على قلوبهم اقفالها

على قلوبهم اقفالها

السفير :: غيث سالم

بعد أن عجز القلم عن الكتابة واللسان عن التعبير امام تجاهل المسؤولين الذين يفعلون مايريدون ويسمعون مايكرهون والمتابعين العاديين الذين يُبدون عدم المبالاه وكأن الأمر لايعنيهم او أنهم شامتون فى انفسهم ، فلم يعد أمامى إلّا الكتاب ، خير جليس ، الذى لا يمل جلستك يفيدك دون أن ينتظر منك شيئا ، حيث تجد فيه القرآن والسنة هداية وسكونا للروح ، والفلسفة التى هى أم العلوم ، والتاريخ ملهم السياسيين وإن أخذوا منه الجانب السلبى الذى يخدم أهدافهم التى قد تكون دنيئة أحيانا وقمة الميكافيلية دائما ، فى حين أنه للبسطاء من أمثالى مكمن عين الحقيقة التى يبحث عنها كل انسان ويستلهم منها العظة والعبرة .

وكتابى اليوم بعد هذه المقدمة التى ارجوا ألّا تكون مملة لكم ، هو كتاب “ الحوليات الليبية ” من تأليف شارل فيرو ، قنصل فرنسا فى طرابلس 1879-1884 ، وتعريب المغفور له الاستاذ الدكتور محمد عبد الكريم الوافى استاذ التاريخ بجامعة بنغازى والمستشار الثقافي بالسفارة الليبية فى باريس ومندوب ليبيا لدى منظمة الامم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية اليونيسكو ، وصدرت منه عدة طبعات الاولى عام 1973 والرابعة عام 1998.التى بين يدينا هى نسخة من الطبعة الرابعة طبعتها جامعة بنغازى على نفقتها ، بذل المُعَرّب المُحَقِّق مجهودا كبيرا ، فجاءت النسخة مدعومة بالصور والهوامش الشارحة واللغة العربية القوية السلسة التى لجمالها تصرفك احيانا عن المعنى الحقيقي .

جاء الكتاب الذى بذل فيه مؤلفه الديبلوماسى والقنصل الفرنسى مجهودا كبيرا فى خمسة اجزاء غطت تاريخ ليبيا منذ الفتح الاسلامى حتى وفاته ثم فى الفصل الثانى من الجزء الخامس اتم المؤرخ الفرنسي أوغستان بيرنارد الاحداث الى مرت بليبيا حتى وقوع الغزو الايطالى لليبيا وانسحاب تركيا وتوقيع معاهدة لوزان بين تركيا وايطاليا عام 1912 .

كتاب انصح الديبلوماسيين الشباب دائما بدراسته واقتنائه والرجوع اليه بين الحين والحين ، وكما يُقال ان الكتاب سلاح الطالب فإن هذا الكتاب بالتحديد هو سلاح الديبلوماسى الليبى . ولا يفوتنى أن الصديق المغفور له د. الوافى كما أهدى لى عام 2005 هذه النسخة التى اعرضها على حضراتكم الآن ، كان قد اهدى لى عام 1975نسخة من الطبعة الاولى ، قمت بإهدائها الى مكتبة جامعة الإمارات عند افتتاح الجامعة بمدينة العين عام 1977 وكنت ضمن السفراء المعتمدين لدى الدوله لحضور الاحتفال ، و قد كنت بصفة قائم بالأعمال بالوكالة ، وكان اول كتاب عن ليبيا يدخل مكتبة الجامعة وتلقيت كتاب شكر من مديرها الاستاذ الدكتور عز الدين ابراهيم رحمه الله ، احلته وقتها الى وزارة الخارجية .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :