عراجين التوق

عراجين التوق

كتب :: عبد السلام سنان :: ليبيا 

في علياءِ الروح عشّشتْ نوارس الحكاية وهديلُ كلامكِ يصهلُ بشطحاتِ خجلٍ وقور، أنتِ يا سيدتي كحُلمٍ في عينيّ قنوع، تنهيدتكِ تُنْجبُ ألف حقلٍ في خريفِ قصائدي المؤجلة على رفوفِ فصاحتي المُترفة بالتأويلِ كرشاقةِ عطركِ الزاخر بضراوةِ الفكرة المُسْتباحة في غُضونِ ليلٍ محموم، على قدرِ بساطتي كانت حُروف قصائدي استثناء وكنتُ أنا مُخْتلفًا لا يحدوني الفراق، أتشبّتُ بسكون الليل، يتنهّدُ صمتي المرير عناقًا لدالية الشِفاه، تنحني أطواق الكستناء على شفيرِ الشمس المُدلّلة بأمجادِ السكوت، تداعبُ أحداقكِ البُنّية، إبتكرتكِ أنا يا سيدتي بوصلة فتهتُ في عينيكِ البُنيّتين، لشذّةِ ظمأي إليكِ رسمتكِ غيمة على سُطوري أنتظرُ هطولكِ عليّ كقصيدة عارية، ما هذا الخيال ؟ رعشةُ صمتكِ وربكةُ عينيكِ التائهتين، تغتالها رعدةُ شفتيكِ اللوزيتين، أحلى مما دار بيننا من كؤوس الأحلام وسط أنخاب الكلام، أغمدي هذا النصل عميقًا في حشاءِ خافقي علّهُ يُبْصرُ ويتذكرن كي يتعرّى من هاجسِ الإشتهاء، بي قلق عتيّ، ضاري الوجع، قاسي العتاب، ينهالُ مُدجّج اليباس على حقلِ قصيدتي الوارف، لن يبرح سمائي حتى ألقاكِ، كآخر حرفٍ عند نهاية سطرٍفي ملحمتي الظمياء، عميقًا أراكِ في ظمأ باذخ الحُلُمْ، آهةٍ منكِ تصرُخُ بي على متْنِ الريح، تزرعُ في خافقِ غفلتي تلال من جمرٍ، كيف أيقنتِ الآن أن في كفّي يحتشدُ صواب الترف، يروي ظمأ العمر؟، تتراءى لي مساءات حقولكِ أنجمٍ حمراء، تسيلُ كمجرّةٍ محتشدةٍ بأرتالِ الرغبات، على ضِفافِ ليلي إنطفأ الصهيل وأنحسر العُواء، أبعثرُ صليل الصمت، على كتفِ الوقار، أراوغُ آخر عنقودٍ في داليتكِ البكر كي تدلق قدحًا من نبيذ الكلام، بأصابعي لظمتُ خيط مشاعري في سَمِّ خِياط شوقنا، أطلتِ يا سيدتي خيط اللقاء فضاعت إبرة العِناق، كبداياتِ العطش كُلّما كتبتُكِ تبلّلتْ شفتاي وتخضّبتْ عيناي الواجفة بحبورٍ لم تعهدهُ من قبل، هلُمي فقد بات نبيذ ضُلوعي غثاءً، غادرني الكلام، نضج الشوقُ وأينعْ، يتوقُ إليكِ نبضي لأراني في سماءِ عينيكِ حتى أؤوب في غرقٍ لذيذ، أنتِ أدمنتِ نثر قصائدي وثملتُ أنا بفوْحِ الحنين.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :