صدى تطهير الجنوب من قبل القوات المسلحة بين القبول والرفض

صدى تطهير الجنوب من قبل القوات المسلحة بين القبول والرفض

  • تقرير / زهرة موسى – علي قرين

أطلقت القوات العربية الليبية التابعة للقيادة العامة للجيش عمليات عسكرية بالجنوب الليبي تحت اسم “عملية تطهير الجنوب” .. واستهلت هذه العمليات بحلول القوات العسكرية في مدينة سبها بعد تمركزها في قاعدة تمنهنت عدة أيام , لتدخل بعد ذلك المدينة من ثلاث محاور بالتعاون مع الجهات الأمنية التابعة للجيش. واستلم الجيش معظم الوحدات العسكرية ، ولم تواجهه أي مقاومة عدا بعض المحاولات الفردية لأشخاص قاموا بالرماية على أفراد الجيش في شوارع المدينة .

دخل الجيش معظم أحياء المدينة ، حتى تلك النواحي التي كانت محرمة على الكثير من المواطنين ، وقابل الشارع دخول الجيش إلى مدينة سبها بالكثير من الرضا وبعض الاستياء ، ورصدت فسانيا في هذا الاستطلاع آراء المواطنين حول ما تشهده شوارع سبها بعد تواجد الجيش في طرقاتها و مداخلها:

الجَيْشُ بَيْنَ تَطْهِيرِ البِطَاح وَ تَجْرِيدِ السّلَاح ! ..

أفاد المواطن ” عبدالجليل محمد: ” نحن كنا ننتظر مجيء الجيش للجنوب منذ أشهر عدة ، بعدما أضنتنا عمليات الخطف والحرابة والسطو والتفجير من قبل المعارضة التشادية والعصابات الإرهابية وقُطّاع الطرق . وأكد ” نحن ندعم ونساند أبناءنا وإخوتنا أفراد القوات المسلحة ونشد على أيديهم ونشكرهم على تلبيتهم نداء الوطن لتطهير الجنوب من الإرهاب وأتباعه. بينما قال المواطن ” سالم : حين أتى الجيش لسبها كنا ننتظر منه تأمينها، ليكمل المشوار ويقوم بتطهير باقي مدن الجنوب ، فسبها هي بوابة الجنوب فقط وليست منتهاه ، فلماذا لم تمضِ القوات المسلحة قدماً نحو باقي المدن؟ ألم تطلق القوات المسلحة عملياتها العسكرية تحت اسم تطهير الجنوب فهل سبها كل الجنوب ياترى ؟! وأضاف ” العماري مستنكراً ” لن نرضى بما يفعله الجيش داخل شوارع المدينة ، فهو يقوم بتجريد المدينة من أسلحتها فقط لا تطهيرها.

وتابع ” العماري ” إذا كانت هذه القوات مكلفة بتأمين الجنوب ، فالجنوب أمامها ،ولا داعي لتمركزها بمفترقات الطرق والتفتيش ونزع الأسلحة الشخصية من المواطنين التي يحملونها أصلا لحماية أنفسهم وممتلكاتهم الخاصة نتيجة لتدهور الوضع الأمني . وحين يؤمن الجيش المدينة وكل مدن الجنوب فلن يحتاج المواطن حينها لحمل أي سلاح يحميه. كما أشار “علي إدويني ” إلى أنه يجب على القوات المسلحة الضرب بيد من حديد لسحق كل العصابات المسلحة والخلايا الإرهابية المستوطنة بالمنطقة الجنوبية ، ومطاردتها حتى الحدود لتأمين الجنوب وليس مصادرة أسلحة المواطنين الشخصية في سبها .

مُبَارَكَة الْجَيْشِ قَلْباً وَ قَالَبًا

! وأوضح ” محمد أحمد قائلاً : ” نحن مع ما يقوم به الجيش بسبها ، فقبل تأمينها يجب نزع السلاح المستشري في كل أرجاء المدينة . وأضاف ” بالتأكيد سوف يتقدم الجيش ليفرض القانون ويبسط هيبة الأمن في كل مدن وقرى الجنوب ولكن بعد الانتهاء من تأمين سبها التي تعتبر أكبر مدنه، فبمجرد أن ينهي مهامه هنا سيتجه نحو باقي المدن لإكمال المسيرة . وعن التوازن الذي خلقه حلول الجيش في المدينة ذكر ” حسن ماضي ” قدم الجيش لسبها و جلب معه تنوعا أضفى توازنا بين مكونات المدينة ،فلقد جاءت ضمن قواته كتيبة يحترمها التبو من قبيلة التبو أنفسهم ، و كتيبة أخرى لأولاد سليمان من نفس القبيلة و كذلك بالنسبة للكتيبة التي توجهت لقبيلة القذاذفة ، و جلبوا لباقي المكونات و القبائل شخصيات يحترمونها ، بذلك خلق الجيش توازنا في مدينة سبها مما جعل المواطنين يبدون استعدادهم للتعاون معه و مساندته

بَعْد انْتِظَارِ الشّوَارِعِ وَ الْأزِقّة بِفَارِغِ الصّبْرِ . .

أفادت ” مريم آدم ” أنا سعيدة جدا بقدوم الجيش لمدينة سبها ، فقد استطاع في أيام معدودة أن يقوم بما عجزنا عنه منذ عدة سنوات ، فكم مللنا الخوف الذي زرعه المجرمون فينا ، وضقنا ذرعاً بقيود الحركة في بعض شوارع المدينة . و أخيرا أتمنى التوفيق للجيش الذي خلصنا من الإجرام . أظهرت ” مروة علي ” أنا مع وجود الجيش و بقوة ، وكنت أنتظره بفارغ الصبر ، فنحن بمدينة سبها مررنا بظروف صعبة جدا ، تفشت خلالها الجرائم بالشوارع والأحياء وحتى الأزقة ، و أصبحت المدينة ساحة كبيرة يسيطر عليها المجرمون ، فالشوارع الرئيسية مليئة باللصوص من كل حدب و صوب ، وعمليات السطو والقتل و الخطف تحدث يوميا ، يمكن وصف ما آلت إليه حالة مدينتنا في كلمتين ” وكر للمجرمين ” ، لقد عشنا في رعب ، خاصة نحن الفتيات ، أصبحنا يوميا نفكر في إمكانية ذهابنا لأعمالنا و دراستنا أم لا . عَلَى الْجَيْشِ العَمَلُ بِحَزْمٍ. نوهت ” أتمنى من الجيش أن لا يجامل أحدا على حساب قبيلة ، لقد وصلنا الآن إلى مرحلة النضج ، بعد تجربتنا القاسية ،ولابد من العمل بحزم فإذا لم يكن للجيش هدف معين و خطة معينة ، فإنه سيكون فاشلا كالتجارب السابقة . مَسَاوِئُ الْجَيْشِ أفْضَلُ مِنْ سِيَادَةِ اللّصُوصِ : دُخُولُ الْجَيْشِ خُطْوَةٌ إيجَابِيّةٌ أعربت “خديجة حسين ” بدء الجيش في سبها يعتبر خطوة إيجابية ، خاصة بتواجدهم في الشوارع ، و فك تعتيم زجاج النوافذ عن السيارات ، و تجميع الأسلحة ، أتمنى من الجيش أن ينجح في إعادة الأمن و الاستقرار لمدينة سبها ، وأتمنى من المواطنين التعاون معه و تسهيل الطريق أمامه لتحقيق ذلك. وعن انخفاض معدل جرائم السطو بينت ” سمر القطعاني ” أؤيد دخول الجيش بقوة ، و أتمنى أن يعم الأمان المدينة ، و الحمد لله ، خلال الأيام الماضية قلت جرائم السطو والخطف والسرقة ، و أتمنى أن يكون القادم أفضل . وأوضح ” أبوبكر محمد ” أن الجيش بكل مساوئه أفضل مما كنا عليه . الْجَيْشُ هُوَ المُنْقِذُ الْوَحِيدُ. أدلت ” زينب أحمد ” لثمان سنوات مضت أرهقتنا الظروف و الأزمات المتتالية ،واستنفذت كل طاقتنا ، خسرنا الكثير ، الآن كل ما نطمح إليه هو الأمن و الاستقرار ، نحتاج أن نخرج من هذه الدائرة المغلقة المليئة بالإجرام و المليشيات ، نحتاج أن نحيامن جديد ، و يعتبر الجيش هو المنقذ الوحيد فليس لنا خيارآخر ، و أتمنى أن يكون الجيش في محل الثقة و أن يحقق ما نطمح إليه لأننا اكتفينا خيبات .

أهَؤَلَاءِ جَيْشٌ أمْ سَرَايَا وَكَتَائِبُ مِنَ الْمُتَطَوّعِينَ؟ !

ما نشاهده الآن عبارة عن سرايا و كتائب وليست جيشا أكد “ارحومه أبو خزام ” كأي مواطن بالجنوب عاش و اكتوى بالحروب والثأر وعاصر كل ما تعرض له الجنوب من النهب والقتل والسطو ، يتمنى أن يعم الأمن و الأمان هذه المنطقة ، وكلنا نطمح لوجود شرطة و جيش نظامي بأرقامه العسكرية ، ولكن ما نشهده الآن هو انحياز لطرف دون الآخر ، ومن المعروف أن جنوبنا وتحديدا سبها هو عبارة عن تجمعات قبلية تعتمد على العرف الاجتماعي لحلحلة مشاكلها ، قبل كل شيء ، أتمنى من القوة القادمة والتي لا أستطيع أن أطلق عليها مسمى الجيش – وبلا حكم عليها – لأنني لم أرَ حتى الآن جيشا “كقيافة ولبس موحد ” فما نشاهده الآن عبارة عن سرايا و كتائب نسمع بمسمياتها ” كتيبة 128 ، كتيبة طارق بن زياد ” ، وكلها تحمل صفة القيادة العامة ، وأغلبهم متطوعون و تمركزاتهم غير منضبطة ، هذا حسب ما شاهدته بجزيرة حجارة . ولابد من “الضرب بيد من حديد استرسل” في حال كانت هذه القوة القادمة هي جزء من الجيش القادم لتحرير الجنوب -إن صحت التسمية- من الإرهاب ،ومن القتل، ومن الدم ومن العصابات التشادية وغيرها ، عليهم التعامل بحزم بدون عواطف ، وأدعوهم لعدم التفاوض مع الخارجين عن القانون ، لأنهم مفوضون بأمر عسكري ،فليس هناك منطق في التفاوض مع المجرمين من المقتحمين لمقرات و مؤسسات الدولة ، وإذا استخدمت القوة فلن يعارض أحد ، ولكن الرضوخ للتفاوض مع جهة دون الأخرى معضلة كبيرة فأنا كمواطن أقيم في منطقة كلها معسكرات ، لم ألحظ للجيش أي تحركات واضحة هناك. وتابع” وبعيداً عن حب المجاملات و التحيّز لذكر الإيجابيات دون السلبيات ، سأذكر موقف حدثني عنه صديق مقرب حين كان مسافراً في إحدى البوابات بالقرب من تمنهنت ، سألته القوات المسلحة ” إلى أي قبيلة تنتمي ؟ ” فهذا السؤال وحده توضع تحته مئة علامة استفهام ، فقد يعني هذا بأنه من الممكن أن يتعرضوا لك إذا كنت تنتمي لإحدى القبائل بينما ستمر بأمان إذ كنت تنتمي لغيرها. وعن أهمية التواجد في مفترقات المدينة نوه ” أتمنى أن تكون هناك حكمة وعفو في التعامل ، و أن لا تكون هناك انتقامات ، وأن يستمر وجود القوات بالمفترقات المهمة للمدينة مثل ” مفترق جزيرة الصحي ” فهذا المفترق مهم و أكثر عمليات السطو تحدث هناك ، وكل ما ذكرت لم يكن من جانب النقد الهدام بل محبةً لبلدي، ونحن كمواطنين يجب أن نضع أيدينا على الجرح لنتمكن من مداواته ، ومن المؤكد بأنهم جاؤوا بخطة عمل مرسومة ، وأتمنى أن يوفقهم الله إذا كانت نيتهم خالصة لله و للوطن أما إذا كانت غير ذلك فعلى الجنوب السلام. حُلُمٌ قَيْدَ الْإنْجَازِ ،اسْمُهُ الْأمَانُ. لم تكن الأمور واضحة أضاف “مهدي الشريف ” في البداية لم تكن الأمور واضحة بالنسبة لي ، و لكن بعد أن اقتربت من المشهد ، وحضرت إحدى اجتماعاتهم بصفتي إعلامي ، فهمت جيدا ، بأن هذا الجيش جاء معداً بخطة أمنية للقضاء على العصابات الإجرامية بالمدينة ، فلهذا أتمنى أن ينجح في تحقيق مبتغاه ، و على المواطنين التعاون معه و دعمه . وعن حلم الأمان المنتظر أكدت ” نجاح صالح ” رجوع الأمن هو حلم طالما انتظرنا تحقيقه في مدينتنا المنكوبة ، وصول الجيش إلى هنا كان مانترصده منذ وقت طويل ، نتمنى أن يحل السلام، وتعود الحياة من جديد . الآن لازالت تحركات الجيش جيدة ، ولكن سبها كمدينة تحتاج لجهد كبير ، لتعود الأحوال فيها كما كانت ، فالعصابات تتجول و تتسول على مرأى ومسمع الجميع ، ولكن في الفترة الوجيزة التي وصل خلالها الجيش ، يقال إن ظواهر السطو و السرقة و القتل أيضا قلت بشكل كبير ، أتمنى لهم التوفيق ، و نحن بالتأكيد ندعم وجود الجيش طالما حقق الأمن لنا الشّائِعَاتُ تَحْمِي مَلْعَبَ الإجْرَامِ .. الشائعات سبب زعزعة صورة الجيش في أعين المواطنين أعربت ” زينب عبد الله ” معظم المواطنين كانوا يعارضون دخول الجيش لأن الكثير من الشائعات ساهمت في زعزعة صورته في أعينهم،حيث قيل إن هؤلاء ليسوا جيشاً و جاؤوا لمصالح خاصة و أنهم سيكونون ضد طرف معين وغير ذلك من الشائعات ، ولكن في حقيقة الأمر فإن الجميع مع الجيش الحقيقي المنصف الساعي لفرض هيبة الدولة ،لأننا جميعا لسنا راضين على وضع المدينة ، و نحن بأمسّ الحاجة إلى الأمن ، ونتعلق بقشة لنخرج المدينة من مستنقع العصابات و الإجرام. . ليس سهلا تنظيف مدينة صنفت بأنها من أكثر المدن إجراما بالعالم ، فالأمر يحتاج إلى الكثير من الصبر و الجهد سواء من الجيش أو من المواطنين ، في النهاية نحن ندعم بقوة وجود الجيش بالرغم من سلبياته ، لننعم بالأمان أخيرا بعد كل هذه السنوات . استرسلت ” عائشة محمد ” مهما كان ما يقال عنهم ” جيش أو قوات مسلحة ” فهم في النهاية جاؤوا من أجلنا ، من أجل أن تنعم المدينة بالسلام ، فسكان سبها اختبروا كل المحن ، وحان الوقت لننعم بالسلام ، حتى و إن كانت لهذه القوات مطامع خاصة كما يقال ، فنحن بحاجة إلى وجودهم ، بما أننا لم نستطع تحقيق الأمن أو الوقوف في وجه العصابات ، فأقل ما يمكن أن نفعله الآن هو مساندة هذه القوات في تحقيق ما عجزنا عنه . وعن وصول الجيش في الوقت المناسب أوضح ” عادل اكديويش ” من وجهة نظري أن الجيش قد جاء في الوقت المناسب ، قد يكون قد تأخر و لكنه تأخرٌ و إن طال محموداً ، و أصبح واضحاً من الابتسامة التي باتت ترى على وجوه الناس و التأييد الذي لاقاه من العامة ، بأن هناك تفاؤلا وتغييرا ، ولكن قد تكون الآثار غير واضحه تماما الآن ، إلا أن قلة انتشار السيارات المعتمة في شوارع المدينة ، قد يكون أحد آثار دخول الجيش ، وأتمنى أن يعم الأمن و الأمان الجنوب و ليبيا ككل .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :