عصبً تبعث من جديد

عصبً تبعث من جديد

حينما بلغت الفوضى ذروتها ، وبدأت  افرازاتها الى السقوط .. اجتمع المنتفذون على انقاذها .على ميلاد شكل جديد لها .هذه المرة ليس في روما . بل في فيينا .

تأمل الليبيين في الوفاق  خير برغم من  الاخطاء الفادحة  ،   و التي ابتدأت في كيفية تكوين مجلس الحوار مروراً  بتدخل  مباشر من سفارات أجنبية واخرى عربية في  تنصيب الشخصيات  ومع كل ذلك  . تجهلنا تلك الخرقات التي طالت حتى الثوابت الوطنية من اجل  ايقاف  التسول المشرعن والمقبول اجتماعياً من اجل إعادة جسور الثقة المهدمة بيننا و من اجل  قطع  احد  قرون التطرف  .

أرست سفينة السراج “السدادة واختفت في لحظة واحدة الصمود والرعود والبروق – البعض رجح وجود هزة عنيفة او التسونامي خارق التهم كل تلك الظواهر. رافق دخول السدادة التي حملت على ظهرها  الفرقاء السياسيين ،   ولكننا سريعاً ما كتشفنا  امتزاج هذه الظواهر وامراها  الباعثين  لليأس في وفاق المجتمع الدولي . خاب الظن في  اول قرار  وقفزة  قفزتها نخب تسترت  بالعسكر حتى تصدرت ” وصاحت  حينما بعثت من جديد  “لا نكرس مبدأ  الجهوية  “!!! كان علينا  حذو    ، حذو هؤلاء الذين وضعتهم جحافلهم رغماً عنا ، أو بالأصح وضعتهم انتماءاتهم  ومدنهم  في مرتقاً افقد الوفاق  توازنه . ولكن لابأس  هي مجرد صفعة  لا تعدو كونها  صفعة استيقاظ  لممثلوا  بقعة التبعية والاستسلام .

رجال الرئاسي  بالعاصمة  وبادرت الجموع نحوه بتأييد وسارعت  العصب المسلحة في تقديم ملفاتها . انهالت علينا البيانات وكل منها يتغنى ب “حماية الحدود وحفظ الامن ” ولكل منهم له مفهومه الخاص الذى يستطيع من خلاله تمرير اجندته واجندة من يوالنه.

تلك العصب المسلحة التي تتلون بين الفينة والاخرى دائماً ما عودتنا بذل راقبها امام الحكومات حتى تسلم اليها مهام الدفاع والحماية والتامين وفور تسلمها تبعث من جديد وتنفر الغبار من على وجهها بعد فشلها الذريع في وضع حد للخروقات الأمنية والعمليات الإرهابية التي تفتك بنا ، برغم مليارات الدولارات التي صرفت على تدريبها وتسليحها وتجهيزها .وكان لها   ما اردت . فالمجتمع  الدولي   بالأمس  اعلن  دعمه لجيش الوفاق و فك حضر التسلح   لمحاربة  تنظيم داعش   ولكن من هو ذلك  الجيش الذى ستدخل في منظومته هذه الاسلحة وما هي الضمانات في عدم وصول هذه الاسلحة الى الجماعات المسلحة ؟  مثلما  حدث “سوريا والعراق ” تساؤلات مهمة للانتباه لخطورة  هذه  الخطوة   فالأغلب مصاب بداء المغالبة  . والاجابة   بعيداً كل البعد  عن  العاطفة سنجد انها “كوكتيل ” الثورة ”  عقيدتها  كل  ما يتوافق مع  طموح ومطالب  “امراء تلك الوحدات “وقد  اقنعتها  دول اقليمية  بالانضمام الى حكومة الوفاق  وقد نجحو في ذلك من اجل مأرب ستعلو تفاصيلها في الافق قريباً .
لم يكفى المجتمع الدولي فقط الضغط على الامة الليبية عبر ثنائهم القذر  ( داعش  ،  الدولار  )ولم يكفه   ( تدمير البنية التحتية للجيش  وتقديم استشارات لبعض الجماعات المسيطرة )  فبدل  من مساعدة الامة الليبية  في  الاتفاق على قيادات واحدة  وفق ضمانات  يقدمها هذا المجتمع الدولي الذى  لازال  يدعم  في ثنائي الصراع  . ذهب   الى اقرار  تسليح  بعض الجماعات  التي أدعت  تأييدها للوفاق . بحجة ضرب التنظيم  لكن  الهدف  هو إطالة  عمر الفوضى ، هو عودة الامة الليبية  الى  صفر المرحلة  ،  الى اشعال فتيل   حرب “اثني  بين ثنائي الصراع “، يقود الامة الليبية الى ما يشبه التقسيم ..او تحويلها  الى مرثون  يتسابق فيه  المقاتلون بالوكالة   .يستعرض فيه السياسيين قدراتهم   وتباع فيه خردة  سبيعنيات  والثمانينات القرن الماضي  مقابل اغلى مانملك  .
اذا لم تنجح هذه الحكومة في ازاحة الاباء الروحيين لتلك الكتائب فأنها لن تنجح   في توفير ادنى سبل الحياة للمواطن   واذا أُعيد  تكليفها بنفس تركيبتها (تحت أي مسمى  سواء  كان ” حرس رئاسي ، ام قوات نخبة ، ام غيره من التسميات ) لن يختلف الامر كثيراً بين اليوم والامس فمهما زينت مظهرها وحسنت أفعالها، لا يضمن ابداً ولائها و لا يمكن التنبؤ بردات فعلها . ولا يمكننا أن نطلق على أي قوة مهما تلقت من تدريبات وأنفق عليها انها قوات حفظ الامن والنظام طالما أَن نتاجها فيه ضرر للمجتمع أكثر من الفائدة .

فالتنمية المنشودة لن تكون . فلا تنمية بلا امن . وامننا مدننا بيد عصب ولائها لمصالحها  ويجب ان تمر حزم القرارات عليها قبل ان تصدر او تمزق ملابس الرجالات المجلس ليلاً ونتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صباحاً ” طبقاً لنظرية الوزير لمش محترم نفسا يخذ بالكف عالجوه” وفى حال نجحت الحكومة في حلحلة الكتائب واعادة هيكليتها وفق للنموذج الكلاسيكي المعهود لأى جيش فانه ربح الرهان امام الامة الليبية  واى  تهاون سيعيد لنا سناريو الحكومات السابقة .  حينها علينا وضع تصوراً  لدكتاتور ليس محرراً بل مخلصا. من الشرعية الثورية  و  المنَّ والأذى  (فهم الثوار  وهم من حارب التنظيم ) ان ترسيخ الباطل  ليس مبدأ. لاننكر ترقبنا هلال  “الوفاق ” وكنا مستعدين ان نكون جسر لعبور هذه الحكومة نحو العاصمة طرابلس  ولكن هذا لا يعنى  التصفيق له  وهو  يسير نحو أعادة  ذلك النموذج الذى طالما انتقدناه طيلة 5 اعوام ..وللهرب منه التجأنا الى الحوار للأسف . لم تعلمنا  السنوات العجاف  ان التايد من عدمه يجب ان يكون على السلوك لا على ما يتردد من شعارات الاستقطاب والمغالبة .

محمد أحمد الانصاري

 

 

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :