شباب ليبيون .. يواجهون الازمات بسلاح العمل والكسب المشروع

شباب ليبيون .. يواجهون الازمات بسلاح العمل والكسب المشروع

تقرير :: ربيعة حباس :: تصوير على نصر الدين 

بين انتظار قيام الدولة والحصول على وظائف قد تحقق شيئا من طموحاتهم وتوفر لهم الضروريات قبل الكماليات..يقف الشباب الليبي ولا يقف العمر متآلما على حاضره متأملا في غد لعله يكون افضل . كثير من الشباب الليبي الذي نعنيه واستهدفناه باستطلاعنا هذا ، هو من اتخذ لنفسه مكانا في سوق العمل بما استطاع إليه سبيلا للكسب الحلال الذي يغنيه عن ذل الحاجة و طرق ابوابها لا تفتح اغلبها الا بمفاتيح العلاقات الشخصية لا بالكفاءات العملية او الشهادات العلمية. 

قدمت ما لايقل عن 11 ملفا ، ولم احظ بأية وظيفة و لو بعيدة عن تخصصي العلمي.. امجد الفلاح

 

ربيع الهنشيري شاب يبلغ من العمر 34 سنة وجد في البحر ما يعينه على هذه الحياة فهو وشقيقه يمارسان مهنة الصيد بالقارب منذ 13 سنة ، يقول ربيع نخرج قبيل صلاة الفجر نتعمق في البحر ونرمي الشباك ولانعود للشط الا بعد الثانية ظهرا حينها نكون تحصلنا على ما كتبه الله لنا من رزق “اسماك من عدة انواع” نبيعها حسب سعر السوق ولكل نوع سعره و موسمه و محبيه .. واضاف رفيقه مروان الذي تحصل مؤخرا على وظيفة في وزارة الزراعة انضممت الى ربيع وشقيقه منذ 8 سنوات رافقتهما في عدة رحلات في البداية كان الموضوع صعبا نوعا ما خاصة دخول الاعماق  وعلى قارب بسيط  ولكن مع الايام اصبحت اعشق هذه المهنة وافضلها على الوظيفة المكتبية  .

العمل يعني لدينا شيء نصحو ثاني يوم لاجله بعد ان كان ليلنا نهارا ونهارنا ليلا ..رياض الزاوي

ويقول امجد الفلاح 32 سنة ..اكملت دراستي وتحصلت على بكالوريس في العلوم الادارية ولم اكن من المتكاسلين في دراستهم ، قدمت ما لايقل عن 11 ملفا قبل 17 فبراير وبعدها ، ولم احظ بأي موافقة من أي جهة ، بعض الملفات كان الطلب أي وظيفة ليس بالضرورة وفق تخصصي العلمي ولكن لا حياة لمن ينادي ، فقررت الاستعانة بالاهل لمنحي مبلغا ماليا واشتريت سيارة لاشتغل عليها “ركوبة خاصة” ومن سنة و4 أشهر وانا سائق تاكسي ، صحيح لايمكنني بها بناء مستقبل ولكن يكفي انها ملأت وقت فراغي وابعدتني عن التفكير في امور قد لاتحمد عقباها ، وساستمر على هذا الحال في انتظار قيام الدولة وان كان قيامها لازال بعيدا حسب ما نراه اليوم .

لان الظروف الاقتصادية كل يوم في تعقيد ، قررت اشتري وابيع الخضار واكتفي بما اتحصل عليه..رضا الككلي

رياض الزاوي..24 سنة يعمل صحبة 3 شباب متقاربين في الاعمار ويتولى مسؤوليتهم “عامر”  اكبرهم الذي علمهم مهنة طلاء المنازل ، يقول رياض جميعنا لانعمل في وظائف رسمية عند الدولة المفقودة ، شاركنا في الثورة منذ الايام الاولى وفقدنا أعز الاصدقاء من الاحبة و أبناء الجيران ، فبراير كنا نعتقد انها من اجل الشباب ولكن الواقع لا احد يفكر فينا ، جلسنا ننتظر تحقيق الوعود وعندما طال الانتظار و العمر لا ينتظر اقترح علينا “عامر” في هدرزة بسيطة ، مشاركته في طلاء منزل صديقه وقبلنا من باب التسلية ، وقال بان المبلغ الذي سيستلمه سيوزعه بيننا ، وكانت التسعيرة ” طلاء المتر بدينار ونصف” و تطورت الخطوة الى عمل والتزام يومي ، يتفق عامر في كل مرة مع زبون جديد وقبل ان ننهي الذي بين ايدينا يكون قد اتفق مع الاخر بموافقتنا طبعا ، الجميل في الموضوع انه عمل جديد ولم يكن يخطرعلى احد القيام به كذلك ملأ وقت فراغنا و اصبح لدينا شيء نصحو ثاني يوم لاجله بعد ان كان ليلنا نهارا ونهارنا ليلا .

محمد التاجوري 47 سنة ..كغيره من الشباب فهو صاحب مصيف بتاجوراء مشروع قام به هو واشقاؤه الخمسة وصديقهم من حوالي 6 سنوات ..يقول كان المكان عبارة عن تلة من الرمال والقمامة متراكمة فيه فقررنا استثماره وتحويله الى مصيف عائلي خسرنا عليه 80 الف دينار ولازال يحتاج لاعمال اخرى ، ويضيف محمد نسعى كشباب للافادة والاستفادة ولا ننكر حق الدولة في الضرائب والتي لم ندفعها الى يومنا هذا لانه لاتوجد جهة تستلمها ، رغم اجتماع المجلس البلدي تاجوراء وطرحنا لهذه النقطة ولكن لم يتم التفعيل والى حينه سنظل في هذا العمل .

رضا الككلي 33سنة.. انتظر التعيين وطرق عدة ابواب في اغلب مصالح الدولة لعله يحظى بوظيفة تليق بما بذله من مجهود ايام الدراسة حتى نال الشهادة الجامعية ، و لكن الوظيفة لم تأت و العمر يركض فلم يجد نفسه الا و هو يتجه للسوق ليخوض تجربة بائع خضار ، يقول رضا ” لم اكن اتوقع هذا ولكن الى متى الانتظار و الظروف الاقتصادية كل يوم في تزايد وتعقيد ، قررت ان اشتري وابيع الخضار واكتفي بما اتحصل عليه من مردود مالي لاعيش به و اسرتي  واطفالي الذين لا يعرفون معنى ظروف اقتصادية او نقص في السيولة و المصرف المركزي كل ما يعرفونه احتياجاتهم من اكل وشرب رغم سعينا لتعويدهم على القبول بأبسط الامور ، فما اتحصل عليه من مردود مالي لن يمكنني من تلبية طلباتهم جميعها ، و لا استطيع البيع باسعار عالية لاني انظر لكل أب كما انظر لنفسي لذلك ابيع كل الخضار بدينار ويكفيني ما اتحصل عليه بفضل الله .

هذه شهادات لشباب ليبي قرر التغلب بعزيمته على واقعه و ظروفه الصعبة ولم يقبل الوقوف منتظرا “تهمشة” مسؤول موافقا بها على منحه فرصة عمل غالبا ما تكون خارج نطاق تخصصه العلمي وشهاداته العلمية المتحصل عليها من معاهد وجامعات .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :