شاعرة الحلم والحب والوطن بين فصيح اللغة وصريح اللهجة

شاعرة الحلم والحب والوطن بين فصيح اللغة وصريح اللهجة

 بقلم :: نيفين الهوني 

هي شاعرة حالمة محبة معجونة بتراب الوطن مسكونة بالحب ممهورة بالصدق فتشربت قصائدها نكهة الوطن حتى تماهى لديها حب الوطن بحب البشر وصار نبضة واحدة تهمس الوطن نصوصا وقصائد . صدر لها عدة دواوين مسموعة ومقروءة منها نقطة ضعف. أوراق خاصة السبحة والمنديل ورفيف الغيم وعيون الليل وقصائد تحت المطر. ومن إصداراتها ايضا ديوان شعري مسموع بعنوان “وصايا شهيد” ومجموعة أقراص للأطفال بالإضافة الى كتاب “معجم المفردات البنغازية” وقد احتوي الكتاب على عشرة أبواب تحدثت عن الطرق ووسائل المواصلات والأسواق والشواطئ والعادات والتقاليد والأطعمة في بنغازي وضمت أيضا أبوابا عن التراث الشعبي للمدينة الملابس التقليدية الأقمشة والألوان الحلي والجواهر والعطور و الأطعمة الشعبية التي اشتهرت بها المدينة وشاركت في مهرجان الشعر والفروسية في مصر عام 2005 بالاضافة الى العديد من مهرجانات الشعر الشعبي داخل ليبيا كتب عن إبداعها الاديب جمعه الفاخري دراسة نقدية حملت عنوان ( الرومانسيَّة في الشعر العامي اللِّيبي بدريَّة الأشهب أنموذجاً )هي الشاعرة بدرية الاشهب التي كتبت القصية الومضة أيضا وتحدثت عنها وربطتها بغناوة العلم بقولها (القصيدة الومضة هي التقاطه لحظية ، تخْتزل الكثير مما يقال ، بالقدر الذي يخلق عند المتلقي حالة من الإدهاش . وهناك من الفنون التراثية في مجتمعاتنا العربية ما ينطبق عليها مسمي (الومضة) كالأمثال وابيات الحكمة المختزلة لكثير من الافكار المثيرة للوقوف عندها. (غنّاوة العَلمْ) في بلادي هي عبارة عن بيت من الشعر وتعرف ب ( قصيدة البيت الواحد). قصيدة الومضة تختصر المعني والشرح وتأتي بالإيجاز والابداع و هي لحظة مارقة ،ابذل جهدي لاقتناصها كلما مرت بي. حالات الوجع هي ارض خصبة لاقتناص الشوارد منها اسكب فيها ما يخالجني اقفز فوق لغتي بحثاً عن المدهش منها اكتبها في اوقات اشعر ان الحروف تنكب علي الاوراق واكتب بنزف القلم والروح. وهي لحظة مخاض تعتصر دواخلنا رغم قصرها) ومن نماذج نصوصها الومضة :1.اللّوعةُ حزنّ يترفعُ عن البوحِ

2.يكبرني حزني بسنواتٍ لأنه اكتشفَ المرارة قبلي

3.عقاربُ الساعاتِ العتيقةِ تقتلعُ أظافر. الوقتِ

4.لفَ حول لسانهِ حزامُ. ناسفُ استعداداً لحوارٍ. ديمقراطيِ

5.في زمن الغياب الوحشة… والوجع يتأخيان.

 6.أتفيأ وجعي لأن الصيّفِ سيأتي مُبكِراً هذا العامْ

أما في الكتابة بالعامي فاتسمت نصوصها بالصفاء والوضوح فاكتسب شعرها مذاقا خاصا فقد قالت في بنغازي : لا تسيبي جردك علي شط البحر/وتنزلي بيش تغسلي أطرافك/نجيبلك في يدَي أمواج البحر نجيبلك أنسام ما مرن على جنس البشر/كفوف بنسيم البحر مليانة/ م “الشابي” ومن “شط جليانة”/ نجيبلك محار/نجيبلك غناوة البحار/ نجيبلك حفنة دفا/ نجيبلك قصة عجب/ فرس .. نصها فجرة والباقي ذهب/ وين تجتاح اللهب/ نرقص طرب/ ونبحر بلا مجداف مع/ أبطال خرافك/ لا تسيبي جردك على شط البحر/ وتنزلي بيش تغسلي أطرافك/ نجيبلك حنة ورق/ ونجيب م “النجار”/ فاسوخ ووشق/ ونجيبلك حن القلوب/ ونجيبلك شربات م ” المجدوب “/ ونجيبلك ركعة صلاة/ من وسط محراب ” العتيق /” منارة خريبيش ” نبراس الطريق “/ونجيبلك دفتر عليه رسوم وتخربيش/ لطفل اسمه ” الصادق النيهوم “/ في ” سوق الحشيش “/ ونجيبلك صورة ثلاث شبان في برواز/ ” البيجو” “بن حريز” وصورة ” النقاز”/ من دمهم غزلوا وشاح/ يزين أكتافك/ لا تسيبي جردك على شط البحر/ وتنزلي بيش تغسلي أطرافك/ اللي لطخوا إيديك بمحابرهم/ وسهواً سقطي من مشاعرهم/ والى سجلوا اسمك غلط داخل دفاترهم/ لا تعاتبيهم واغفري/ لا تعاقبيهم واغفري/ بنغازي.. بس لا تنحني/ لا تنزلي للشط./ الشط لا عندك ايجي/ انصُبوا عليك وتغسلي أطرافك/ يموت من برد الشتا..

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :