دنيا الزرلي
وحيدة أنا على طاولة الخلق
الخالق مشغول باختيار أنبيائه
تُرى هل كانت لَديْه الجرأة
لينحت امرأة جُنونها عقيدة
تمرّدت على فصول على جسدها؟
والآلهة حبّة رَمْل تتنفّس
زهرة بريّة على طاولة
تضجّ بالخطيئة
أنا الآن طاولة للأنبياء
روحي تائهة
تبحث عن أرض في جسد الشعر
تُنقّب عن مجهول نسيه نيتشه
في حقيبة لا لون لها
تتعثّر خطواتي
في غموض تحوّلات كافكا الشهيّة
تصرّ على كشف سرّ الخلق
سيّدة القدر تصرخ
من رحمها تولد الحياة
ينحني لها الأنبياء والشعراء
جثّتي تهرول إلى الخلف
الجميع يفكّر
في التركيبة النحويّة للجملة الكاذبة
الأرجل تسير وفق علامات الإعراب
لكنّ الموت لا يتوقف عن إشارات المرور
المشهد نفسه يتكرّر
وانت، هل مازلت تتّخذ صوتي نديما
ومرآتي قصيدة عصيّة القافية؟
كفّ عن الله..
كفّ عن الحبّ
ولا تسأل عنّي الجغرافيا
فأنا عربة قطار تجرّ نفسها
عربة غارقة بأمتعة المسافرين
المتجدّدين كجمرات اللّهب
لا تسأل عني الزمن
فأنا إمرأة
قررت ان تكون القدر
ولا تحترم خطّ الاستواء
تحرق ملابسها
تتجرد من حواسها كلما زارتها الخيبة
تنثر عطرها في فضاء القلوب
امرأة تبحث عن المجهول
المجهول الذي به تُلغي الوجود
إمرأة تهتزّ الأرض حين تبكي
إمرأة تكون الكون
تسلّ الفرح
وتُضاجع أطيافا تحلم بها.
نمن ديوان ” ذنوب الالهة”