- شعر :: المهدي الحمروني
كلّما وهن النبض مني
إلى آخر الشوق
سأشتاقك
ياصديقتي
كصحاريٍ غادرتها حقبة الأنهر
في شغف الأزل
فلم يفضّها مطر
ولم يمسسها جُبّ
ولم يراودها تنقيب
لخطى الحدس
سأشتاقك
إلى أقصى بياضٍ قطبيّْ
لم تَشُبْهُ حرارة أنفاسٍ
من حياةٍ طريدة
إلى أنأى موضعٍ في وطنٍ
كفر بوطنيته
ولفظ بُحّة سعال نشيده
في صوته المتعب
سأشتاقك
إلى أن تُنهك الحرب الشمطاء
ويفرغ روعها
ويعيا تصابيها
على أبعد منفى
وأشطّ ضفاف
سأشتاقك
لما يحفر الصورة
في غفو المعنى
على قصيدةٍ ذابلةٍ في ظل
منتجع الكلام
سأشتاقك
لمفردة التجديد من رماد
صوغ الكمال
كعنقاء من أساطير
الغيب
تطفق جناحها لمبتدأ
التحليق
سأشتاقك
لليلٍ يمهر الصفاء شموعًا
في عتمة المخيلة
كهتافٍ هائلٍ من إلهٍ وديع
موحٍ لتأمل قمرٍ
متناصٍّ بك
سأشتاقك
لمداد شجنٍ يدمى
لانسكابه الدمع
سأشتاقك
إلى صوبٍ يُفضي لخلوةٍ
ترعى الغنم في اعتكاف نبوة
نحو إنبات قراءةٍ وتلقٍّ
رغم ما اجترف السيل من
خصوبة الأودية
سأشتاقك
للطريق الطويل الدافق بالسفر
بلا رتابةٍ وتكرار
سأشتاقك
لما أفلتت قبضة الشعر
في غمد ذاكرة السهو
وأرق التدوين
كلما جثوت كمهزومٍ على
بقايا سلائبي
وحدَوت باكياً على
طلل فلولي
سأشتاقك
لتجاوز طودٍ وآكامٍ
من صعاب الفقد
كئيبةٍ كالحزن الواعي
بِعثْرة البلاد في
وحَل التيه
سأشتاقك
رغم ماقدّهُ التغاضي
في براءة قميص الحنين
وما خذله الوصل
في حنايا لهفةٍ
نحيلةٍ
عابدة
سأشتاقك
كظلّي
في رمضاء العراء
وصدايا في
عواء
الوحشة
___________________
4 تشرين الثاني 2019م