صَاحَبَة (شَامَة بَيْضَاء) فَي فِلَسْطَينِيّة تَتَسَاءَلُ (مَاذَا لَوْ أطْعَمْتُكَ قَلْبِي؟)

صَاحَبَة (شَامَة بَيْضَاء) فَي فِلَسْطَينِيّة تَتَسَاءَلُ (مَاذَا لَوْ أطْعَمْتُكَ قَلْبِي؟)

 كتبت :: نيفين الهوني

هي شاعرة من الأصوات الشعرية الجديدة في المشهد الشعري الفلسطيني تقيم في مدينة رام الله، في الضفة الغربية من فلسطين المحتلة انقطعت لمدة عن الكتابة أثناء فترة الانتفاضة الثانية ثم عادت وبقوة. صدر لها ديوانان الأول بعنوان “شامة بيضاء”، (نصوص)، عن “دار دجلة للنشر والتوزيع”، عمّان في طبعتين الطبعة الثانية عام 2015. ويضمّ الديوان بين دفتيه (129) نصًّا نثريًا ما بين القصير والقصير جدًا بمواضيع مختلفة ومتنوعة عن مجتمعنا الفلسطيني. حيث تقول عن نصوصها فيه إنها “انعكاسٌ لتغيير الواقع المأساوي الذي يدور حولها، من سوداوية إلى بياض ناصع وبريق أمل يشعّ من خلالها، فهي ترى العالم بعين ِأنثى، تحلم وحلمها يولد في كبريائها، شموخها، تعاليها، رفضها، تفانيها الهادئ الذي يعجّ بتراكمات هي الأقدر على وصفه” كما أشارت في عديد المرات إلى انها لم تقم بعنونة النصوص لكي لا تقيد القارئ بأي موضوع معين وتترك للقرّاء مساحة معينة من أجل الاستمتاع بالنص- أما ديوانها الثاني فهو بعنوان “ماذا لو أطعمتُك قلبي” الصادر عن دار الريم للكتاب بمصر والواقع في 127 صفحة من القطع المتوسط، حيث أقامت أمسية توقيعه في جناح “دار الجندي” المصرية ، بمناسبة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ (48)، هي الشاعرة الفلسطينية إيمان زياد التي يرى النقاد أن “الشعور الأنثوي ما زال يطغى على اللون النثري الذي تعتمده ، في توصيف ما بداخلها، كمًّا وصفيًا، يحاكي مخيلتها التي أتعبتها أتون الحياة وجماحها”. وهي تحاول أن تسرد لنا بشاعة الأشياء التي تدور حولها، في وطنها المسلوب غصبًا، بصورة مغايرة، مثلما عهدناها عند شعراء القضية الفلسطينية الكبار.”. تقول عن الكتابة هي تدوين لتاريخ اليوم، وحفظ روح هذا الوقت للأجيال اللاحقة، والكلمة قد تشعل ثورة إن كانت موّحدة، ولكننا -مع الأسف- نجد أنفسنا منقسمين على أنفسنا، سياسيًا وجغرافيًا وجنسيًا، فكيف يصبح الحرف حجرًا على رأس الساسة والأفكار الذكورية. الكتابةُ فعل واضح موجه باتجاه قضية معينة، فلماذا مهما طرقنا الخزّان لا أحد يفتح لنا الباب؟ لأن طرقاتنا متفرقة وضعيفة، الكتابةُ تحتاج إلى ظهر، والظهر بالمعنى العامي سند يعتمد الكاتب عليه حتى يُسمع قوله من دون أن يُعتقل أو يتأذى، فلا حرية للرأي والتعبير، ولا صوت يعلو من دون ظهر، والصوت الذي له ظهر سيكون صوتًا مواليًا ومُقنعًا. ومع كل هذا سيأتي نهار نعود به إلى نسب أمهاتنا، ونرسم تاريخًا نظيفًا من كل زيف. ومن من أبرز ما قالت عن المرأة في شهادتها الأدبية عما تواجهه المرأة العربية عامَّة، والفلسطينية خاصَّة، من عنف واضطهاد، في مطالع الألفية الثالثة، التي حملت عنوان: “نطرق الخزّان للخلاص من سيوف الاضطهاد”. إن كنت سأتحدث عن واقع المرأة العربية عمومًا فإنني بالتأكيد سأظلم الكثيرات في مسألة الموازنة بينهن؛ فالمرأة العربية القابعة في زنازين القاهرة تختلف معاناتها عن تلك المعروضة على رفّ النخاسة في أسواق “داعش”، أو التي يتناوب على اغتصابها عشرات المنحرفين في العراق أو سورية، هي ليست نفسها التي جرّها الرمل في ليبيا بين المتنازعين على البلاد، وهي ليست نفسها التي تُرجَم ويباح دمها في بلاد أخرى تتاجر بالله، وهي ليست نفسها سلعة الجنس في بلادنا العربية، وهي ليست نفسها التي يمنعها القانون من نسب أبنائها إلى جنسيتها، لتظلّ غريبة بهم، وهي ليست نفسها التي تُقتل بوصفها حاملة شرف العائلة في قانون العهر العربي، وهي ليست نفسها القابعة في صحراء المغرب تنتظر التحرير، وهي ليست نفسها المعتقلة في سجون الصهاينة، كأنها لم تُخلق لتمدّ هذا الكون بالحياة والطمأنينة قد تختلف النساء في أنواع التعذيب الذي تواجهه وتختلف في قدرتها على تحمّله. لكنّها بالمجمل؛ تضحي طالما المُعذّب عدو وقاتل وقاهر، بغض النظر عن أسباب الاختلاف معه. إنهنّ مختلفات، وإن تقاطعت معاناتهن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :