صلاح إبراهيم
نقل الدوريات تحول في آخر سنوات إلى صناعة تلفزيونية ولم يعد الأمر يقتصر على كونها مباراة تنقل ومعلق يصف مجرياتها ، استديوهات تجهز و محللين فنيين يوقعون عقود احتكار بالملايين و خامات صوتية تُختار وفق معايير غاية في المهنية ، كل هذا العمل ينتج لنا كرة قدم حقيقية إذ أصبحنا نشاهد من خلالها أدق التفاصيل ، نشاهدها في القنوات العالمية لدوريات ليست فقط أوروبية بل وحتى العربية منها وبعد كل مباراة ⁴تجدنا نحلف اليمين بأننا لن نعود لمشاهدة دورينا وماهي إلا أيام لملاقاة وفي بعض الأحيان ساعات و نعود مجددا لمتابعته ،
تكرر الأمر معي عدت مرات حتى دخلت في جدال مع نفسي و اختل ميزان إيماني ذهبت مسرعاً إلى أحد المساجد باحثاً عن صاحب علم يرشدني إلى اليقين، أ في بلغته بمصابي و دائي .. استغرب عالم الدين الذي اتضح لي فيما بعد بأنه هو الاخر من متابعي اللعبة وسألني ٤³”كيف لك أن تحب هذه الكرة و مدير هذا الدوري (الليبي) “
قلت له قول سيدنا علي بن أبي طالب
(إنَّ الله يقذف الحب في قلوبنا، فلا تسأل مُحبا لماذا أحببت.) و ارح ضميري و قل لي ماهي كفارة ذنبي ، ابتسم عالم الدين من جوابي و رد قائلاً لا عليك فمن حلف على ترك شيء، ثم فعله سهوا، أو نسيانا، فإنه لا يحنث، ولا كفارة عليه ، غادرت المكان وفي نفسي عديد التساؤلات ، هل يستحق هذا الدوري كل هذا الشقاء و العناء ليدخلني في صراع مابين ايماني و ذاتي!!
وفي لحظة عادت ذاكرتي الى الوراء حينها كنت الهث في الملاعب على خطوط التماس حاملاً كاميرتي باحثاً عن لقطات تبعث في نفوس المتابعين شيئاً من المتعة و الاثارة ، كنت قريباً جداً من اللاعبين والمدربين وصافرة الحكم تصيبني بالطنين ومايزيدها سوءا هو سيل الشتائم والاهانات الصادرة عن المدربين ولفظ الجلالة المقدس الذي ينتهك في اغلب ردهات التسعين ..
عدت إلى واقعي وما انا عليه لأجد امامي صوراً تستحي الرياضة من ان تنسب لها ، لم اتفاجئ من وقوع الحادثة ولكني ذهلت من بشاعة المنظر كيف لمن يدعون بانهم رياضيون يحملون على صدورهم شعاراً نقش عليه عام واحد و خمسون ينتهكون كل القيم التي وجدت من أجلها الرياضة ويعتدون على حكم المباراة التي هم من الاساس لم يخسروها وفي ذات الوقت لم يفوزو بها!!
حسين سليمان العجني حكم مباراة السويحلي و ابوسليم
صافرة النهاية التي اطلقها في هذا اللقاء كانت هي صافرة البداية التي أعلنت انتهاء القيم الأخلاقية و الروح الرياضية ..
دوري لايمتلك اي سمات فنية فمثلاً يقال الكرة الايطالية كرة دفاعية ، الكرة الانجليزية كرة هجومية وغيرها من أمثال ، بينما دورينا سمّته الأساسية هي الفوضوية ، وأجزم بأن كل مانعانيه من خيبات ونكسات كروية سببه تدني الاخلاق
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ