شعر :: محمد المزوغي
أنا عابرٌ
من بلاد الحنينِ
بلادِ النجومِ
الَّتِي لا تنامْ
حملتُ معي
شتلةً من ضياءٍ
سأغرسُها
في حـُصونِ الظلامْ
وأُعْلِنُ أَنّ
المجازاتِ صَمْتٌ
وأنَّ الحقيقةَ
كُلُّ الكلامْ
وأنَّ الذي ليس يأتي
سيأتي
إذا طرح القلبُ
نِصْفَ الرُّكامْ
إذا أَدْرَكَ النَّاسُ
أَنّ الترابَ
أبٌ فيه يُجْمَعُ
كُلُّ الأنامْ
إذا امتدّتِ الْكَفُّ
كيما تُضِيءُ
الْقُلوبَ الَّتِي غابَ
عنها السَّلامْ
ستمتصُّ طُوفانَهَا
الأرضُ حَتْماً
ويُلْقِي بغصنِ
السَّلامِ الحَمَامْ
سنفتتحُ الدربَ
يا صَاحِبِي
لِكيما يُمُرُّ
قطيعُ الغمامْ
ويُزْهِرُ أَنَّى
خطونا الرَّبيعُ
ويمضي الوراءُ
ويأتي الأَمَامْ
ويَخْضَرُّ في
جِذْعِهِ كُلُّ غُصْنٍ
وَيَنْهَضُ حَيثُ
مَرَرْنَا الْحُطامْ
ويسقطُ عَنْ كُلِّ
وَجْهٍ حَقُودٍ
إذا ما أشارتْ
يدانا اللثامْ
ندينُ الجرائمَ
فِي كُلّ أرضٍ
وَكُلُّ برئٍ
أخٌ إِذْ يُضَامْ
وقتلُ الطفولةِ
أقسى فآهٍ
لقتلِ الصِّغارِ
بأرضِ الشآمْ
سنخسرُ في
الحقِّ بعضَ الْوَلَاءِ
لتكسبَ أنفُسُنا
الاحترامْ
ونعلنُ أنَّ
الخياناتِ عُرْيٌ
وأَصْحَابُهَا
في الأَنَامِ اللِّئامْ
يبوءُ الَّذِين
يغضّون طرفاً
عن الجراحات
بِذَنبِ السِّهامْ
سلامٌ على
الطيبين الَّذِينَ
إذا مَرُّوا في الأَرْضِ
مَرُّوا كرامْ
وإن رفعوا
للسّماءِ أَكُفّاً
ستدركُ مَعْنى
هُطُولِ الْغَمَامْ
يقولون للشوكِ
قِفْ جانبا
وخَلِّ الطريقَ
لزَهْرِ الأكامْ
سنفتتحُ الدربَ
يا صَاحِبِي
ليأتي كما
نَتَشَهَّى الْخِتامْ
ونبرأُ من عاشقٍ
تتراخى
عَنِ الجمرِ
قبضتُهُ أو تنامْ