عادات رمضانية جديدة تكتسح المنازل الليبية ما بين المرحب والمعارض

عادات رمضانية جديدة تكتسح المنازل الليبية ما بين المرحب والمعارض

المأكولات..الزينة..السهرات

  • إستطلاع : فسانيا

تكتسح مواقع التواصل الإجتماعي الليبي هذه الأيام “ترندات ” حول عادات جديدة لاستقبال الشهر الفضيل، وحتى الأسواق التجارية تشهد إقبالاً كبيراً على شراء الفوانيس و أوانٍ برسومات تحمل أشكال النجمة و الهلال أو عبارات للشهر الكريم ، و كذلك ملابس للسهرات الرمضانية و أيضا زينة لإعداد و تجهيز زوايا العبادة.

 هذه العادات لاقت استحسان الكثيرين من متتبعي هذه المواقع أما  البعض الآخر فيعتبرها تفاهات ولا يلقي لها اهتماماً.

مبالغة

تقول مريم آدم عبدالله في هذا الصدد” هناك مبالغة في البهرجة في الطعام والأواني الرمضانية و كل ذلك اتباعا لكل ما ينشر عبر  “الترند”  على مواقع التواصل الاجتماعي! متسائلةً متى كان رمضان متعلقاً بالأكل أو اللبس فقط؟!  و أصبحوا الآن أول ما يفكرون فيه هو الأكل مثلا ماهي أفضل جبنة؟ ماهي أفضل نوع من معجنات؟ حتى من ملابس العيد  يتم التفكير فيها قبل ابتداء شهر رمضان ، و كذلك البحث عن قائمة أفضل قنوات ستعرض مسلسلات لمتابعتها و متناسين أن رمضان شهر  العبادات و التوبة والغفران.

وتابعت مريم متحدثةً عن العادات الإيجابية”  هناك فئة تعمل على عمل ختمة يومية للقرآن الكريم  و أسبوعية كلها أون لاين،  قديما لم يكن هناك برنامج ختم قرآن على  الواتساب  أو أي برامج في السوشيل ميديا وأصبح عديد المواطنين ينخرطون في الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين لتسهيل البحث عنهم وضعوا لهم موقعا خاصا وأيضا إقامة موائد الرحمن وشراء الفوانيس والزينة.

وتحدثت مريم عن تحضيراتها وهي كيفية ختم القرآن، وضع كل يوم أي مبلغ بسيط في حصالة وفي نهاية رمضان أو ليلة القدر تتصدق به.

تقول المستشارة القانونية فاطمة درباش وهي ربة منزل:” كانت هناك عادات رمضانية لليبيين لا تختلف ولا تتشابه مع المجتمعات الأخرى من حيث التسوق للإقبال على شهر رمضان والتجهيزات المنزلية البسيطة، والآن دخلت العادات بنسخ عادات رمضانية لمجتمعات أخرى كعادات اقتناء الفوانيس والزينة والتكلف وكأن الأمر أصبح ضرورياً كالمجتمعات الخليجية فحتى الملابس الخاصة برمضان  باتت من ضمن التجهيزات والشعب يعاني لكن الأغلب يريد أن يكون كغيره .

تقليد عادات

تضيف درباش ” غابت التجمعات الرمضانية أول يوم بعد أن كانت ضرورة وسمة جميلة تكاد تختفي رغم حفاظ البعض عليها، لربما تكون إيجابية في نظر البعض المزج بين ثقافة المشرق والمغرب العربي ،لكن من سنوات قريبة أصبحت بيوت الليبيين تشبه زينة البيوت المصرية و الإفطار في المطاعم واستبدال العالة الليبية للشاي بالسفرة الخليجية كذلك غابت لمة الجيران ومشاركة الطعام ،لمة الأقارب في البيت وأصبح الكل يفضل الخروج والتنزه بدل اللمة.

تشير إلى أنه غابت بعض العادات كعادة حق الملح “أو الكبيرة والتي تكرم فيها ست البيت على مجهودها في رمضان وتشترى لها ثياب جديدة قبل العيد مثلا، كذلك غابت عادات المسحراتي الذي يوقظ الصائمين للسحور، التقاليد العصرية الحديثة أصبحت تشكل عبئا على العائلات لعدم قدرتها على مواكبتها بسبب الغلاء والنزوح بسبب الحروب رغم حفاظ البعض على عادات جميلة نتمنى إحياءها والمحافظة عليها”.

عادات منقرضة

أوضحت المواطنة جميلة أبوعلي قائلة:” نقضي شهر رمضان المبارك، بطقوس وعادات لا تتغير، إذ نشرع بإعداد المطبخ وتجهيز الأواني وتوفير الحاجيات الضرورية لمائدة رمضان ، و نذهب إلى الأسواق لشراء المستلزمات من بقول ومكسرات ومملحات ومخللات وبهارات وغيرها، ومستلزمات تحضير الحلويات الخاصة بسهرات ما بعد التراويح، و تمتاز سفرة رمضان بتنوع وتعدد الأطباق، التي تعكس تراثنا و ثقافتنا ومن أبرز الأطباق التي نتميز بها نحن التّبو إعداد التمر المعجون و هو تمر يتم قليه بزيت زيتون مع قليل من الدقيق و تعجن على نار هادئة لمدة لا تقل عن ساعة ،و التمر المطحون مع الفول السوداني و السحلب الذي يتم تجهيز دقيقه في المنزل و هو عبارة عن نخالة تطحن مع الأرز و هناك نوع آخر من السحلب الذي يتم إعداده بطبخ الأرز مع إضافة  الفول السوداني المعجون و المجهز مسبقا بالإضافة إلى الشوربة والبوريك والكفتة والبراك وغيرها من الموالح الحديثة.

وتابعت” لا يمكن نسيان أن التواصل الاجتماعي بين الأهل والجيران هو أبرز مميزات شهر رمضان، حيث نتبادل التهاني في بداية الشهر، و نزور بعضنا في سهراته ، وكان  في السابق الجيران يتشاركون في إعداد حلويات العيد والخروج للأسواق والمنتزهات العامة وتنظيم السهرات بعد صلاة التراويح وهذه العادة قلّت اليوم لانشغال الأغلب بالعمل في رمضان.

وتضيف ” في السابق كنا نحن النساء نصلي التراويح في بيت يعتبر خلوة لقراءة القرآن  ، أما اليوم الجوامع خصصت مكانا لنا لأداء الصلاة و بين أعمال الخير و السهرات والزيارات و التسوق ينتهي رمضان و نتمنى أن يجمعنا به الله على خير و بكامل صحتنا لا فاقدين و لا مفقودين كل عام”.

فيما تقول سمية الكوري :” إن  الكثير من العادات القديمة بتنا نَحِنُ إليها هذه الأيام ، و من ضمنها التي كنا  نتبعها أنا والأسرة في شهر رمضان عادة ضرورة حضور  الجميع  على سفرة الإفطار بعد سماع صوت المؤذن مباشرةً من دون أن يتغيب أحد ، و لكن ما يحدث الآن هو أن الكُلُ يفطر على هواه ، من يفطر وهو أمام التلفاز و الآخر  وهو ممسك بهاتفه يتصفح الفيسبوك ، هنالك نوع من أنواع الفردية و الابتعاد عن  المشاركة نوعاً ما.

وتواصل ” خططنا لتبديل المائدة وعزل المنزل بأكمله وتزيين المنزل ببعض الزينة والفوانيس للاستشعار بالأجواء الرمضانية”.

ومن جهتها ترى عائشة حداد أن مواقع التواصل الاجتماعي أضفت تأثيرها على حياتنا اليومية و عاداتنا و تقاليدنا  فتغيرت العادات الرمضانية الجميلة وأغلب العادات اندثرت من لمة العائلة والأحباب على مائدة الإفطار وكذلك بعض المأكولات والموالح وعالة الشاهي التي تعتبر من أساسيات الصفرة الليبية  مما طغى عليها كثرة المعجنات والأكلات الغربية  و كثرت المظاهر.

والزينة، مشيرة إلى أن هناك البعض متمسكين بالعادات والتقاليد الرمضانية.

فيما تؤكد  نوال القطروني على أن من الأشياء التي لا يمكن أن يأتي رمضان دون أن نجهزها هي  خيمة الرحمة أو مائدة الرحمة وهي خيمة مجهزة بإفطار للصائمين ، و نحرص كثيراً على الزيارات العائلية لما لها من طعم و نكهة مختلفة فهي من الأشياء التي تضيف لمسة من الود والألفة بيننا في هذه الليالي المباركة.

تقول  رحمة صالح:” لاحظت مؤخراً اهتمام الناس بشراء الكثير من الحاجيات و الصرف كثيراً و تخزين الطعام كل ذلك بحجة الاستعداد لشهر رمضان الكريم فالعديد يتجهون للبحث عن الشكليات و ابتعدوا عن الجوهر الحقيقي و الأساسي لهذا الشهر و هو التفرغ للعبادة.

وتعتقد سمر الفقيدي أن هناك العديد من العادات الرمضانية الجميلة التي غابت عن البيوت الليبية مثل جمعات الجيران و الأقارب ، و كذلك كان الجيران قديما يحرصون على تذويق بعضهم من أصناف الحلويات و المعجنات بكل ود و عن طيب خاطر ، و لكن حتى هذه العادات باتت تختفي شيئا فشيئا .

و كذلك تضيف ” أفضل استقبال رمضان بتجهيز صناديق ماء أو سلال غذائية توزع كصدقة لك و لأسرتك ، أفضل بكثير من إعداد الزينة للاحتفاء بهذا الشهر الكريم.

تعظيما لشعائر الله

بينما ترى مريم محمد أن الله  يحب من يعظم شعائره و ربطه بالتقوى فكما قال في كتابه العزيز { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإن ذلك من تقوى القلوب }  و الاستعداد لرمضان سواء بزينة المنزل أو بتجهيز زوايا لقراءة القرآن أو لشراء ملابس خاصة بسهرات رمضانية أو بإعداد سلال و صدقات  ما هو إلا تعظيم لشعائر الله.

وتضيف:”و لا أنكر بأن البعض قد يبالغ في هذه الأشياء ، مما يصل إلى مرحلة التبذير ، و هذا أمر غير محمود على جميع الأحوال ، و لكن و بشكل عام جميعنا نتجهز لاستقبال هذه الأيام المباركة بالطريقة المناسبة لنا ، وبما نهتم له ، فلا ضير في الاستعداد بتجهيزات لبث الفرحة في قلوبنا و قلوب أحبابنا ، فلكل منا طريقته و نظرته.

وتقول زينب أحمد ” قد نعمل طوال العام على تغيير عاداتنا و إضافة عادات جديدة و لكننا قد نخفق ، و لهذا من الأشياء التي بدأت أطبقها في السنوات الأخيرة استعدادا لاستقبال رمضان هو إعداد جدول للعبادات و أحاول الالتزام به ، و أيضا جدول يومي لقراءة القرآن و أيضا للقراءة الحرة ، و بهذا أعمل على تنظيم وقتي ، وبفضل هذه الجداول أستطيع تنظيم أموري و في كثير من الأحيان أستمر على تلك الجداول حتى بعد انقضاء الشهر الكريم ، وبهذا أكون كونت عادات صحية خلال هذا الشهر و أستمر عليها .

وأفادت  فاطمة علي :” مازلنا نحافظ حتى اليوم في عائلتنا على العزائم الرمضانية ، و لهذا أجهز قبل رمضان الأواني فأشتري طقما للشوربة وصحونا تكفي كل الزائرين خاصة أن زوجي يصر على عزائم كبيرة لأصدقائه والأقارب طوال الشهر الفضيل ، و كذلك أتعلم أصنافا جديدة حتى تكون الصفرة متنوعة و تعجب الأذواق المختلفة ، و كنت دائما ما أشتكي من التعب و قلة الوقت للعبادة خلال رمضان و لكن مع السنوات تعلمت كيف أجهز و أنسق وقتي حتى أستطيع التفرغ للعبادة ، وبعد أن فهمت أن هذه العزائم تعتبر بأجر إفطار الصائمين أصبحت أعد لها عن طيب خاطر و بكل سرور.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :