عقم التحليل السياسي للشخصيات الليبية التي تتصدر واجهة القوى المتصارعة على السلطة

عقم التحليل السياسي للشخصيات الليبية التي تتصدر واجهة القوى المتصارعة على السلطة

قصي البسطامي.

حينما نقارن بين التحليل السياسي لشخصيات ليبية إعلامية يتم استضافتها في قناة محلية أو عالمية وبين شخصيات سياسية من بلدان أخرى ، لا تتخذ الشخصيات الليبية البعد النظري والاستراتيجي وتحليل الوضع بالشكل الجيد، بل إن أزمة الفقر المعرفي ومستوى التحليل الساذج الذي يعرضه المحللون لا يمثل إلا انعكاسا لمستوى متدنٍ جاهلي – بل إني لا أرى اختلافا بين المناكشات والمناوشات الأسرية أو العائلية بين أولاد الشارع أو بين الزوج وزوجته أو تقاذف الشتائم وتذكير كل واحد منهم بتاريخه وأفعاله وما إلى ذلك، وإذ مستوى الخطاب والتحليل السياسي التلفزي يتجه إلى نفس هذا المستوى الجدلي الاجتماعي، فبدلا من فهم الوضع الليبي وإدخال بعض المفاهيم والنظريات وأقوال لمنظرين كبار في مجال السياسة والعلاقات الدولية، وفي الفلسفة السياسية والجيوسياسية بشكل خاص، لا يتم إثراء المشاهد بنوع جديد من الوعي المعرفي السياسي، وبالتالي فإن فهم الوضع في ليبيا يزداد تعقيدا فتتشوش الرؤية العامة للوضع حتى بالنسبة للبيادق التي تتصارع على السلطة، فيكون مصيرها هو التبعية التامة للخارج والتصرف بأوامره بسبب جهله للوضع الداخلي لبلده والذي من الممكن لو علم بوضعه وكيفية حلحلة الأزمة التي يعاني منها شعبه ودولته لكان مستوى السيطرة عليه وتوجيهه أقل ما يمكن ، وهنا نرى أن الجهل للوضع يعبر عن نتيجة عدم وجود رؤية ثاقبة ليبية ليبية تحاول أن تزيح كل هذا الغمام عن الوضع الحقيقي لليبيا، أو أن تحدث قطيعة معرفية سياسية بين البيادق التي تتحرك على الساحة وبين القوى الإقليمية التي توجهها لمصالحها الخاصة. إن دور المحلل السياسي هو محاولة إعطاء رؤية موضوعية للوضع السياسي الليبي واثراء هذا الاستقراء عن طريق الاستعانة بالنظريات السياسية وفهم أبعادها لا أن يكون التحليل مرده إلى الطعن المتبادل والقذف والتخوين والرجوع بمستوى الخطاب إلى حد أدنى من خطاب الشارع الليبي . وبالمناسبة لقد اعتاد السياسيون الليبيون على الكذب وعلى تلقي الرشاوى وعلى تحويل بعض الشخصيات الأكاديمية إلى شخصيات بوقية تطرئ كل من يدفع لها أكثر، وكل من يقوم بتمجيدها وتوجيه الرأي العام نحوها، وبالتالي تفقد هذه الشخصيات مصداقيتها ويفقد المشاهد الليبي الرؤية الحقيقية التي وجب أن ينظر بها من خلال هذه النخب التي تزعم تحليلها للوضع الراهن ، ويبقى الجمهور الليبي على جهل طالما أن التحليل السياسي يتخذ نهج الخطاب الشعبوي وصفصفة الجماهير نحو كل قيادة يرى بأنها على حق .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :