلعب بالنار ويجر البلاد إلى التخلف والعقوبات وتجميد الأرصدة والتي دفع ثمنها الشعب ولم تدفع ثمنها حركة اللجان الثورية .

لماذا اعترف بأحداث لوكربي ودفع تعويضات طالما أنه لم يرتكب الجريمة.

لماذا وافق على صفقة إطلاق سراح الممرضات البلغاريات المدانات في حقن أطفال الايدز

لماذا تخلى عن النظام الجماهيري وترك مهمة المراجعه لابنه سيف بعد أن دفعنا ثمنا غاليا لتحقيق نظرية القائد .

لماذا تم تجميد أرصدة ليبيا في الخارج أليست سياسة نظامكم.

كنت الأفضل في الدفاع عن النظام الذي كنت جزء منه على الأقل فقد طرحت كل القضايا وأوجدت المبررات للنظام والأهم أنك لم تقفز من المركب حتى اليوم كغيرك ممن كانوا جزء من النظام وكتبوا عنه بطريقة سمجة وغير أخلاقية .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :