صَعْلَكَةٌ فِي شَوارِعِ تُونس

صَعْلَكَةٌ فِي شَوارِعِ تُونس

شعر : فوزي الشلوي

——————

مّازلتُ يا قَريتِي الصَّغيرة ..

أبحثُ عنكِ ..

في عُيونِ المُدنِ البَعِيدة

*( عِليسةُ ) تُغرِيني بشفَتيهَا الْشهيتين

وأنا ..

أهفو لِتشَقٌقَاتِ جِلدَكِ

لِخُشونَةِ أصابِعكِ !!!

وأشتاقُ لِقَسْوةِ مَلاَمحِكِ

لبُرُودةِ جُدرانِكِ ..

الليلُ هُنا آمِنٌ أكثَرَ مِمّا ينبغِي ..

والمطرُ لا يكْذِبُ أبداً

ولا يُعَانِقُ الأشجارَ عَبثاً ..

هنَا .. الاخضرُ يُعلِنُ سطوتَهُ

وكَراسِيَ المقَاهِي ..

تَشعِرُني بهُدوءِ الصّعاليكِ !!

وكأنِّي ..

أنتزِعُ خُطُواتي مِنْ أسْفَلْتِ الشّوارعِ

وكأنّي أتسوّلُ بعضَ عمرِي

وكأنَّ عُيونَ عليسة تُراقِبُني ..

وأنا أكتُبُ علىَ جُدرانِها إسمَكِ

مجنُونةٌ أنتِ يا قَريتِي

تَنْخلِعُ اظَافِري ..

وأنا أكتُبُ حُرُوفَكِ فِي تَفَاصِيلِ التأرِبخِ

وأنا أُرمِّمُ ليلَكِ ..

وأنا أتلو علىَ العاشِقينَ حكاياكِ ..

فهلْ سَتَسمعِينَ يوماً صُراخِي ؟؟

مازِلتِ كما أنتِ ..

قادرةً على العبثِ بِخَيالاتِي

مازِلتِ سِرَّ فوضَىَ جِراحِي

مازالتْ كتفيكِ ترفِضُ غفْوَتِي المسرُوقة

آهٍ أيتُها العَابِثةُ ..

أيَّتُها المُتَفرِّدةُ في العِشقِ ..

والمُتفَرِّدةُ فِي الحَسرَةِ

والمُتفَرِّدَةُ في إكتشَافِ طُرَقِ المُوتِ

وأنا صَيدٌ سهْلٌ ..

لِمكَائِدِ عَينَيكِ !!!!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :